فروع الدين.

أُضيف بتاريخ الخميس, 21/10/2010 - 01:49

أي بُنيّ، لو سُئلتَ عن فروع الدين الإسلامي كما سُئلتَ عن أصوله، فالجواب:
الفروع كثيرة وأهمّها : الصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، والجهاد ، وهذه الخمسة تُسمّى أركان الإسلام.

ذكرتُ لك بأنّ أولّ الفروع الصلاة . وهي -بعد الشهادتين- أوّل الواجبات والمُفترضات التي فرضها الله على عباده، وهي صلةٌ بين العبد وربّه، وهي عمادُ الدين وأحبُّ الأعمال إلى الله، إنْ قُبِلَت قُبِلَ ما سِواها، وإنْ رُدّتْ رُدّ ما سواها، وقد ذكَرَتها الآيات القرآنية، وحَثّت عليها. قال الله تعالى: خطاباً لنبيّه (ص وآله) والمُراد الأمّة بكاملها، لأنّ الخطاب للنبيّ خطابٌ لأمّته ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) طه/132.
وقال: ( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ) ابراهيم/31.
وقال: ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ ) الحج/41.

وفي الحديث عن جابر (رض) أنّ رسول الله (ص) وآله قال:
( مَثلُ الصلوات الخمس كمثل نهرٍ غمر جارٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرّات فلا يبقى عليه شيءٌ من الدرن (الوسخ) لأنّ الصلاة تُطهّر المُصلّي من أدران الخطايا والذنوب لأنّها تنهى عن الفحشاء والمُنكر (ومن لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمُنكر لم يزدَدْ من الله إلا بُعد اً).

فالمصلّي كل يوم وليلة خمس مرّات يتذكّر عظمة الخالق العظيم، ويعلم بأنّه في كل صلاة أَمَام إِلهٍ عظيمٍ حاضرٍ موجودٍ معه يَسمعُ ويَرى يُخاطبه بقوله: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة\5. فهذه الإستمرارية في المخاطبة بجبّار السماوات والأرض وهو عابدٌ له بإخلاص يخصّهُ بالعبادة، ويطلب منه المَعونة والهِداية تجعل لهذا المُصلّي مَلَكة خَيّرَة تجعله في مَصاف الأخلاق الحميدة، وتُبعِدُهُ عن الرَذائل عَملاً بالآية الكريمة ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) العنكبوت\45.

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) :
( تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقرّبوا بها فإنّها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ). أي فريضاً لازماً مؤقّتٌ بأوقات.
ألا تسمعون جواب أهل النار حين سُئلوا ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) المدثر/42-43.

وفي الآيات الدّالات الآمرات، والأحاديث الحاثّات على المحافظة عليها في كلّ الأوقات، وفي هذا المختصر الكفاية لمن أراد الهداية.