17 - ( الزهور وطيور بالتيمور )

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 12/10/2010 - 17:40

و مما كتبه ( سيسيل هامان ) عالم بيولوجي 1 تحت العنوان ( الزهور وطيور بالتيمور ) :

قال سيسيل هامان بعد بحثه الدقيق في الجواب عن هذه المسألة ( هل هنالك إله؟) :
أينما اتجهت ببصري في دنيا العلوم رأيت الأدلة على التصميم و الإبداع على القانون و النظام على وجود الخالق الأعلى, سر في طريق مشمس و تأمل بدائع تركيب الأزهار و استمع إلى تغريد الطيور و انظر إلى عجائب الأعشاش فهل كان مَحض مصادفة أن تنتج الأزهار ذلك الرحيق الحلو الذي يجتذب الحشرات فتلقح الأزهار و تؤدي إلى زيادة المحصول في العام التالي.

و هل هو محض مصادفة أن تهبط حبوب اللقاح الرقيقة على مبسم الزهرة فتنبت و تسير في العلم حتى تصل إلى المبيض فيتم التلقيح و تتكون البذور ؟

أفليس من المنطق أن نعتقد بأن يد الله التي لا نراها هي التي رَتّبت و نَظّمت هذه الأشياء تبعاً لقوانين ما زلنا في بداية الطريق نحو معرفتها و الكشف عنها. و هل من الممكن أن يُغرّد الطير إلا لأن له أليفاً فحسب بل لأن الله يحب تغريده و يعلم بأننا نطرب بتغريده.

نعم إنني أعتقد بوجود الله و أعتقد أنه هو القدير الذي خلق الكون و حفظه و ليس ذلك فحسب بل هو الذي يرعى ذرة خلقه ( وهو الإنسان ) و لا يرجع هذا الإعتقاد الراسخ الذي يمتلئ به قلبي إلى تأثير الثقافة الأمريكية الدينية عليَّ فحسب و لكنه يرجع أيضاً إلى مشاهداتي العلمية بعجائب الكون كما يرجع إلى شعوري به و إحساسي لوجوده داخل نفسي..

إنّ من الأجدر بالبشر أن يُدركوا أن هذه المستكشفات ليست إلا أدلة ناطقة على وجود (إله) مُدبّرٌ أعلى وراء هذا الكون..

فإذا رفعنا أعيُننا نحو السماء فلا بد أن يستولي علينا العجب من كثرة ما نشاهده فيها من النجوم و الكواكب السابحة فيها التي تتبع نظاماً دقيقاً لا تحيد عنه قيد أنملة مهما مرّت بها الليالي و تعاقبت عليها الفصول و الأعوام و القرون - إنها تدور في أفلاكها بنظام – و علاوة على ذلك أقول:

إنّ وجود الله في حياتي اليومية حقيقة لا مراء فيها حقيقة أقوى من الحقائق العلمية التي لا يتسرب إليها الشك فالله لا يشرق إلا في قلوب الباحثين عنه.. وجوابي على هذه المسألة ( هل هناك إله ؟).
نعم إنني أؤمن بالله رب هذا الكون وربي كما إنني أراه في نفسي و في كل ما هو حولي. ( سيسيل هامان )

  • 1 حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة (بوردو). أستاذ في جامعة (كنتاكي) و جامعة (سانت لويز) سابقاً. أستاذ في كلية (آسوري). أخصائي في تقسيم الطفيليات الحيوانية.