خُطبتا صلاة الجمعة في 25 تموز 2014م

Submitted on Fri, 24/07/2015 - 10:44
(فيديو + مُلَخّص عن خُطبتي صلاة الجمعة في 18 تموز 2014م)

  موضوع الخطبتين:
- ثمرة الإسلام هي العمل الصالح. من خرج عن العمل الصالح فإسلامه كذب. ومن خرج عن الإنسانية فإسلامه كذب.
- ﴿ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ من نظر في الحال التي نحن فيها اليوم هل يجد شيئاً من الفِتن ومن الدمار ومن الخراب لم يصدر عمّن ذُكِروا في هذه الآية.
- وحقائق هذه الحال التي نحن فيها صارت بيّنة لا تحتاج إلى دليل. غير أنّ الذين ينتفعون من طول هذا البلاء هم الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن حقيقة الحال التي هم فيها.
- من جاء ليُقاتل هنا هي عِصابةٌ من المُجرمين الذين لم يجدوا شيئاً يعملونه في الدنيا فما وجدوا غير هذا السبيل سبيل الدين سبيلاً يدخلون به إلى قلوب الناس ويُحرّكون عواطفهم ومن أجل أن يُدفن الإسلام وأن يُقتل بأيدي أبنائه لكثرة ما يُنسب إليهم وما يُتّهمون به.
--------------------------
- يُوشك هذا الشهر المُبارك شهر رمضان ويوشك أن نخرج منه فللننظر بعد ذلك في صيامنا وفي صَلاتِنا هل كانت ممّا نهانا عن الفحشاء والمُنكر.
- هي الساعة التي أنت فيها التي ينبغي أن تكون فيها في طاعة الله عز وجل فقد تُقبَضُ فيها إلى رحمة الله فانظر كيف تلقى مولاك أتلقاه بطاعته أم تلقاه بمعصيته.
- يقول الإمام الكاظم ع : (ليس منّا من لم يُحاسب نفسه في كل يوم فإن عمِل حَسَناً استفاد منه وإن عَمِلَ سوءاً استغفر الله وتاب منه).
- الإمام الصادق ع قال لأحد من خاطبه: (إنّك قد جُعِلتَ طبيبَ نفسك، وبُيِّنَ لكَ الداء، وعُرِّفتَ آيةَ الصِحَّة، ودُلِلْتَ على الدواء، فانظر كيف قِيامُكَ على نفسك).
- ما من شيءٍ إلاّ فُصّل في أمر الله سبحانه وتعالى لئلاّ يكون للناس حُجّةٌ على الله .

  الخُطبة الأولى:

  قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ المائدة (82) صدق الله العظيم.
الذي دلّ عليه قول الله عز وجل في هذه الآية ميّز صنفين من الناس هم أشد الناس عداوة لمن كان يؤمن بالله عز وجل ولا رَيب في وجود أعداء من غير هذين وذلك أنه قال (أَشَدَّ عَدَاوَةً) وهذا يعني أن هناك من هو من الأعداء ولكنه ليس في شدّة عداوة هذين.
هذه الآية إذا تأمّلها مُتأمّلٌ أو فكّر فيها مُتفكّر فنظر في الحال التي نحن فيها اليوم هل يجدُ شيئاً غير مُتّصلٍ بهذه الآية؟ هل يجد شيئاً من الفِتن ومن الدمار ومن الخراب لم يصدر عمّن ذُكِروا في هذه الآية.
أليس ما أصاب البلد كان بسبب حمل بعض الناس إلى هذا البلد ليُقاتلوا بدعوى إقامة دولة الإسلام وإحياء سُنّة رسول الله ص.
ألم يكُن مُمِدّ هؤلاء والذي يُشرف عليهم ويرعاهم من اليهود وهم من الذين أشركوا. إذا تصوّرنا وفصّلنا لما نراه من صفاتهم ظهر لنا أننّا أنّما أشارت إليه هذه الآية في هذه الصنفين إنما هو ما نراه اليوم. وبقي هناك العدوّ الذي هو أقلّ عداوة لكن اليهود والذين أشركوا ويدخل في الذين أشركوا كُلّ من عمِلَ لغير وجه الله.
كل من عمل عملاً يريد به ثواب الناس والثناء من الناس فهو داخلٌ في الذين أشركوا بالله وهؤلاء هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا.
اليوم يُدير بعض من يندفعُ للفساد وللدمار أن يَفتِنَ فئة من الناس لتُصرف عن هذين الصِنفين الذين ذُكِرا في كتاب الله.
يُريد صرف بعض الناس لئلاّ يتبيّن للناس ما هم فيه لئلاَ يطّلع أحدٌ على حقيقة الحال التي هو فيها.
الذي يعمل بدعوى أنه يُريد إقامة دولة الإسلام لا بُد أن يحتاج إلى من يُعينه وإلى من يُؤازره ويُناصره ولا بُد أن يكون له من يرضاه ليُقيم تلك الدولة التي يدّعي. إن لم يجد من يُساعده أو يُعارضه فلا يستطيع أن يفعل شيئا.
وهنا لكل فِئةٍ من الناس قناعة بهَمّ وفَهمٌ بِهَمّ، لكل فئة تدبير تستخدمه في شؤونها ومِقياسٌ تقيس عليه ومِنهاج تذكره في معرفة حقائق الأمور. وحقائق هذه الحال التي نحن فيها صارت بيّنة لا تحتاج إلى دليل. غير أنّ الذين ذكرناهم ممّن ينتفعون من طول هذا البلاء هم الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن حقيقة الحال التي هم فيها.
اليوم صار بيّناً أنّ من جاء ليُقاتل هنا أنه ما جاء ليُقاتل حُباً لله ولا نُصرةً لرسول الله ولا من أجل إحياء سُنّته وإنما هو مُقبل إلى هنا مُخادعةً ومَكراً وغِشاً ليوهم الناس بشيء إذا صدّقوه أطاعوه وساعدوه والأمر بيّنٌ.
لو أنّ واحداً من هؤلاء يريد أن يستجيب لأمر الله عز وجل لكان الأولى أن يذهب ويُعاديَ اليهود الذين ذكر الله تعالى في كتابه أنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا. وكان الأولى لو كان للمسجد الأقصى أو كان لشيء من مقدسات الإسلام قيمة عنده أو يدٌ لكان الأولى أن يُجاهد من أجل تخليصها مما هي فيه أمّا الحال فهي بيّنة : هي عِصابةٌ من المُجرمين الذين لم يجدوا شيئاً يعملونه في الدنيا فما وجدوا غير هذا السبيل سبيل الدين سبيلاً يدخلون به إلى قلوب الناس ويُحرّكون عواطفهم ومن أجل أن يُدفن الإسلام وأن يُقتل بأيدي أبنائه لكثرة ما يُنسب إليهم وما يُتّهمون به. هذه الحال بيّنةٌ لا تحتاج إلى دليل.
من خرج عن العمل الصالح فإسلامه كذب.
ومن خرج عن الإنسانية فإسلامه كذب.
جعلنا الله وإياكم ممن عرف حقيقة هذا الإسلام وعمل صالحا لأن ثمرة الإسلام هي العمل الصالح......

  الخُطبة الثانية:
  كُل يومٍ نُفارق من أعمالنا مُدّةً فإنّ النهار إذا جاء قال لابن آدم -بحسب ما جاء بالحديث- قال له: (انظر ماذا تعمل فإنّي لا أعود إليك) وكذلك الليل إذا جاء .
يُوشك هذا الشهر المُبارك شهر رمضان ويوشك أن نخرج منه فللننظر بعد ذلك في صيامنا وفي صَلاتِنا هل كانت ممّا نهانا عن الفحشاء والمُنكر.
هل كانت صلاتنا تنهانا وهل كان صَومُنا ينهانا عن النظر إلى ما ليس لنا، وعن الإستماع إلى الغِيبة والنَميمة وعن الإبتعاد عن القول في الناس .
إذا كانت صَلاتُنا تنهانا وكان صَومُنا ينهانا ونحن إن شاء الله ممّن له أجرٌ عند الله في هذا الشهر، وإن لم يكن صومنا ينهانا وإن لم تكن صَلاتُنا تنهانا فما يبقى لنا غير العَناء والتعَب. (كم من صائِمٍ ليس له من صِيامِهِ إلاّ الجوع والعَطَش).
إذا أراد أحدنا أن يُختم له بالخير فليجتهد في أن يكون في كُل ساعةٍ في الحال التي يُحبّ الله عز وجل أن يراه بها في حال طاعةٍ لله، وليحذر أن يكون من المفقودين عند طاعة الله هي الساعة التي أنت فيها التي ينبغي أن تكون فيها في طاعة الله عز وجل فقد تُقبَضُ فيها إلى رحمة الله فانظر كيف تلقى مولاك أتلقاه بطاعته أم تلقاه بمعصيته وما أشدّها أن تلقاه بمعصيةٍ وأنت تعلم أنّه لا مفرّ من أمره ولا ردّ لحكمه ولا دافعَ لقضائه سبحانه وتعالى .
يقول الإمام الكاظم ع : (ليس منّا من لم يُحاسب نفسه في كل يوم فإن عمِل حَسَناً استفاد منه وإن عَمِلَ سوءاً استغفر الله وتاب منه).
من لم ينظر في عمله في كُل يوم أين ذهب وماذا فعل وماذا قال وكيف أمضى هذا اليوم الذي هو جُزءٌ من عُمُرِهِ إذا ذهب لا يعود .
كُلّ يوم نُفارقُ فيه من أعمالنا شيئاً واليوم الذي يذهب لا يرجع. فمن نظر ليُحاسب نفسه ماذا فعل وكيف مشى وإلى أين مشى وهل أمضى هذا الوقت في طاعة الله أم أمضاه في معصيته فإذا كان أمضاه في طاعة الله وفعل فعلاً حَسَناً لكي يستزيد من هذا الفِعل الحَسَن وإذا كان فَعَله في معصية الله أن يستغفر الله وأن يتوب من تلك المعصية التي فعلها لعلّ الله عز وجل يتوب عليه إذا استغفر وتاب إلى الله وما بقيت لأحدٍ حُجَّة.
الإمام الصادق ع قال لأحد من خاطبه: (إنّك قد جُعِلتَ طبيبَ نفسك، وبُيِّنَ لكَ الداء، وعُرِّفتَ آيةَ الصِحَّة، ودُلِلْتَ على الدواء، فانظر كيف قِيامُكَ على نفسك).
لقد بيّن الله سبحانه وتعالى بما حدَّ لكُلّ شيءٍ حداً ، هذا حدُّ الحلال وهذا حدُّ الحرام وليس لأحد بعد هذا أن يحتج على الله سبحانه وتعالى. (إنّك قد جُعِلتَ طبيبَ نفسك، وبُيِّنَ لكَ الداء) ما من أحدٍ مِنّا إلاّ ويعرف موضع الخَطَأ وما من أحدٍ منّا إلا وقد عُرّف آية الصِحّة أي علامتها والسبيل إليها وما من أحدٍ إلاّ وقد دلّه الله عز وجل على الدواء، في كلٍ داء دواء ودواء الذنوب الإستغفار، وقِس على هذا لكُلّ ما أسلفت.
فإذا اغتبتَ فكفّارةُ الإغتياب أن تستغفر الله لمن اغتبته كُلّما ذكرته وقِس على هذا.
ما من شيءٍ إلاّ فُصّل في أمر الله سبحانه وتعالى لئلاّ يكون للناس حُجّةٌ على الله ....
ختامها دعاء.