كلمة الأخت العلوية (علوية حتى النخاع) في الرد على المُفترين...

أُضيف بتاريخ الأحد, 15/05/2011 - 16:09
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
على الله نتوكل وبه نستعين ..

قال تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
وقال سبحانه : ﴿ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة). وقال : (النساء شقائق الرجال).

  هذه مصادر تشريعنا وبناء عليها يكون عملنا ، ولما كان خطاب القرآن غاية في الوضوح بالتوجّه لكلا الجنسين، ومثله خطاب رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام فلدينا من قوة الحجة ما يكفينا والحمد لله .
وعليه فها نحن العلويات نمارس دورنا الفعّال في الرد على كل من رمانا بحجر وبيته من زجاج لنرد له الحجر من حيث جاء .
وهذه بوابتنا الصغيرة التي نرد من خلالها على أصحاب المؤلفات الكثيرة الذين صبّوا جام غضبهم وحقدهم على هذه الطائفة العلوية التي لم تبادلهم يوماً الإساءة بالإساءة وكان حالنا معهم كما قال الشاعر :

قد بدت البغضاء منهم لنا   كما لهم منا بدا الحبّ

  وطبعاً كان للمرأة العلوية النصيب الوافر في خيالهم الواسع فساقوا أمانيهم الكثيرة وروّجوها على أنها حقائق .. ولكن ما كلّ مايتمناه المرء يُدركه وها هي الفتاة العلوية تتولّى بنفسها مُهمة الرد على من اتهمها بالجهل وبأنها مهمشة لا دور لها ولا علم ونقول : ﴿ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾
وأما براهيننا فكثيرة والحمد لله وميادين النقاشات على الشبكة العنكبوتية كفيلة بإثبات قوّة حجّتنا أمام وَهن حُجتهم وضعف موقفهم وهي غنية بأمثلة تُحتذى لفتيات علويات ألقمن حجارةً لأفواهٍ كبيرةٍ .

  ولسنا الآن بصدد الحديث عن هذه الميادين في الشبكة العنكبوتية فلدينا على الأرض ماهو أغنى وأجمل، فالباحث المُنصف يجد أنّ الفتاة العلوية تفوّقت على نظيراتها من المذاهب الأخرى في نسب التعليم وتراجع الأمية، فالمناطق العلوية هي من أكثر المناطق التي تبرز فيها الفتاة المتعلمة والمثقفة حتى أن نسبة الأميّة بين الفتيات العلويات تكاد تكون منعدمةً، بل إنها مُنعدمة لدى فتيات هذا الجيل ونادراً أن تجد فتاةً علويةً ليس لديها تحصيلٌ علميٌ مهم أو على الأقل وفي أسوأ الأحوال شهادة إعدادية فما فوق، في حين لا نجد نفس الحالة عند غيرهن في المجتمعات الأخرى، بل ونجد أنّ الاميّة عند الفتيات ما زالت تُعشعش في مجتمعاتهم، وما زال هناك مشاكل كثيرة في تعليم الفتاة. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على حرص المجتمع العلوي أكثر من غيره على توفير العلم للفتاة كما للشاب، وطبعاً هذه القاعدة لا يُمكن أن يُستثنى منها الدين والذي هو أهم العلوم بل هو أصلها ومنبعها وجوهرها..

  فالعلم موجود لمن رغب ومن أراد كما النبع يشرب منه من أراد .. ولكن هذا لايعني أنّ كل الفتيات العلويات يحملن الثقافة الدينية الكافية وأنه لا توجد ظاهرة من الجهل في بعض الاحيان كما في كل المجتمعات الأخرى، وهذه حالة طبيعية وليست حالة مَرَضِيّة فلكُلّ نفسٍ ما سَعَت ولا يمكن لمُجتمعٍ أن يكون مثالياً.
ولكن من المُعيب أن نأخذ حالةً ونُعمّمها على مجتمع بأكمله، ونتمسك بظواهر موجودة في كل المجتمعات فنجعلها عيباً في مجتمعٍ واحد فقط!! كمن يرى الشوكة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه !
العلم يكون على قدر الطلب وهو ليس محظوراً عن أحد، ومن لديه تقصيرٌ فالعيب ينطلق أولاً وأخيراً من نفسه وليس من مجتمعه، وأكبر أكذوبة يمكن طرحها هي أكذوبة حظر العلم _ أي كان هذا العلم _ وخاصة في هذا الزمن..
إذاً العلم مُتاح للجميع شاباً كان أم فتاةً كلّ حسب طلبه ورغبته وقدرته، ولكن أيضاً رحم الله من عرف حده ووقف عنده فنحن نعلم تماماً ما لنا وما علينا، ونعلم أنّ لكل إنسانٍ موقعه ومكانه فلا يُمكن للفتاة أن تكون إماماً أو مُفتياً مثلاً كما لم يحصل أن كانت نبياً، وهذا ليس انتقاصاً لها كما يظن البعض بل يكفيها فخراً أنها وُضعت في موقعٍ تكون فيه المُربية والمُعلمة فلا يقلّ دورها أهميةً عن دور الإمام في الجامع في التربية والتوعية وإنماء المجتمع كلّ من موقعه المناسب الذي أقرّه الله سبحانه وتعالى له، فلا يُكلف الله نفساً إلا وسعها وما يطيقه الرجل قد لا تطيقه المرأة، فالعلم الحقيقي أن يعرف كل جنس حدوده وحقوقه وواجباته .

  لقد حاول الكثيرون النيل من مجتمعنا العلوي وسَوقه الى عوالم الجهل والتخلف مستخدمين أساليب شيطانية متعددة كالقتل والتهجير والتشريد وتعتيم الحقائق وتزييفها ونشر الأكاذيب وترويجها، ورغم كل هذا بقي المجتمع العلوي متماسكاً بل وأصبح من أكثر المجتمعات طلباً للعلم وأكثرها نجاعة في الحصول عليه، وفشلت مساعيهم في إغراقنا بالجهل فنعتونا بما كانوا يتمنّون حدوثه، ولكن ما ضرّ الذهب أن نقول عنه تراب !

  يكفينا فخراً وشرفاً أن نقول أنّ الفتاة العلوية الأصيلة قُدوتها فاطمة الزهراء وزينب الحوراء عليهما السلام، ومن كانت قدوتها سيدات النساء لا يُمكن بحالٍ من الأحوال أن تستكين للجهل وإن سعى البعض لتجهيلها .
فهذه الحرب الضروس أول من واجهتها سيدتنا زينب الحوراء عليها السلام، والتي قارعت سيوف الجاهلية والغدر بالحجة القوية والبلاغ المُبين، فهزّت بكلماتها عرش القمع والتسلط والتجبر ولقنتهم درساً في العزة والكرامة والإباء، وكانت كلماتها أمضى من السيف وأكثر حدّة منه فقسمت ظهور المُنافقين وقطعت دابر حُجّتهم بكلماتها، فأثبتت بحقٍ أنها بنتُ أبيها وما ضرّتها شتائمهم ولا نالت من قدرها، بل ما زادتها الا سمواً وارتفاعاً. لقد وصفوها بأعظم ممّا وصفونا به وهي صاحبة المقام الأعظم فما كان ردّها إلا البلاغ المبين والكلام الرصين الذي زلزل بنيانهم، ونحن على دربها ماضون بإذن الله.

  وإني أرى هذه المكتبة الغنّاء مثالاً مُصغراً للمجتمع العلوي، وما على المُنصف إلاّ أن يتجوّل بنظره في أرجاء هذه المكتبة الصغيرة ليرى مُجتمعاً علوياً حقيقياً بأجناسه وأطيافه المختلفة فترى الفتاة والشاب، العالم والشيخ، طالب العلم ومُجيبه ..الخ
وسيرى أنّ الفتاة هنا كما في المجتمع العلوي بالضبط لها مكانها وموقعها المحفوظ بل ولها دورها الفاعل الذي لا يُمكن إخفاؤه ولا إلغاؤه.
ويبقى الجهل صفةً تُنسب لكل مخلوقٍ أمام عِلم الخالق سبحانه وتعالى، ومهما حصّلنا من علمٍ وسعينا وبذلنا فإننا سنبقى بحاجة للمزيد، ولذلك من المعيب أن يتباهى الانسان بمجرّد حصوله على قطرة علم من فيض كرم الله سبحانه وتعالى، فيجعل نفسه بهذه القطرة عالماً وحاكماً على الاخرين يُجَهّل من يشاء ويُكفّر من يشاء وكأنّ ماعنده لا يوجد عند أحدٍ سواه !

  وخير مانختتم به قوله تعالى :
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ صدق الله العلي العظيم
هذا دستورنا ومنه نستضيء وهو أفضل رد وأبلغ بيان..

  والشكر موصول للأخ أبو اسكندر على هذه المَكرُمَة والبادرة الطيبة في تخصيص هذه الصفحة لنا وما هذا منه إلا دليلٌ آخر على الإهتمام الخاص الذي تحظى به الفتاة العلوية في مجتمعها ومن أخوتها بارك الله بكم.
والحمد لله رب العالمين ..1