3- في القول على خلود النفس الإنسانية.

Submitted on Tue, 12/10/2010 - 17:40
في القول على خلود النفس الإنسانية وحياتها في اصطلاح الروحيين وما قيل في عدمها ومَماتها في عرف الماديين.

قال العالم (بولين) الفرنسي: أنّ أعظم حادث يعقب الحياة هو الموت, كلٌ يولد ويمر ويبلغ حظه المجهول, فالليل يعقب النهار والصبح يليه المساء والإنسان للموت.

لقد تفنن الشعراء بتعابيرهم عن مجال الحياة ورواح ومجيء الأشياء والحياة آخرها الموت فالموت فتاك بكل ما يرجع إلى الحياة ولله در المتنبي القائل:

على ذا مضى الناس اجتماعٌ وفرقةٌ   ومـوتٌ ومولــودٌ وقــالٍ ووامــقِ

وقال المؤلف:

لعمرك ما الدنيا بدار إقامةٍ   ولكنهـا مأوى لآت وذاهــب

أعني أن هذا العالم يُشبه عرض جيش تمر فرقة وتليها أخرى والأحياء في زحام متصل والبشر أيضاً.

لقد تكلمنا عن الحياة وأجهدنا النفس في تحديدها ولنضف إلى تعريفها حياتها وخلودها على ما قاله العلامة (بيشان) حيث قال: "أن الحياة هي مجموع الوظائف التي تدافع عن المركب البشري ضد الموت".

وقال الرسول (بولس) :
من القِدم إني أموت كل يوم والحق أننا نموت كل يوم وكل يوم نخطو خطوة نحو الإنتهاء وسوف يأتي يوم تصم فيه الآذان عن السماع وتفقد صداها والعيون التي تشخص إليَّ وتلقيني في الإرتباك سوف تغمض وينطفئ نورها أبداً وتترك الأدمغة بلا حراك وتنقطع عن خدمة النفس ولا تعود تأتي بالصور والأمثال التي اشتغلنا فيها كثيراً في خلال هذا الباب.

ولما كان الموت شيئاً لا بد منه وأن كل من عليها فان. قال الماديون:
إنّ من هذا الدليل نثبت ما هو أكثر خطارة على الروحيين بقولهم بخلود النفس لأنه لا يخفى أن النفس لدى اتحادها مع الجسد لا تعرف ولا تؤلف تصوراتها ولا تركب سلسلة البراهين المستطيلة إلا بمساعدة المخيلة والذاكرة 1 ولما كان لا يسعها الإستغناء عن هذين المُدَبّرين والمُساعدين وتفتقر إلى هذه المواد التي تسمى الإحساسات 2 الكائنة في الدماغ, فلدى خروجها من الجسد فهي لا شك تبقى كعامل بلا أدوات إذ يُصبح عاجزاً عن معاطاة مهنته هكذا ماذا تعمل النفس إذا تعرّت عن الجسد – فهي لا شك تكون كحي زُجّ في جيفة ونوع من الوجود إذ يفقد جميع مظاهره الخارجية حيث يبقى كذاتية فلسفية لا سبيل لفهمها – فإذن من الضرورة أن نقول أنه إذا مات الجسد يلزم النفس أن تموت.

قال الروحيون:
إننا نقر معترفين أن النفس لازالت تمارس أفعالاً غير مادية أي روحية فهي بعُلوّ على صدمات وإصابات المنون إذ تُمارس هذه الأفعال بمبدأ خاص بها وملازم لها.

وإنّ العقل البشري لا يمكنه تقديم أدلة دقيقة على هذه المسألة بل تمسّ الضرورة إلى مداخلة الوحي فينظر العقل وحده إن يقال أن النفس عند وجودها منفصلة عن الجسد تخرق طبيعة الأشياء بنوع مختلف عن معرفتها لها في الحاضر, وهما مُتحدان ولرُبما أنها تنظر التصورات الضرورية في الله تعالى وتُلاحظ في الخالق مبدأ الأشياء المخلوقة لأن العلم الإلهي وحده يُمكنه أن يَمُدّ لنا يد المساعدة في حل هذا المشكل لقوله تعالى: ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) الإسراء\85.

فلنحافظ على كيفية حياة النفس ولنكشف بتكرار القول أنها خالدة في ذاتها مبدأ حياة عقلية وتقدّم لنا إيضاح ذلك.

قال الماديون:
أنه لما كان هذا الإله الذي يزعم الروحيون وجوده مُبدع هذه النفوس ألا يُمكنه أيضاً مُلاشاتها كما تتلاشى الأجساد وإذا مات الجسد يَلزم النفس أن تموت وعَلاوة على ذلك من ذا الذي يَكفل أن الأنفس لا تشيخ كما تشيخ الأجساد ولِما لا يكون لها فصول مختلفة كالخريف والشتاء كما أن لها بالتأكيد فصل الربيع والصيف.

قال الروحيون:
إنّ ما تريده وتطالب به النفوس البشرية إنما هو الخلود المُطلق وعدم الميتوتة بكمالها وإذا وجب الفناء على النفس يوماً ما فيُستدل أنها ليست بسيطة ضرورية أبدية لَمَّا تحقق لدينا بساطتها فلا يُمكن أن يقع عليها الإنحلال ولا أن تفنيها الشيخوخة والهرم.

والبَوار لا يتناول إلا تلك الأشياء التي يعتريها الإحتكاك وتَبلى مُنحَلة رويداً رويداً بالتفريق لتركب موجودات أخرى, فلا يمكن أن النفس البشرية تشيخ إذا فُصلت عن الجسد لأنه لا بِدع إذا أخذ العَياء نفسَ من شاخ ولم يعد يتهيأ لها إبرازُ الأشغال نفسها متى أدرك المرء الثمانين أم التسعين عاماً, ذلك لأنها مُتعلقة بالجسد في إصدار أفعالها العقلية والجسد يُقدّم لها الصُوَر فإذا يَلمّ بالجسد التعب ويبرى الحواس طول العمر وتمس (المخيلة) أقل حِدّة و ( الذاكرة ) أكثر بلادة يترتب على ذلك أنّ النفس تصبح أقل هِمَّة ونشاطاً في أفعالها وغالباً يحقق لنا الإمتحان رَدّ فِعل مُذهل إذ نرى بعض الشيوخ وإن أعيتها السنون وأحنت ظهورهم الأيام يُبدون من جَلاء العقل ونشاطه وحدة الذهن وسلامة الحِجى جانباً كبيراً وهم على قوته يزاولون الأشغال ويُقيمون بالمهام الخطيرة.
وجّهوا النظر إلى ذلك الشيخ الجليل الذي كان جالساً على كرسي رئاسة جمهورية سورية هاشم بك الأتاسي فإنه رغم ازدياد سِنِيّ عمره وتراكم أيام حياته وإدراكه شيخوخة متقدمة جداً كان لا يزال بعقل ثاقب ونَيّرة وقادَه, يُدبر أحوال دولته وهو جالس على مِنصّته لا تظهر عليه سِمَاتُ التعب ولا دلائل الشيخوخة وإنني أعلم ذلك من نفسي حيث جاوزت من العمر سِن التسعين عاماً ورغم شعوري بانحلال قوتي البَدنية وضعف حواسي الظاهرة والباطنة فإنني لم أزل أشعر في أنانيتي نمواً ونشاطاً أكثر مما كنت أعهده في أيام شبابي والتجربة أكبر برهان وبالمثل المضروب المجرب غلب الحكيم.

وبذلك يقول الفيلسوف (لاكودير) أن النفس لها عُمُر, وأضاف قائلاً: بالشيخوخة ذبول الجسد وتجديد شباب النفس إذا كانت غير مفسودة وناسية ذاتها وفي برهة الموت يزهو عقلنا على قدر ما يتقدم الإنسان بالسن فالطبيعة تخط والأنفس تبقى.

وما أجمل ما قال أحد الحكماء:
لا نعيم ولا لذة إلا (بالنفوس) إنّ الجسد يَلُمّ به التغيير وتظهر تجاعيد الوجه والشعر ويكسوه البياض والحواس تفقد نشاطها وأما النفس فإنها تَعوم فوق الدمار والخراب كالنور الذي يُشرق ويُنير (لوكودرير).

وما أحسن ما قاله بعض الشعراء:

هـذّب النفـس بــالعلـوم لترقــى   وترى الكُــل فهي للكل بيـتُ
إنمـا الجسـم كـالزجاجة والعقل   ســـراجٌ وحكمــة الله زيـــتُ
فــإذا أشرقــت فــــإنـــك حَـيٌّ   وإذا أظلمــت فــإنـك مَيـْــتُ

رُوِيَ أن سقراط عند احتضاره شَخَصَ بألحاظه واستفهم عما بعد الموت وراء هذا العالم فعند تأمُله وقف رَزيناً بل برَجفة وبدون مبالاة, أنشد ترنيمة عدم الميتوتة فانتعش رجاؤه وعاشت آماله فقال: ( أجل لقد أصبت يا أفلاطون إن نفسنا خالدة ).

وبذلك يقول بعض الحكماء إنّ النفس تحفظ سُلطانها على الجسد حتى الرمق الأخير من الحياة وعن شفير زوال المادة تبدو قوتها (فهي إذن لا تشيخ).

وقال الماديون: فإذا كان الأمر كذلك فكيف هذا الإله الذي يزعمه الروحيون لا يُمكنه أن يُلاشي النفوس.

قال الروحيون:
فنرد على هذا القول بدليل أن حكمته تعالى لا تقبل مثل هذا الإدعاء وهو تعالى عالم بما يعمل وإذا هو الجوّاد الكريم فله مقاصيد سامية في خلقة النفوس وله في خلائقه خطة راهنة يسير عليها طبقاً لسامي فهمه الأزلي ولا يُمكن أنّ عمله يحتوي تناقضاً.
فإذا كان قد خوّل الإنسان (نفساً) تتطلب بالنظر لطبعها وأمانيها عيشاً آخر وخلوداً فلا يَسعه أن يسترد ما مَنَّ به مرّة ويُلاشي بلا سبب موجب المبدأ الحي الذي خلقته يداه لقول العلامة (بوسويت) الشهير حيث قال:
"إنّ مواهب الله وعطاياه لا يعقبها ندم, إنّ لله خطة وما قضى به مرة يُنفذه دوماً أن النفس تستمر والله لا يَنقُضُ ما رتّبه".

وقال بعض الكتبة:
إنه لا يدور بخلدي ويستحيل أن تتصوّر إلهاً عند نهاية العالم يُلاشي جميع الكائنات ويَدَع وَجْهَ الأرض مُغطى جِيَف باردة مُجلدة, فلا من يأتي يُفكر, ولا من يجوز معرفة ومحبة, وبعد مرور مدّة ملايين من السنين يطل على وجه البسيطة وهو مفروش بالجيف والعظام المجردة وينادي قائلا:
يا لسعادتي ويا لابتهاج نفسي. إني قد لاشيت كل ما كان في هذا العالم فيه تبادل الحب والشقاء وجَرَت سيول الدموع والهموم أغتذي بالآمال الحيّة وأضعف باليأس المفجع, يا لِسروري قد أبدت كل هذه بلمحة بصر وبطرفة عين وبميل إرادتي.
على أنه لا بد حينذاك يخرج صوت من تلك الرمم البالية ونداء من ذلك الدمار يهتف بذلك الموجود البربري إذ يقول:
ما كان ينبغي أن تتصرف كذا ( لا) حاشا لا يُتاح لك أن تُغرقني في تيار العَدَم إني من لُجة شقائي أحتج لديك باسم الجودة التي غرستها في دواخلي التي لا مصدر لها سواك فكأنك غرستها في سخرية وهُزء.

إنّ جودة الله تقضي عليه أن لا يتصرّف معنا كذا تصرف بإلقائنا في آمال غاشة فارغة, إذاً كان يوجد إله كريم جوّاد يُحِب (أن تكون النفس خالدة) إنّ ما يحملنا على الإعتقاد بخلود النفس, فتلك الحجج نفسها تحملنا على الإعتقاد بوجود الله وعنايته, فهو عادل إذا جازانا ومُحِقٌ إذا أنزل بنا العقاب ولا بد من الوصول إلى أحدهما أن الله عادل ( فإذن النفس خالدة) والفيلسوف الذي يطلب منا حُججاً راهنة أكيدة بخلود النفس نقول له:

أنّ في الطبيعة حُججاً راهنة أكيدة بخلود النفس فضلاً عما قاله بعض الماديين (فهراكليت) الفيلسوف الذي ساقه علمه إلى مذهب الماديين عند كلامه عن المسائل الأدبية قد سلم بسهولة بوجود حياة أخرى وعَلِمَ أنّ بعض الأنفس الفاضلة جداً تضحي في العالم الآخر حرسة على باب جهنم ( وأمبيدوا) كلٌ وافق على جملة وجوه نتائج مذهب الماديين إلا أنّه لا يحاول ولا يتردد قطعاً عند الكلام على الواجب بل إنه يشيد بخلود النفس والحياة العتيدة.
و (فيثاغورس) ذلك الرياضي والفيلسوف المشهور الذي أجهد النفس لشرح الدليل على الله بواسطة الأعداد وتلك فرصة بديعة لجعل النفس ضرورة (فيثاغورس) قد سلّم بتوطيد للحياة المقبلة.

لاحظ الأهرام في مصر القديمة أو عواميد الرموس البالية, فتش دين الهنود في كتب فراس, راجع كتب الصينيين والفرس, وابحث في كتب (أرسطوطاليس) وأفلاطون وسقراط وطالس, إقرأ في القرآن الحكيم وفي الإنجيل الطاهر والعهد القديم ترى في كل مكان حقيقة هذه العقيدة الطبيعية وذاك الإيمان المغروس في عمق كياننا (الإيمان بخلود النفس) والتوطيد المُزمع بالثواب والعقاب.
وإن قال القائل:
أننا لا نسلم بأبدية النفوس بدليل إذا ثبت خلودها فقد ثبت قِدمها وإذا ثبت قدمها فتكون إلهاً ثانياً بإذاء الله عز وجل حيث ثبّتنا وحده الله وبَرْهَنّا أنّ تصوّر إله ضروري ومُطلق وغير مُتناه لا يتفق مع تصوّر وجود آخر أزلي أي بذاته.
قال بعض الحكماء:
فنجيب بمعنى الفلسفة أنّ النفس لو كانت مسبوقة بالمادّة لأن كل حادث مسبوق بالمادة فلا تكون مجرّدة مع أنها قد ثبت تجرّدها.

( ثانيا) لو كانت النفس حادثة لم تكن أبدية واللازم باطل لما سيأتي وجه اللزوم إن كان حادث فاسد قابل للعدم ولو لم يكن قابلاً للعدم لم يكن حادثاً فلو كانت النفس حادثة كانت قابلة العدم فلا تكون أبدية.

( ثالثاً) فلو كانت حادثة بحدوث البدن كانت النفوس غير متناهية لعدم تناهي الأبدان وحدوث نفس مع كل بدن واللازم باطل لجريان براهين أبطال التسلسل في النفوس غير المتناهية الباقية المحتمة بعد خراب الأبدان – فهذا ترجيح مذهب القائلين بقدم النفس وإنها باقية بعد خراب البدن ولا يتطرق إليها الإنحلال والفناء إلى الأبد كما جاء في البرهان.
إنّ كل ما صحّ عليه العدم فله مادة ولو صحّ العدم على النفس لكانت مُركبة من المادة والصورة. وذلك باطل لأنها ليست بـ حجم.

( رابعاً) أنّ النفس ممكن الوجود وكل ممكن فله سبب والسبب مادام يبقى موجوداً مع جميع الجهات التي باعتبارها كان سبباً استحال انعدام السبب كما تقرّر في العلم الإلهي والنفس لو انعدمت لكان انعدامها لانعدام سببها.
والأسباب أربعة, (الأول) ويستحيل انعدامها لعدم إنعدام سببها الفاعل لأنه قد ثبت أنّ المُسبب الفاعل جوهر عقلي مُفارق مُجرد من جميع الوجود فثبت امتناع عدمها وثبت أنها أبدية, ولا تشابه الخالق والمخلوق بالقِدم والحدوث والعدم والخلود لأنه سبحانه هو الأول الذي لا ابتداء لوجوده وهو الآخر الذي لا انتهاء له, وفي حقنا, الأول هو الفرد السابق, والآخر هو الفرد اللاحق, واتصافه بهما البيان صفة الكمال ونفي النقيصة والزوال وذا في تنزيهه تعالى عن احتمال الحدوث والفناء لا فيما قالوا. وأنّى يقع التشابه في البقاء وهو تعالى باقٍ لذاته وبقاؤه واجب الوجود, وبقاء الخلق لازم الوجود, والمجادل في ذلك مُكابر منتقص عقله إذ الفرق واضح كما هو بين العلة والمعلول والقديم والمحدث والواجب والممكن والصانع والمصنوع.
وفي الحديث الشريف أنّ الله خلق آدم على صورته.

وخلاصة الفصل من هذا الباب: أنّ الوجود المطلق واجب للباري سبحانه خاصة ولغيره ممكن. ولهذا قيل أن عالم الإنسان يرزح بين الوجوب والإمكان. وبعد هذا أقول :

أن كل من استقصى الحوادث وترقب ما يعني له من الإيضاحات الفاسدة والبيانات الشاذة قصداً لما يتوصّل بها إلى إثبات مذهب الماديين وإلحاد المعطلة فيليق به السخرية والهوان لأنه بعمله يذل الطبيعة البشرية ويحطّها إلى الحضيض, وعليه أقول:

لقد أوضحنا خفايا الأسرار وأفصحنا عن دورها أصداف الآثار فبان البيان لمن كان له عينان فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

عليَّ نحتُ القوافي في مقاطعها   ومـا عـليَّ بـألا يفهـــم البقــــر

  • 1 (المخيلة) : ويُقال لها الخيال وهو في آراء العرب التي تبصر بها الروح كتركيب إنسان برأسين وتركيب المعاني مع الصور وتركيب الشجاعة والحلم مجتمعين في شخص واحد وتركيب الصور مع المعاني كتركيب صورة الأسد مع الجبن وصورة الشاة مع الشجاعة..
    (والذاكرة) : ويُقال لها المفكرة وهي التي تتسلط من الودايع في خزانة المصورة والحافظة فتخلط بعضها ببعض وتفصل بعضها عن بعض, وإنما سُمّيت مفكرة إذ استعملها الروح الإنساني والعقل وهاتان الحاستان من الحواس الخمس ويُقال لها الحواس الباطنة لأنها موجودة في طبقات الدماغ.
  • 2 ( الإحساسات ) : جمع إحساس وهو شعور القِوى الحاسة بتغيرات كيفية أمزجة الحواس والمحسوسات كلها خمس أجناس :
    - الجنس الأول : المدركات بطريقة اللمس وهي عشرة أنواع :
    (الحرارة ) (البرودة ) ( الرطوبة ) ( اليبوسة ) ( الخشونة ) ( اللين ) ( الصلابة ) ( الرخاوة ) ( الخفة ) ( الثقل ).
    - الجنس الثاني : المدركات بطريق الذوق التي هي الطعوم وهي تسعة أنواع :
    (الحلاوة ) ( المرارة ) ( الملوحة ) ( الدسومة ) ( الحموضة ) ( الحرافة ) (العفوصة ) ( العزوية ) ( القبوضة ).
    - الجنس الثالث : الروائح المدركة بطريق الشم وهي نوعان : ( الطيب ) و ( المنتن ).
    - الجنس الرابع : وهي الأصوات المدركات بطريق السمع وهي نوعان : ( حيوانية ) و ( غير حيوانية )
    و(الغير حيوانية ) طبيعة وآلية و( الحيوانية ) نوعان ( منطقية ) و ( غير منطقية ).
    و( المنطقية ) نوعان : ( دالة ) و ( غير دالة ).
    - الجنس الخامس : هي المبصرات المُدركات بطريق البصر وهي عشرة أنواع :
    ( الأنوار ) ( الظلم ) ( الألوان ) ( السطوح ) ( الأجسام نفسها ) أو ( أشكالها ) و ( أوضاعها ) و ( أبعادها ) و ( حركاتها ) و ( سكونها ). فالمُدرك من هذه الأنواع بالحقيقة والذات هما ( النور ) و ( الظلمة ) إلا أنّ ( الظلمة ) شيء لا يرى ولا يُرى به شيء و (النور ) هو الذي يرى ويُرى به شيء آخر.