مناورة مكشوفة

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:18

  يدَّعي الأستاذ أسبر أنه لا يتحامل على الشاب الثقة لكنه كما قال وجد كتباً منسوبة إليه تحمل أحاديثاً وأخباراً موضوعةً خارجة عن الإسلام يتداولها رعيل من الناس منذ حوالي ألف سنة.

وهنا نسأل السيد أسبر والمعجبين بكتاباته من الأخوة العلويين:

  • من عنى بهؤلاء الناس الذين يتداولون هذه الأخبار كما زعم ؟
  • أليسوا أبناء الطائفة الإسلامية العلوية؟!.
  • ومن أين أتانا بهذه الأخبار التي تخالف الإسلام الحنيف؟ وأعتقد أنه نقلها عن المُغرضين ولكن بصِيَغٍ جديدةٍ لأننا قرأنا أمثالها في كتبٍ عفنةٍ كأصحابها وتصدّينا لأكثرها في كتاباتنا.

  ثم راح يراوغ بأسلوبه القديم محاولاً إقناع القرّاء بأنه اضطر للكتابة في هذا الخصوص لأن تلك الأخبار الملفقة مدونة في كتب تحمل اسم الشاب الثقة1 متجاهلاً مع إدعائه التحقيق أنّ أي إنسان باع ضميره يستطيع أن يُلفق أخباراً وينسبها إلى أي شخصية كبرى وخصوصاً إن تلك الشخصية قديمة العهد وغير موجودة لتنفي ما نُسب إليها، وقد حدث ذلك كثيراً وكم سمعنا بكتبٍ لأقوامٍ نُسِبَت لآخرين وأخرى مجهولة أُلصقت بغير أهلها إلى أخر ما هنالك من العجائب والغرائب، ومن أراد الاطلاع فليراجع كتب التراجم ليجد العجب العُجاب ويطلع على منسوبات لم يستطع المحققون حتى الآن معرفة أصحابها.

  وعاد ليؤكد من جديد على وجود فئة تؤمن بها وحددهم قائلاً ( الذين يتولونه) ونسأل للمرة الثانية:
من يتولى الشاب الثقة غير أبناء هذا المذهب وهو يعلم ذلك ولم يخجل من إعلانه!
ألا يدل كلامه أن غايته الطعن بأبناء المذهب شيوخاً وتابعين بواسطة هذه المراوغة الجديدة التي أتانا بها من أنه لا يتحامل على الشاب الثقة بل يتحامل على أبناء الولاية العلوية والذين بزعمه يؤمنون بأخبار تتناقض مع جوهر الإسلام ظانين أن موردها الشاب الثقة.

  ثم احتاط لنفسه لعلمه بما يفعل من أن كتابه سيثير سلسلة من ردود الأفعال، وقسمها إلى ثلاثة أقسام:

  • إعجاب بالغ من أصحاب العقول والبصائر.
  • وغضب عارم من كل معاند ومكابر.
  • ووقفة تأمل عند كل حائر ليميز بين الحق والباطل.

  من الطبيعي أن يحتاط لنفسه بهذا الكلام لأن المهمة الموكلة إليه ليست يسيرة فهي تكفير شعب بأكمله يَدَّعي الإنتماء إليه، فإن رد عليه أحد المخلصين فيقول إنه معاند مكابر، وإن أثنى عليه أحد المنافقين فيقول إنه من أصحاب الضمائر والبصائر وإن لم يعبأ به ثالث قال إنه حائر، إنّ أسلوب هذا الكاتب مُضحك ومُخادع في الوقت نفسه وقد اشتُهر وعُرف به.

وهنا أقول لهذا المتطفل على الكتابة:

  إنّ كتابك لاقى قبولاً عند أعداء الولاية، ورفضاً من أبنائها الطاهرين لأنك جافيت الحقيقة حباً في الظهور على حساب شعبٍ مُخلصٍ لآل بيت النبّوة ومعدن الرسالة، وإنّ هذه الترهات التي جئتَ بها مفاخراً ومُدّعياً أنك فتحت فتحاً جديداً سبقك إلى إيرادها أستاذك وإمامك ابن تيمية وشيخك القلقشندي  وسيدك نوح الحنفي  وغيرهم من النواصب الذين كانوا يعملون أُجراءً عند سلاطينهم فاهنأ بهم وسر على مِنوالهم.

  إنّ وصفك للمجتمع العلوي إنه ( مجتمع ترهقه العادات البالية وتسيطر عليه العادات القاسية التي ترتدي عباءة دينية منسوبة زوراً وبهتاناً إلى الدين الإسلامي الحنيف ) مردودٌ ويُضرب به عرض الحائط فما هي هذه العادات البالية؟ ولو سلمنا جدلاً بوجودها فهل تخرجه من نور الإسلام والولاية لا والله، شعبٌ يُفاخر بولائه ويستشهد من أجله لا يُقال بحقه هذا القول البائر، فهل تقصد بالعادات ما اتهمتهم به في كتابك ( عاداتنا وتقاليدنا ) فإن كان لبعضها وجود فقد انتفى والحمد لله، وهل يخلو مجتمع مهما رقى من عادات تسرّبت إليه بعامل الإختلاط والجيرة وهل يكون ذلك سبباً للطعن به!
  اخجل من نفسك أيها المتحامل وأصلح فساد تفكيرك لتكون مقبولاً في مجتمعك الذي تطعن به في كل مناسبة وتفخر بذلك، ثم من أوكل إليك مهمة الإصلاح؟ ومن أجاز لك أن تتكلم عن شعب لا تصلح أن تكون من أفراده؟ وأنت الذي أعلنت ذلك وسنذكره في موضعه، ثم ما مرادك بالعادات القاسية التي ترتدي العباءة الدينية والتي زعمت أنها منسوبة زوراً وبهتاناً إلى الدين الإسلامي؟ ألم تقصد علماء الجبل الأشم الذين اخلصوا في تخليص شعبهم مما دخل إليهم، وثقّفوهم بثقافة أهل البيت فإن شذّ فردٌ فهل نأخذ جماعة بجريرته!
  أعقل مطايا الهوى عن مخالفة الله واتقِ الله في قومٍ تفانوا في ولاية علي وأبنائه ولا تكابر فأنت لست في العير ولا النفير وهيهات أن يرضى شعب الولاية بأمثالك مرشداً.

♦ أما قولك:

  وينساق البعض من أبناء المجتمع وراءها باستسلام عجيب بدون تفكير أو تدبير أو بحث أو تدقيق، تحت تأثير هيلمة وهيمنةٍ وتسلطٍ من أصحاب العقول المتحجرة، التي لا تملك ثقافة دينية ولا اجتماعية ولا فكرية، ومكانتها الدينية وزعامتها الاجتماعية ورفاهها الاقتصادي مرهون ببقاء تلك الهيبة والرهبة والقداسة المزَّيفة لتلك الأخبار والأحاديث ولذلك تدافع عنها دفاعاً وجودياً.

  فيُرَد عليك بالتالي :
إنّ الشعب العلوي أكبر من أن ينساق وراء ما نَسَبْتَ إليهم من الأخبار والأحاديث التي دَبّجها أقوامٌ حاقدون وتطوعتَ أنت لإلصاقها بهم، إنّه شعبٌ من الإسلام في الصميم ومن الإيمان في الذروة ولا يَنساق وراء الترهات ولا يُقلد سوى المعصوم، نعم إنه يثق بأهل الفضل بعد أن يتحقق عدالتهم وأي عيبٍ في ذلك أليس هذا هو النهج القويم أن لا تقلد إلا معصوماً ولا تثق إلا بعادلٍ، وهل تريده أن يُقلدك لتُخرجه من الحَضرة العلوية وتُدخله في دوائر متناقضة لا تستقر على حالة واحدة وإن لم ينساق إليك تنعته بأقبح الصفات وتنسب إليه أسوء المنسوبات.

  أما نعتك للعلماء وأهل الفضل بـ( أصحاب العقول المتحجرة )، فطبيعي كونهم يرفضون أقوالاً دخيلة على نهجهم العلوي المعصوم ولا يقبلون بالمستحدثات التي يتناقض أكثرها ونهج المعصومين عليهم السلام، فإذا كان هذا هو التحجر فمرحبا به وإن كانت الثقافة التي تجردهم منها هي تقليد العاجزين على حساب مُحكمات المعصومين فقد سامحوك بها وهم في غنى عنها لأن ثقافتهم الدينية والاجتماعية والفكرية مستوحاة من كتاب الله ونهج البلاغة وهداية الشيخ الخصيبي وتحفة ابن شعبة ومحاسن البرقي ففي هذه الموارد القطعية ما يكفي من الجواهر والفوائد فأرح نفسك فهذا الشعب على هُدًى من ربه وشيوخه أهل فضل وإخلاص لم يجعلوا الدين شبكة لاصطياد الدنيا كما تزعم بل ناضلوا في سبيل نشره وإيصاله إلى شعب طهورٍ حُرم من أبسط حقوقه بسبب التعصب الذميم.

  ألا يستحقون التقدير والاحترام لما قدّموه وضحّوا من أجله أم حسدتَهم على ما أتاهم الله من فضله فرُحتَ تنعتُهم بأقبح الصفات وتتهمُهم بالوَضعِ والتحريفِ، قاتل الله الحسد فإنه لا يَصدر إلا من نفسٍ مُظلمة حُجبت عن كل فضيلة، ومن حُجِبَ عن الفضائل فلا يَعترف بوجودها الخارجي.

  أما قولك أنهم ( يدافعون عن تلك الأخبار الموضوعة دفاعاً وجودياً )، يُكذّبه الواقع ولكنك أردت الوصول إلى مُبتغاك فرُحت تهرف بما لا تعرف، فلو أنصفتَ لوجدتَ أنهم أهل التحقيق والتدقيق وهم الذين يُمَيّزون بين الصحيح والموضوع ومَنْ مِنا لا يعرف:

  • عبقرية الشيخ سليمان الأحمد في هذا المجال
  • أو فلسفة الشيخ يعقوب الحسن والشيخ يونس حمدان
  • واجتهاد الشيخ عبد اللطيف إبراهيم
  • ونباهة الشيخ محمود سليمان الخطيب
  • وحكمة الشيخ عبد الهادي حيدر
  • وفطنة الشيخ كامل صالح معروف
  • ورزانة الشيخ حيدر عبد الله رمضان
  • ومهابة الشيخ حسين سعود
  • وطهر الشيخ أحمد إسماعيل الرقمة
  • وجرأة الشيخ كامل الخطيب
  • وصلابة الشيخ محمد حسن شعبان
  • وغيرهم من علمائنا الأخيار وساداتنا الأطهار الذين أحيوا هذا الشعب في أصقاع الأرض بمآثرهم الزاهرة وتحقيقاتهم النيرة.

  فاخجل أيها الرجل الراجل ولا تتهاون بفضل أهل الفضائل.
بنيت كتابك على أوهام وأسسته على فسادٍ ومآلُهُ إلى بنائِه وأساسِه.

  » لقدم ختمتَ مُقدمتَكَ المُتأخرة بنصيحةٍ مُخادعةٍ مُطالباً أبناء هذا النهج أن يتخلصوا من كل كتاب أو رسالة أو مقالة أو عادة يرفضها القرآن الكريم وسنة الرسول المُطهّرة ونهج الإمام.. لتوهم الآخرين بأن المسلمين العلويين يَدينون بما يُغاير الإسلام ونهج الإمام ويَملكون ما يُناقضه من الكتب والمقالات.
  يا عزيزي هذا الأسلوب قديمٌ أكل الدهر عليه وشرب وهذه الحِيَلُ لم تعد تنطلي على أبسط الناس فكيف على أصحاب الضمائر والعلم والمعرفة، فاسلك غير هذا الطريق لأنه وَعِرٌ ما سَلكه سالكٌ إلاّ وهَلك.

  ♦ وقبل أن نختم هذا الفصل لا بد من هذا التنويه الهام :
  الكاتب كما يقول أنّ هذه الأخبار منسوبة إلى كتب تحمل اسم الشاب الثقة وهو على حسب زعمه غير واثق من نسبتها إليه، ولكنه متأكدٌ وجازمٌ أنّ فئةً من الناس تعمل بها وهو يَسعى إلى تخليصه منها، فأراد الهروب من الوقوع في مواجهة مع أبي سعيد أي مع الشعب العلوي بأكمله ولكنه وقع في مواجهة مفتوحة مع علماء الطائفة الذين اتهمهم بالقول بها فيكون بذلك وصفهم بالجُهلاء الذين تدخل عليهم الأوهام وهو (العالم المفرد) الذي فطن لها وأراد تخليصهم منها!
فلينظر ذو عقل إلى هذه السخافة الجديدة وهذا التجرؤ على عِليَّة القوم الذين سلبهم فلسفة التحقيق والتدقيق ونسبها إلى نفسه ويا ليته فعل ذلك بأمرٍ موجودٍ لكنه اختلق أخباراً ونسبها إليهم ثم راح ينعتهم لقبولها، وتفضّل عليهم مؤخراً بتخليصهم منها!.
  فأيُّ كاتبٍ نحاور وأي فيلسوف نواجه وأين كان مختبئاً كل هذه المُدَّة حتى تطوّع الآن لهذا الجهاد المُنقطع النظير، فهل انتظر مضيّ العلماء وأرباب التحقيق الذين ذكرناهم حتى يَسرح ويَمرح كما يشاء بلا رقيب ولا حسيب زاعماً خلوّ الساحة من أهل الفكر.

  رحم الله صالح بن عبد القدوس حيث يقول:

بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا   ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا

  • 1 مجدداً ننبّه القارئ إلى قراءة ما كتبناه في في "خطط المعتدين ومنهجية الإعداء" على هامش موضوع من نحن  فقد ظهرت جماعة تدّعي الدفاع عن العلوية ولكن بأساليب ملتوية والكاتب إسبر وإن طعن بالشاب الثقة (كما سيظهر لاحقا في هذا الكتاب) فغيره ظهر مدافعاً بطريقة تثبت هذا الطعن على قاعدة (مدح في معرض الذم) وقد أنشؤوا لأنفسهم مواقع إلكترونية لتوسيع شبكتهم الأنترنيتية فالكل يسعون لتحقيق هدف واحد ولكن بأساليب مختلفة. اقتضى التنويه والتنبيه. (أبو اسكندر)