41. القيامة عند العلويين

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الواحدة والأربعون

( القيامة عندهم هي قيامة الإمام المحتجب صاحب الزمان )

يسعى القوم بقولهم هذا إلى إتهامنا بإنكار يوم القيامة ولهذا لابد من التوضيح التالي:
إنّ ولادة الإمام المهدي وغيبته وظهوره في آخر الزمان من الأمور المسلم بها عندنا وهي تندرج في مبحث الإمامة المُتَّصِل في مَبحث النبوّة، وقد ناقشنا هذه القضيّة العقائدية فيما مضى من القول ولا حاجة للرجوع إليها.

أمّا القيامة عندنا فـقيامتان:

  • قيامة صغرى : وهي الموت لقول الرسول(ص وآله): " إذا مات إبن آدم قامت قيامته".
  • وقيامة كبرى : وهي قيام الساعة وتندرج في مبحث المعاد الذي يُعدُّ أصلاً من أصول الدين.

وفي القيامة يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
( وذلك يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين لنقاش الحساب وجزاء الأعمال، خضوعاً قياماً قد ألحمهم العرقُ، ورجفت بهم الأرضُ، فأحسنهم حالاً من وَجد لقدميه موضعاً، ولنفسه متّسعاً ) .

ويقول عليه السلام:

حتى إذا بلغ الكتاب أجله، والأمرُ مقاديره، وأُلحق آخرُ الخلقِ بأولهِ، وجاء من أمر الله ما يُريده من تجديد خلقه، أماد السماء وفطرها، وأرجَ الأرض وأرجفها، وقلع جبالها ونسفها، ودك بعضها بعضاً من هيبة جلالته ومخوف سطوته، وأخرج من فيها فجددهم بعد إخلاقهم، وجمعهم بعد تفرّقهم، ثم ميّزهم لما يُريده من مسألتهم عن خفايا الأعمال وخبايا الأفعال، وجعلهم فريقين: أنعم على هؤلاء وانتقم من هؤلاء.

فأما أهل الطاعة فأثابهم بجواره، وخلدهم في داره، حيث لا يظعن النزالُ، ولا تتغيّر بهم الحال، ولا تنوبهم الأفزاع، ولا تنالهم الأسقام، ولا تعرض لهم الأخطار، ولا تشخصهم الأسفار.

وأما أهل المعصية فأنزلهم شرّ دارٍ وغلَّ الأيدي إلى الأعناق، وقرن النواصي بالأقدام، وألبسهم سرابيل القطران ومقطعات النيران، في عذابٍ قد اشتدّ حرّه، وباب قد أطبق على أهلهِ في نارٍ لها كلَبٌ ولجب، ولهبٌ ساطعٌ وقصيفٌ هائلٌ، لا يظعن مُقيمها ولا يُفادى أسيرها، ولا تُفصم كبولها لا مُدّة للدار فتفنى، ولا أجل للقوم فيُقضى.

فهذا هو مفهوم القيامة في منهاجنا وفي هذا كفاية.