الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
ذكرى الجلاء وذكرى من عمل لتحقيق الجلاء ومنهم المجاهد الشيخ صالح العلي رحمة الله تعالى ورضوانه عليه..
خُلُق وأدبٍ وفضائل الشيخ المجاهد العالم والعلم..
كان هناك أوفياء للشيخ وخونة.. تاريخ هذه الثورة العظيمة وأثر الخائنين فيها وأثر الخائنين في هذا العصر الذي نحن فيه..
وصية الشيخ رحمة الله تعالى ورضوانه عليه..
وَفِي الخُطْبَةِ الآخِرَة:
بدأ الإسلام غريبًا وسيرجع غريبًا كأوّل عهده، يكون الذين يعملون به قليل من الناس..
نحن غرباء لأننا اغتربنا عن تراثنا وعن أئمتنا وعن أخلاقنا..
كل من لا يكتمل عقله يرى كلمة الحق فيكون ممّن يشق عليه أن يقبلها أو يأخذ بها ولكن لنأخذ بالذي جاء عن أئمتنا وإلا فلسنا من أتباعهم..
إن لم نستطع أن ندفع الباطل أفلا نستطيع أن ندفعه بأيدينا، ألا نستطيع أن ننكره بألستنا، ألا نستطيع أن ننكره بقلوبنا.!
ملخّص عنِ الخُطبة الأولى:
ذكرى جلاء المحتل من هذه الأرض.. الذي ينبغي لنا أن نتكلم عليه ممّا يجب علينا علمه ولا يسعنا جهله أن هناك رجالاً عملوا ليبلغوا هذا اليوم ومن هؤلاء المجاهد الشيخ صالح العلي رحمة الله تعالى ورضوانه عليه..
أن نحتفي وأن نحتفل وأن نفخر بعمل الشيح صالح العلي فإنّه لا يكفي..
الذي ينبغي لنا أن نتكلم عليه ونعيد الكلام عليه حتى يعلق في أذهاننا ويرسخ في قلوبنا هو ماكان لهذا المجاهد الشيخ من خُلُقٍ عظيم ومن أدبٍ ومن فضائل..
نحن في هذه البيئة للشيخ عندنا مكانةً عظيمةً ومرتبةً جليةً لأنه علمٌ من أعلام هذه الجبال، وعالمٌ من علمائها، قبل أن يكون مجاهدًا وثائرًا، إنّه رجلٌ من أسرةٍ عريقةٍ عظيمةٍ جليلةٍ في جبال العلويين...
كان للشيخ ممّن أعانه عدد من الأوفياء والشرفاء وكان يعاديه من الخائنين ما كان لفعله أثرٌ كبير في إرغام الشيخ وإكراهه على إيقاف ثورته وحركته... (وسرد شيء عن تاريخ هذه الثورة العظيمة وأثر الخائنين فيها وأثر الخائنين في هذا العصر الذي نحن فيه.. وعن وصية الشيخ رحمة الله تعالى ورضوانه عليه..)....
وَفِي الخُطْبَةِ الآخِرَة:
بدأ الإسلام غريبًا وسيرجع غريبًا كأوّل عهده، يكون الذين يعملون به قليل من الناس..
نحن غرباء وإن كنا في أوطاننا.. غرباء عن مذهبنا وغرباء عن نبيّنا.. وما أشد غربتنا نحن ونحن غرباء في أوطاننا وفي بيوتنا التي ولدنا فيها..
نحن غرباء لأننا اغتربنا عن تراثنا وعن أئمتنا وعن أخلاقنا..
أيها الأخوة إنّ الإسلام منزلة عظيمة عند الله ، وإنّ الإيمان مرتبةٌ عظيمة عند الله ، فإذا كان أحدنا واثقًا وعلى بصيرة من دينه فلا يلتفت إلى من يستخف به أو يستصغره..
كلمة غرباء تأتي على معنيين:
- الغريب الذي ابتعد عن دينه وعن أخلاقه وعن تراثه..
- والغريب الذي تمسّك بها ولكنه كان بين قومٍ قد اغتربوا عنها وابتعدوا فصار الحق فيهم غريبًا..
عباد الله من كان بهذه الحال على بصيرة من دينه ثم عدّه الجاهلون غريبًا فلا يلتفت إليهم فإنّ الغريبَ من عَدَّهُ غريبًا.
إنّ المؤمن يكون غريبًا في وطنه وغريبًا في أهله. الفقير يكون غريبًا لأن الفقر في الوطن غربة، والمؤمن يكون غريبًا لأن الناس لا تميل إلى الحق كميلها إلى الباطل..
قيل لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة حمار.. فتأمّلوا هذا التصوير..
كل من لا يكتمل عقله يرى كلمة الحق فيكون ممّن يشق عليه أن يقبلها أو يأخذ بها ولكن لنأخذ بالذي جاء عن أئمتنا وإلا فلسنا من أتباعهم.. واعلم أنّ محبة الله لا تكون إلا ببُغض كثير من الناس، ووَلايَتُهُ لا تكون إلى بعداوتهم.. فإذا رأى أحدنا من يستصغرُه أو عدّ نفسه قليلاً بين كثيرين، فلا يكوننّ ذلك ممّا يحمله على أن يستخف بنفسه ما دام على الحق.
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : (أيها الناس لا تستوحشوا من طريق الهدى لقلّة أهله، فإنّ الناس قد اجتمعوا على مائدةٍ، شِبَعُها قصيرٌ، وجوعها طويل....)
إنّ من عقر الناقة كان رجلاً واحداً، لكن الله أهلك القوم جميعًا لأنهم سكتوا عن فعله.. عمّهم الله بالعذاب لمّا عمّوه بالرضى...
فلنجتهد أيها الأخوة، إن لم نستطع أن ندفع الباطل أفلا نستطيع أن ندفعه بأيدينا، ألا نستطيع أن ننكره بألستنا، ألا نستطيع أن ننكره بقلوبنا.!
إنّ أحدنا ليستحي من صديقه أن يردّه خائبًا، ولا يستحي من ربّه!.
إذا قال لك صديقك أو رفيقك: ألا تريد أن تطيعني في هذا لما بيني وبينك من الحب والولاء!؟ فقل له: الله أحَبُّ إليّ، وطاعةُ اللهِ أَوْجَبُ عَلَيَّ. هكذا يكون الحب في الله والبغض في الله...
- 1181 مشاهدة