كون أهل البيت أنواراً قبل الخلق

أُضيف بتاريخ الخميس, 04/09/2014 - 13:09

كون أهل البيت أنواراً قبل الخلق


وَمِنْ أَوْهَامِهِ قَوْلُهُ :

(( وأن أول من أدخل نظرية الفيض الإلهي وأعطاها طابعاً إسلامياً في المذهب العلوي هو أبو الحسن الجلّي بقوله: (( كان محمد وعلي في البدء، قبل كون العالم أنواراً مضيئة وكواكب نورانية، يفصلون بين الحق والباطل ، والطاعة والمعصية...)).)). 1


بَيَانُ الوَهْمِ

أَعَادَ المُؤَلّفُ مَا ذُكِرَ فِي كِتَاب ( الباكورة السليمانية ) إِلاَّ أَنّهُ حُرِّفَ قَلِيْلاً، وَهَذَا لِتَسْتَدِلَّ عَلَى أَنَّ التّحْقِيْقِ فِي التّأْلِيْفِ، مَزَاعِمُ وَأَبَاطِيل.

وَمَع عَدَم تَحَقّقِ المُؤَلّفِ فَلَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَوَهّمَ ، لأَنَّ مَا ذَكَرَهُ مِنَ المَنْقُولِ عَنْ أَهْلِ البَيْتِ ، وَمِنْهُ قَولُ رَسُولِ اللهِ :

(( إِنِّي وَأَهْل بَيْتِي كُنّا نُوْرًا بَيْنَ يَدَي اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَبْل أَنْ يَخْلقَ اللهُ آدَمَ بِأَرْبَعة عَشر ألف سَنَة ...)) 2

وَقَولُهُ :

(( كُنْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ نُوْراً بَيْنَ يَدَي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يُسَبّحُ اللهَ ذَلِكَ النُّوْرُ وَيُقَدِّسُهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُق اللهُ آدَم بِأَرْبَعَة عَشَر أَلْف عَامٍ ، فَلَمّا خَلَقَ آدَم أَوْدَعَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ، أَنَا وَعَلِيّ شَيءٌ وَاحِدٌ حَتّى افْتَرَقْنَا فِي صُلْبِ عَبْد المُطّلِب ، فَفِيَّ النُّبُوّةُ ، وَفِي عَلِيٍّ الإِمَامَةُ .)). 3

وَفِي بِحَارِ الأَنْوار :

(( قَالَ رَسُولُ اللهِ : خَلَقَنِي اللهُ نُوْراً تَحْتَ العَرْشِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَم بِاثْنَي عَشَر أَلْف سَنَةٍ ...)).4

وَمِنْهُ :

(( عَنِ النّبِيّ قَالَ : إِنَّ اللهَ خَلَقَنِي وَخَلَقَ عَلِيّاً وَفَاطِمَة وَالحَسَنَ وَالحُسَيْن قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ آدَمُ حِيْنَ لا سَمَاء مَبْنِيّةٌ ، وَلا أَرْض مَدْحِيةٌ ، وَلا ظُلْمَةَ وَلا نُوْرَ وَلا شَمْسَ وَلا قَمَرَ وَلا جَنّةَ وَلا نَارَ. فَقَالَ العَبّاسُ :فَكَيْفَ كَانَ بَدْءُ خَلْقِكُم يَا رَسُولَ اللهِ ؟.

فَقَالَ : يَا عَمّ لَمّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَنَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَلَقَ مِنْهَا نُوْراً، ثُمّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أُخْرَى فَخَلَقَ مِنْهَا رُوْحاً ، ثُمّ مَزَجَ النُّوْرَ بِالرّوْحِ ، فَخَلَقَنِي وَخَلَقَ عَلِيّاً وَفَاطِمَة وَالحَسَنَ وَالحُسَيْن فَكُنّا نُسَبِّحُهُ حِيْنَ لا تَسْبِيْحَ ، وَنُقَدِّسُهُ حِيْنَ لا تَقْدِيْس ، فَلَمّا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُنْشِئَ خَلْقَهُ، فَتَقَ نُوْرِي فَخَلَقَ مِنْهُ العَرْشَ ، فَالعَرْشُ مِنْ نُوْرِي ، وَنُوْرِي مِنْ نُوْرِ اللهِ، وَنُورِي أَفْضَلُ مِنَ العَرْشِ ، ثُمَّ فَتَقَ نُوْرَ أَخِي عَلِيّ فَخَلَقَ مِنْهُ المَلائِكَةَ، فَالمَلائِكَةُ مِنْ نُورِ عَلِيّ ، وَنُورُ عَلِيّ مِنْ نُوْرِ اللهِ ، وَعَلِيّ أَفْضَلُ مِنَ المَلائِكَةِ ، ثُمّ فَتَقَ نُورَ ابْنَتِي فَخَلَقَ مِنْهُ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ، فَالسّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ مِنْ نُوْرِ ابْنَتِي فَاطِمَة ، وَنُورُ ابْنَتِي فَاطِمَة مِنْ نُوْرِ اللهِ ، وَابْنَتِي فَاطِمَة أَفْضَلُ مِنَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، ثُمّ فَتَقَ نُورَ وَلَدِي الحَسَن فَخَلَقَ مِنْهُ الشّمْسَ وَالقَمَرَ ، فَالشّمْسُ وَالقَمَرُ مِنْ نُورِ وَلَدِي الحَسَن ، وَنُورُ الحَسَنِ مِنْ نُوْرِ اللهِ ، وَالحَسَنُ أَفْضَلُ مِنَ الشّمْسِ وَالقَمَرِ ، ثُمَّ فَتَقَ نُوْرَ وَلَدِي الحُسَيْن فَخَلَقَ مِنْهُ الجَنَّةَ وَالحُورَ العِيْنَ ، فَالجَنَّةُ وَالحُورُ العِيْنُ مِنْ نُوْرِ وَلَدِي الحُسَيْنِ ، وَنُورُ وَلَدِي الحُسَيْن مِنْ نُوْرِ اللهِ، وَوَلَدِي الحُسَيْنُ أَفْضَلُ مِنَ الجَنَّةِ وَالحُورِ العِيْنِ .)).
5

وَمِنْهُ :

(( عَنْ أَبِي جَعْفَر قَالَ : قَالَ أَمِيْرُ المُؤمِنِيْنَ : إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَدٌ وَاحِدٌ تَفَرَّدَ فِي وَحْدَانِيّتِهِ ، ثُمّ تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوْراً، ثُمّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّوْرِ مُحَمّدا وَخَلَقَنِي وَذُرّيّتِي ، ثُمّ تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوْحاً، فَأَسْكَنَهُ اللهُ فِي ذَلِكَ النُّوْرِ، وَأَسْكَنَهُ فِي أَبْدَانِنَا، فَنَحْنُ رُوْحُ اللهِ وَكَلِمَاتُهُ ، وَبِنَا احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِهِ ، فَمَا زِلْنَا فِي ظلّةٍ خَضْرَاء حَيْثُ لا شَمْسَ وَلا قَمَرَ وَلا لَيْلَ وَلانَهَارَ وَلا عَيْنَ تَطْرفُ ، نَعْبُدُهُ وَنُقَدِّسُهُ وَنُسَبِّحُهُ قَبْلَ أَنْ يَُخْلَُقَ الخَلْقَُ.)). 6


 


  • 1إخوان الصفا والتوحيد العلوي 159 .
  • 2الاحتجاج 1\194، وانظر كتاب سليم بن قيس 103، وحل مشكلات شرح الزيارة الجامعة الكبيرة للحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي ص 64.
  • 3 ينابيع المودة 11 .
  • 4بحار الأنوار مج7\11.
  • 5بحار الأنوار مج7\13 ، وفي مدينة المعاجز 2\256.
  • 6بحار الأنوار مج7\13.