7 - ( الكشوف العلمية تثبت وجود الله )

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 12/10/2010 - 17:40

و مما كتبه ( جورج إيرل دافير ) 1 تحت عنوان ( الكشوف العلمية تثبت وجود الله ) :

قال جورج: كلما تقدم رَكب العلم وتضاءلت الخرافات القديمة ازداد تقدير الإنسان لمزايا الدين و الدراسات الدينية.

وقال : إننا لا نُنكر وجود الإلحاد و المُلحدين بين المشتغلين بدراسة العلم إلا أن الإعتقاد الشائع بأن الإلحاد منتشر بين رجال العلوم أكثر من انتشاره بين غيرهم و مع تقدم الكشف العلمي ظهرت أسئلة لا مفر منها. ومن هذه الأسئلة ذات القيمة الكبيرة بالنسبة لمسؤولياتنا و مصيرها النهائي ذلك السؤال القديم ( هل يوجد إله عُلوي هو خالق هذا الكون ؟ ).

وهنالك سؤال آخر أكثر صعوبة من سابقه وهو السؤال الذي يُرَدّده كثيرٌ من الأطفال في مَوجة من مَوجات الألمَعية الخاطفة التي تطوف أحياناً بمخيلاتهم وهو ( إذا كان لهذا الكون خالق فمن ذا الذي خلقه ؟ ).

و لا يُمكننا أن نُثبت وجود الله من طريق الإلتجاء إلى الطريق المادية و لكننا نستطيع أن نتحقق من وجود الله باستخدام العقل و الإستنباط مما نتعلمه و نراه.
فالمنطق الذي نستطيع أن نأخذ به و الذي لا يمكن أن يتطرق إليه الشك, هو أنه ليس هنالك شيءٌ ماديٌّ يستطيع أن يخلق نفسه وإذا سَلّمنا بقدرة الكون على خلق نفسه فإننا بذلك نَصِفُ الكون بالألوهية و هذا مَحالٌ فإنه لا يجوز وجود إلهين إثنين مادي وروحي في نفس الوقت..
ومن ثم أقول و أنا أفضّل أن أؤمن بإله غير مادي خالق لهذا الكون تظهر فيه آياته و تتجلى فيه أياديه – هذه أدلة كافية..

ولكن هنالك ما هو أشد إعجازاً و أكثر دلالة على وجود الله عز وجل و هي الدلالة التي تبحث عن أسرار هذا الكون وأسرار الحياة و الوجود إلى أن يظهر لها إن كل ذرة من ذرات هذا الكون تشهد بوجود الله وإنها تدل عليه حتى دون حاجة إلى الإستدلال المادي لأن الأشياء المادية تعجز عن الدلالة على نفسها و على غيرها.

واعلم أن جميع ما في الكون من ملاحظة آثار أيادي فاعل خالق و ذلك هو الله عز وجل الذي لا نستطيع أن نصل إلى إدراكه بالوسائل العلمية المادية وحدها و لكننا نرى آياته في أنفسنا و في كل ذرة من ذرات هذا الوجود – و ليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته و إذا فكرت تفكيراً عميقاً فإن العلوم سوف تضطرك إلى الإعتقاد في وجود الله.

واعلم إن المادة ليست أبدية و ليست أزلية إذ أن لها بداية و تدل الشواهد من الكيمياء و غيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية بل وُجِدت بصورة فجائية و تستطيع العلوم أن تُحدّد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد و على ذلك فإن هذا العالم الذي لا بد أن يكون مخلوقاً و هو منذ خُلق يخضع لقوانين و سُنن كونية محدودة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان..

و هكذا توصّلت العلوم دون قصد إلى أنّ لهذا الكون بداية وهي بذلك تُثبت وجود الله عز وجل لأن ما له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ نفسه و لا بد له من مُبدئ و من مُحركٍ أول أو من خالقٍ وهو ( الله ) تعالى.

و قال ( جورج إيرل ) عالم الطبيعة ورئيس قسم البحوث الذرية في أمريكا.. إن هنالك أوضح دلالة على ( وجود الله ).

فمن تلك الجزئيات البسيطة لم تنشأ النجوم والكواكب فحسب بل نشأت كذلك أنواع منظورة من الأحياء و كائنات تستطيع أن تفكر و تخلق أشياء جميلة. و من هذه الدلائل و الإشارات يتضح بأن العمليات و الظواهر التي تهتم العلوم بدراستها ما هي إلا مظاهر و آيات بَيّنات على وحدة الخالق سبحانه المُبدع لهذا الكون.

و ليس التطور إلا مرحلة من مراحل عملية الخلق و رغم إن صيحات وضجّات الماديين الطبيعيين قد حَجَبت كثيراً من الباحثين الأمناء عن الحقيقة, فإن فِكرة التطور الخلقي لا يمكن أن تكون مُنافية للعقيدة الدينية بل على النقيض من ذلك نجد من الحماقة و التناقض في الرأي أن يُسِلّم الإنسان بفكرة التطور و يرفض أن يُسَلّم بحقيقة وجود الخالق الذي أوجد هذا التطور.

و من هذا الدليل قول ( ابرفتج وليام نوبلونشي ) أستاذ العلوم الطبيعية في الولايات المتحدة حيث قال : إن العلوم أشد عجزاً عن أن تثبت عدم وجود الله تعالى.
وقال : كلما تقدمت العلوم ضاقت بينها و بين الدين شقة الخلاف فالفهم الحقيقي للعلوم يدعو إلى زيادة الإيمان بالله تعالى.
و قال : العلوم بحكم طبيعتها المادية أعجز من أن تبحث عن الله بطرقها المادية أو أن تدرك كنه ذاته تعالى.

وقال ( تشادوا انش ) : إن ما يُطلب إلى أي إنسان سواء أكان مؤمنا أن ملحداً هو أن يُبيّن لنا كيف تستطيع المصادفة أن تخلق هذا الكون.
ولا شك أن هذه طريقة من طرق التحدي الذي يقصد به الإستدلال على وجود الله تعالى. ( جورج )

  • 1 جورج عالم الطبيعة حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة منيوسوتا ورئيس قسم البحوث الذرية بالبحرية الأمريكية بيروكلين, أخصائي في الإشعاع الشمسي و البصريات الهندسية.