متابعة الجاني

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:18

  في الفصل الأول من كتابه وفي معرض حديثه عن الإمام العادل والإمام الجائر مع أخيه أبي مالك الذي لم نستطع التعرف عليه لإخفائه اسمه وندائه بكنيته أراد أن يقول أنّ أبناء الولاية الذين يوالون إماماً عادلاً – ويقصد العلويين- لم يقتدوا به ولم يُطبّقوا أحكام الإسلام وبالتالي فهم مذنبون ولن يتقبل الله منهم إلا إذا استغفروه وتابوا عن المعاصي التي اقترفوها.

  فهو مُصِرٌ على افترائه دون أن يُقَدّم دليلاً على صحة زعمه:

  • وهل شاهد جميع أبناء الولاية وتيقّن أنهم لا يقيمون المُفترضات حتى يَحكمَ عليهم هذا الحُكم الجائر!
  • فإن لاحظ بعض التقصير من الذين يُعايشهم هل يحق له أن يُعَمِّمَه على شعبٍ بكامله! إنّه والله حكمٌ تيميٌ بامتياز.
  • وهل تكون الصلاة والزكاة والصيام بالمُراءاة والمُباهاة حتى يُشهَد لفردٍ أو جماعةٍ أنها تُصّلي وتُزكّي وتصوم!
  • وهل يطلب من جميع أبناء الشعب أن يُصّلوا أمامه حتى يُصدقهم!
  • ومن المعروف عن العلوي أنه يتجنب المُراءاة في عباداته ولا يبغي بها سوى وجه الله تعالى وإنْ تمكن من الحج إلى بيت الله الحرام فهو لا يُقَصِّرْ وإذا كان الله تعالى يَسَّرَ ولم يُعَسِّرْ على عباده فهل يحق لمحمد علي اسبر أن يُعَسِّرَ عليهم!
  • فمنهم من لا يملك قوت يومه، ومنهم يخرج من سنته وعليه كم هائل من الديون المتراكمة، فهل يُطالبُ من كان هذا وضعُهُ بالحج أو الزكاة!
  • وهل يُطالَبُ المريضُ المُزمن بالصيام! وهل على الناس أن يُقيموا الصلاة في الشوارع حتى نصدقهم!
  • وفي حال وجود تقصير عند ثلة هل يجوز تعميمه على المجموع أهذا حكم إسلامي أم تعسفي!
  • وهل تطوع الأستاذ أسبر لتعقّب أبناء شعبه في أماكن تواجدهم؟
  • وهل يعلم أنّ الذي عجز عن أداء الوقت لسبب أو لآخر قضاهُ في وقت ثانٍ ألم يرد في ذلك فُسْحَة.

  غاية هذا الرجل أن يَجد داءً ولو بالقوة ليُقَدِّمَ نفسه الطبيب النطاسي الذي يسعى إلى استئصاله، دون أن يعلم أنه يزيد الطين بلة والمريض علة.

  ويتابع اسبر مع أخيه أبي مالك قائلاً:

يحبون أهل البيت ...ولكن...
وتقول لي: يا أبا مالك إنَّ شرذمةً من الناس يحبون اهل البيت ..ويعتَدَّونَ بهم...
وهم مؤمنون بالله وبرسوله وبكل ما جاء به نبيُ الهدى والرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ويجلّون الإمام الصادق (ع) ويرونه إمام المذهب الحق...
ولكنهم يتهاونون في أداء الفرائض – كالصلاة والزكاة والصيام والحج...الخ
وتهاونهم هذا جاءهم من اعتقادهم أن محبَّة علي أمير المؤمنين (ع) ومعرفة أئمة الهدى (ع) تغنيهم عن أداء تلك العبادات..
وأقول: إن هذا لأمرٌ عجاب...
كيف يفعلون ذلك ورسول الله والأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا أكثر الناس التزاماً بأحكام الإسلام وأحرصهم على أداء العبادات..
الخ ما تَفَصَّحَ به.

  أقول :

  هذا افتراءٌ مفضوحٌ وكلامٌ مردودٌ على صاحبه فكل علوي يؤمن ويعتقد بوجوب قيام هذه العبادات المُكرّمة والأركان المُعظمة ولكن قبولها موقوفٌ على قبول الولاية لقول الإمام الباقر عليه السلام: ( بني الإسلام على خمس على الصلاة والزكاة والحج والصيام والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية ) .
  فالولاية هي الأساس لهذه العبادات وهي كمال الإسلام والإيمان الحقيقي بعد الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ولولا تبليغها لما كمل الدين وتم اليقين.

  أما قوله أنّ ( العلوي يرى أن الولاية كافية دون التعبد لله تعالى بما أمر به )، فافتراء لا يُقِرُّهُ عَلويٌّ صغيراً كان أم كبيراً، وغايةُ الأستاذ أسبر معروفةٌ فهو لا يقبل إسلامَ مسلمٍ أو إيمانَ مؤمنٍ إلا وفق مَنهجيته المشبوهة والتي لأجلها نبذه الشعبُ العلويُّ إلا قلة قليلة من الذين شربوا من مائِهِ العَكِر.

  وختم حديثه مع أخيه أبي مالك بالإصرار على اتهام العلويين بمخالفة الإمام الصادق عليه السلام دون أن يُدرك أنّ وَهْمَه حَجَبَه عن حقيقة ذاتِهِ فلو تبَصَّرَ لشاهدَ أنه من أكثر المُخالفين للإمام الصادق حيث أنّه طعن بخواص شيعته لا لشيء إلا لأنهم لم يسيروا خلف نهجه الملتوي ويطعنوا بأجلاء هذا الشعب النقي ويتخلوا عن هويتهم العلوية الطاهرة، ولو أرادوا أن يتخلوا عنها والعياذ بالله لفعلوا ذلك إبان القهر والظلم والتجني، ومع كل ما تعرضوا له فقد دافعوا عنها بالمُهج والأرواح وقدّموا في سبيلها النفس والنفيس ولم يَنثنوا يوما عن عزمهم مع شدّة وضراوة ما لاقوه من ألوان التنكيل.