بروز النوايا ووضوح الغاية

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:18

  هذا ما أراد قوله الأستاذ المتجني محمد علي أسبر الحائز على شهادة دكتوراه في تلفيق التهم والطعن بأهل الولاية، وإلى هذه النتيجة أراد أن يصل من دون خجل من الحقيقة التي تدحض مزاعمه، تلك الحقيقة الواضحة التي هاجرها منذ أمد فلم يعد يميز بين الخبيث والطيب وعُدِمَ مَلَكة التفريق بين الحق والباطل.

  غايته التي يسعى إلى تأكيدها تسحق تاريخ أمّة طاهرة تعرّضت لكل أنواع التجني ومع ذلك فهي أمّة أنجبت فقهاءً محدثين وفلاسفةً محققين وعباقرة مدققين وأدباءً ومتكلمينً.
  غايته التي يسعى إلى تأكيدها تنصب في تكفير كل علوي على وجه البسيطة.
  فما هي هذه الغاية ؟

وجود صلة نسب عقائدية بين العلويين والقرامطة!!.

  هذا ما أنتجته قريحته (الثرة) وهذا آخر ما وصل إليه من الكشوف بعد بلوغه الخامسة والتسعين من عمره.
  العلويون والقرامطة في صعيد واحد لوجود صلة نسب عقائدية بينهما، ونحن في قولنا لا نفتري على الرجل كما افترى علينا فهو القائل تحت عنوان: (مقارنة تفرضها نزاهة البحث)

وتنازعتني أفكارٌ شتى جعلتني أسأل نفسي: هل ثمة نسبٍ عقائدية بين هؤلاء الذين كتب لي عنهم الأخ أبو مالك وبين القرامطة؟؟.

  تنازعته الأفكار كما قال وبدأ يسأل نفسه، وأعتقد أن هذا العمر يوّلد هذه الحالة لذا نتمنى أن يُعرض هذا الرجل على طبيب نفسي لنتأكد من وضعه كي نطمئن عليه وهل ما زال يمتلك كامل قواه العقلية، وأنا لا أعتقد ذلك وهذا جَلي لأنه لا يوجد عاقل يقول بصلة نسب عقائدية بين العلويين والقرامطة إلا ابن تيمية كما هو واضح في فتواه الناصبية.

  ويبدو أنه مُصرٌ على صحة هذه النتيجة التي أنتجها ذهنه الواهن بدليل تعريفه القرامطة ومقارنتهم مع أبناء الولاية في حديثه مع أخيه أبي مالك الذي جاء (كما صوره) مستفتياً عن هذه الشعبة المؤمنة فأفتاه بفتوى ابن تيمية الحنبلي الذي لم يُفرّق بين العلويين والقرامطة فعرفنا أنّ الأستاذ محمد علي أسبر الذي يَدّعي ولاية أهل البيت من مقلدي ابن تيمية، وعرفنا أيضاً من أين أخذ الأخبار الموضوعة وألصقها بالشاب الثقة ليُدين بها المسلمين العلويين ويحكم عليهم بالخروج من الإسلام والولاية.

  ولكن من أوكل إليه بهذه المهمة الشاقة وهل هو وحيد في هذا المجال أم أنه يعمل ضمن مجموعة متكاملة غايتها تجريد هذه الطائفة من هويتها العقائدية ونسف تاريخها وطمس معالمها ومعارفها المأخوذة عن أهل العصمة.

  وفي كل الأحوال فالخيوط بدأت تتكشف والأيام كفيلة بظهور الحقيقة بصورة كاملة للجميع بعد أن ظهرت للبعض.

  ويتابع الأستاذ محمد أسبر بعد أن عرّف القرامطة قائلاً:

قارنت بين ما ابتدعه أحمد قرمط وبين ما أطلعني عليه أبو مالك في رسالته فوجدت الفريقين يركضان في حلبة واحدة الأمر الذي جعلني أرجح أن أولئك من مقلدي أبي طاهر الجنابي وليسوا من مقلدي الخصيبي أحد رموز الشيعة الإمامية في القرن الرابع للهجرة ........... الخ

الرسالة التي يحملها أبو مالك على ذمّة هي الأخبار الموضوعة التي يدعي أسبر أنها لأبي سعيد ويعمل العلويون بها حسب زعمه.
  قارن أسبر بينها وبين ما ابتدعه القرامطة فرَجَّحَ ولم يُخرّج – ولم نكن نعلم انه من أهل الترجيح بين الروايات والفرق - أنّ العلويين يُقلدون أبا طاهر الجنابي الذي اقتلع الحجر الأسود وهجم على قوافل الحجاج وغير ذلك من المثالب الطافحة بذكرها كتب التاريخ ولا يقلدون الخصيبي رضوان الله عليه.

هذه هي الغاية التي أراد الوصول إليها والتي تقول:

  أنّ أبناء هذا الشعب قرامطة باطنيوين إباحيون ابتدعوا عقائداً تتنافى مع سماحة الإسلام وقداسته، وحجته بعض الأحاديث الموضوعة التي يُصِرّ على إلصاقها بهم وأنهم يُقلدون رجالاً وضعوا أحاديثاً مكذوبة وعملوا بها، فهل يرضى عاقلٌ يمتلك ذرّة من الضمير بهذه النتيجة التي لم يسبقه إليها ابن تيمية ومن نحا نحوه من فقهاء السوء؟!..

  لن نطيل الكلام فالغاية باتت واضحة والهدف معروفٌ، فالعلوي إن لم يقلد أسبر وأسياده فهو قرمطي مُغالي وَضّاعٌ للحديث مُخترعٌ للعقائد الفاسدة إباحيٌ إلى أخر ما أراد قوله هذا الكاتب العائب.

  ثم من أخبر أسبر أفندي أنّ ( الشيخ الخصيبي أحد رموز الشيعة الإمامية في القرن الرابع للهجرة )
  ومن أين أتانا بهذه المعلومة اليتيمة التي لا يرضى بها الشيعة الامامية فكيف بالعلويين!
  وهل نسي أن الكثيرين من فقهاء الشيعة يطعنون بالشيخ الخصيبي وينسبوه إلى الوضع ويتهمونه بالغلو لجهلهم بأصول التحقيق؟
  فالخصيبي رضوان الله عليه من أعلام الولاية العلوية وكبار الفقهاء والمحدثين على مذهب أهل العصمة في القرنين الثالث والرابع الهجري لم يخضع للموازين الضيقة التي فرضها البعض في تلك العصور بل تابع نهج المعصومين بأمانة تامة من دون تزّيد ووثّقَ أمناءهم وأعطاهم حقهم من التقدير ولم يُبدّل أو يُغيّر ، وقد سبق لنا الحديث عنه في كتاب الشيخ الخصيبي قدوة مُثلى يُحتذى  .

  والغريبة الثانية التي أتحفنا بها من عالم أوهامه قوله ( أن للخصيبي جمعية توالي أهل البيت )!!
  فمن أين أتانا بهذه الجمعية الغريبة ولم نعلم ولم يصل إلينا تأسيس جمعيات في تلك العصور بل هناك فرق عقائدية ومذاهب فقهية وطرف صوفية ولكن تكون من مذهب وفرقة إلا أن لها مسالكها في السير إلى الله، ولكن هذا الكاتب أراد أن يتهم الشيخ بأن له طريقة خاصة لغاية في نفسه.