38. شبهة تحضير المذهب العلوي

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الثامنة والثلاثون

( المذهب النصيري كله تم تحضيره وتنسيقه ونشره في بلاد فارس وعلى أيدي أناس من فارس وهذا سر النقمة على عمر(رض) )

إذا كان بعض رجال المذهب جاؤوا من فارس أو عاشوا فيها فهذا لا يعني أن يكون المذهب فارسياً أو مجوسياً، ولو صح ذلك -ولن يصح- لجاز لنا أن نقول بأن المذهب الحنفي فارسي لأنّ أبا حنيفة من فارس العجم.

وكذلك الأمر فإنّ أكثر أصحاب الإصحاحات المُعتمدة عند أهل السنّة من الفرس، وبعض أصحاب التفاسير كالنيسابوري والطبري والزمخشري والرازي جميعهم من فارس وكثيرون غيرهم.

فالحق لا يُقاس بهذا المقياس الباطل والفاسد لقوله تعالى ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ الحجرات\13.
والقومية ليست معياراً للحق والباطل بل التقوى هي المعيار الصحيح.

  ثانياً:

إنّ هؤلاء القوم يعزفون على أوتار النزعة القومية المُتفرِّعة عن جذور الجاهلية التي حاربها رسول الله(ص وآله) كما حارب عبادة الأصنام لقوله (ص وآله) :
( أيّها الناس ليُبلغ الشاهدُ الغائبَ إنّ الله تبارك وتعالى قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية والتفاخر بآبائها وعشائرها. أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب ألا إنّ خيركم عند الله وأكرمكم عليه أتقاكم وأطوعكم له ) .

وقال (ص وآله) حينما فتح مكة:
يا معشر قريش إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء. الناس من آدم وآدم خُلق من تراب.
قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾

وقال (ص وآله) : ( ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية ) .

ومن المعروف بأنّ هذه النزعة الجاهلية أوقدها معاوية في عصره بعد أن قضى عليها النبي الكريم، واستغلها لمصلحة حكمه الفاسد، وإنّ القائلين بها إنّما هم مُقتدون ببدعته الجاهلية... وتاركون للسُنّة النبوية!.

  ثالثاً:

أوضحنا في مواضع عدّة بأنّ المذهب العلوي لاحَت أعلامُه وسَفَرَت أحكامُهُ من بَيت النبوّة على يَد إمام الهُدى أمير المؤمنين عليه السلام وهو قبل أن يُولد السيد محمد بن نصير بأكثر من مائتي عام وقبل أن يعتنق الفرس مذهب التشيّع..!
وإنّ هؤلاء القوم يعرفون ذلك إلا أنهم ينكرون هذه الحقائق الثابتة لأن الإعتراف بها لا يتناسب مع أهدافهم التخريبية وأحقادهم الأموية الناصبية الهدامة.