الشيخ محمد بن يونس الكلازي

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:18

  وبعد أن تعرّض أسبر للشاب الثقة عدوه الأول راح يُهاجم عدوّه الثاني وهو إمام عصره وفقيه وقته الشيخ محمد بن يونس الكلازي الإنطاكي الذي قال فيه: أن عقله كبا (ص 197).
  وقال في موضع ثانٍ: ولا نلوم هذا الكلازي لأنه لا يعرف عن الإسلام شيئاً.. (حاشية ص 197).
  ووصفه بأنه جاهل بتاريخ الإسلام، وأحاديث الرسول(ص)، ولم يكن من المُوَحّدين المُنَزّهين، ونسب إليه كتابين- الشافية والتأييد- ليتّهمه بواسطة ما ورد فيهما كما زعم وقال أنه لم يكن مُطلعاً على الشريعة المحمدية وأحكام القرآن لذلك فقد وضع تشريعاً خاصاً إلى آخر ما أورد من أكاذيب موروثة ومُدبلجة بصيغة جديدة ليستسيغها أبناء العصر، وسبب حقد أسبر على الشيخ معروف.

فمن هو الشيخ محمد بن يونس الكلازي؟

  ولد (ق) سنة 1011هـ في قرية كلازو من معاملة إنطاكية وهاجر إلى بلاد اللاذقية وحلب وطرابلس وغيرها من المدن لغاية نشر فضائل ومعارف أهل العصمة بين أبناء مذهبه العلوي المعصوم وذلك تلبية لدعوة شيوخ تلك البلاد، فقضى حياته مُعلماً ومُؤدباً ومُرشداً وعُرف عنه الجُرأة والإقدام فهو الذي لا يخشى في الله لومة لائم، وبُويع إماماً للشعب ومرجعاً روحياً يُرجَع إليه في القضايا الصغيرة والكبيرة، وكان شديد الحرص على العمل بالكتاب الكريم والسنة النبوية ونهج الأئمة المعصومين، وقد حدثت فتنة كلامية في زمانه فأخمدها بصلابته المعروفة، وفضله في الجبل العلوي أجلّ من أن يُخفى.

  درس علومه الشرعية على أستاذه الشيخ أحمد الديراني المعروف بالاستباري، وتخرج عليه عشرات العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الشرعية.

  والفتنة التي حدثت في عصره هي قول بعضهم بالحلول المنافي للمنقول والمعقول وقد دحض الشيخُ الكلازي هذه البدعة النكراء بمنطق علوي أصيل وفكر هاشمي نبيل، وأعجب لاتهام أسبر له بعبادة الأجرام السماوية وأظن أن مَرَدّ ذلك إلى القوم الذين دحض أضاليلهم فألصقوا به ما شاءوا من التهم إنتقاماً منه فتلقفها مَنْ أضمر له العداوة وأطلقها جزافاً، ويبقى الإمام الشيخ محمد الكلازي بمقامه الرفيع وتتهافت تلك الأوهام التي الصقها به الحاقدون.

  فهو شيخ الشريعة في زمانه ومرجع كل علوي متمسك بالعروة الوثقى وهذه الحقيقة يعرفها الصغير قبل الكبير وتبقى ثابتة ثبات الجبال بل تزول الجبال ولا تزول.