القول: إنّ الله شيء

أُضيف بتاريخ الخميس, 04/09/2014 - 12:24

القول: إنّ الله شيء


وَمِنْ أَوْهَامِهِ قَوْلُهُ :

(( والخصيبي يذهب إلى ما ذهب إليه إبراهيم بن سيّار النظّام : (( من زعم أن الله شيء فهو كافر .)) )). 1


بَيَانُ الوَهْمِ

هَذَا كَذِبٌ عَلَى الشّيْخِ الخَصِيْبِيّ، فَهُوَ خِرِّيْجٌ فِي مَدْرَسَةِ أَهْلِ البَيْتِ ، لا فِي مَدْرَسَةِ النّظّامِ ، وَهَذَا مِنْ طَعْنِ المُؤَلِّفِ عَلَيه ، فَإِنْ كَانَ عَمْداً ، فَهُوَ ظَالِمٌ ، وَإِنْ كَانَ سَهْواً فَهُوَ قُصُوْرٌ فِي التّأْلِيْفِ ، وَمَا أَدْرِي لِمَ يَتَكَلّفُ مَا لا يُحْسِنُ .

وَلَمْ يَزَلْ وَاهِماً عَلَى عَادَتِهِ ، لا يَذْكُرُ مَصْدراً وَلا يُسَمّي مَرْجِعاً ، وَإِذَا فَعَلَ نَسَبَ إِلَيْنَا مَا لَيْسَ لَنَا ، حَتّى أَتَى بِهَذَا الادِّعَاءِ الّذِي يُقَوِّلُ فِيْهِ الخَصِيْبِيّ ، مَا لَمْ يَقُلْ ، وَأَدْهَى مِنْ ذَلِكَ أَن يَدّعِي أَنّ الخَصِيْبِيّ يُكَفِّرُ أَهْل بَيْتِ رَسُوْلِ اللهِ الّذِيْنَ قَالُوا : إِنَّ اللهَ شَيءٌ .

فَلَمْ يَذْهَبِ الشّيْخُ الخَصِيْبِيّ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ النّظّامُ ، كَمَا تَوَهّمَ المُؤَلِّفُ ، لأَنّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ أَهْلِ البَيْتِ الّذِيْنَ قَالُوا : إِنّ اللهَ شَيءٌ ، وَمِنْهُ فِي الكَافِي وَالتّوْحِيْدِ وَبِحَارِ الأَنْوَارِ :

(( سُئِلَ أَبُو جَعْفر الثّانِي : يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ للهِ : إِنَّهُ شَيءٌ ؟.فَقَالَ : نَعَم، يُخْرِجُهُ مِنَ الحَدَّيْنِ : حَدِّ التّعْطِيْلِ وَحَدِّ التَّشْبِيْهِ .)). 2

وَفِيْهَا :

(( قَالَ بَعْضُ الزّنَادِقَةِ لأَبِي الحَسَنِ : هَلْ يُقَالُ للهِ : أَنّهُ شَيءٌ ؟. فَقَالَ : نَعَم ، وَقَدْ سَمّى نَفْسَهُ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ ،فَقَالَ : قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. [سورة الأنعام 19]. فَهُوَ شَيءٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [سورة الشورى 11].)) 3

وَفِيْهَا :

(( .. عَن مُحَمّد بن عيسى بن عبيد، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الحَسَن : مَا تَقُولُ إِذَا قِيْلَ لَكَ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، شَيءٌ هُوَ أَمْ لا ؟ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ أَثْبَتَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَفْسَهُ شَيْئًا حَيْثُ يَقُولُ : قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. [سورة الأنعام 19]. فَأَقُولُ : إِنّهُ شَيءٌ لا كَالأَشْيَاءِ، إِذْ فِي نَفْي الشّيئِيّة عَنْهُ، إِبْطَالُهُ وَنَفْيُهُ، قَالَ لِي : صَدَقْتَ وَأَصَبْتَ ...))4

وَلا إِشْكَالَ فِي إِطْلاقِ اسْمِ شَيء، عَلَيْه سُبْحَانَهُ، فِي مَذْهَبِ أَهْلِ البَيْتِ ، وَإِنْ ذَهَبَ النّظّامُ إِلَى تَكْفِيْر قَائِلِه 5 ، وَذَهَبَ جهم بن صَفوان إِلَى عَدم جَوَازِه 6 ، وَذَهَبَ غَيْرُهُ إِلَى جَوَازه 7 ، وَقَدْ أَشَارَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِلَى الاخْتِلافِ فِيْهِ .8


 


  • 1إخوان الصفا والتوحيد العلوي 148 .
  • 2الكافي 1\ 137، وص 140، وفي التوحيد ص: 107 وص104، وفي بحار الأنوارمج1\588،وص 587، وفي مرآة العقول 1\282، وص 294، وفي شرح أصول الكافي 3\62، وص 79.
  • 3بحار الأنوار مج1\586، وفي عيون أخبار الرضا 1\122.
  • 4التوحيد 107، وفي بحار الأنوار مج1\588، وانظر الميزان في تفسير القرآن 7\39، والاثنى عشرية في الرد على الصوفية 63.
  • 5تلبيس إبليس 33.
  • 6المطالب العالية من العلم الإلهي 3\ 242 .
  • 7انظر تفسير النسفي 1\495، والمحرر الوجيز 5\150، والجامع لأحكام القرآن 8\ 336، والمفردات في غريب القرآن 271، وفتح الباري13\492.
  • 8انظر المطالب العالية من العلم الإلهي 3\242، وروح المعاني 3\111، والتفسير الكبير 4\497.