الإسلام هو دين التوحيد لا التعديد.. فهذا الدين القيم لا يقبل التعديد ولا التثليث ولا الثنوية ولا الحلول أو الاتحاد أو وحدة الوجود أو وحدة الشهود.. والتوحيد في النهج العلوي هو نفي التوهم..

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 15/11/2011 - 02:50

المرسل: louay \تشرين ثاني\06\2011م\

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
قل يا اهل الكتاب تعالوا الئ كلمة سواء بيننا وبينكما الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعض ارباب من دون الله
فهل:
لا اله الا انا - لا اله الا انت - لا اله الا هو - توحي بان لا نشرك مع الله: انا - انت - هو -
اي: انا الله - انت الله - هو الله - او: الله انا - الله انت - الله هو
اي: لا تقولوا ان الله ثالث ثلاثه
والايه الكريمة تقول: كفا بالله شهيد بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
اي: الله اظهرني وكشف لكم
هذا ما اردت ان تزيلو اللتباس لدي عن التثليث
وكما قال العالم عليه السلام
اول لدين معرفته.................................. والسلام
بحلول العيد المبارك كل عام وانتم بخير 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأحد بذاته، المنزه عن مشابهة مخلوقاته، والصلاة والسلام على أجل مخلوقاته محمد وآل بيته مواقع صفاته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  الإسلام هو دين التوحيد لا التعديد، وهذا الأصل المقدس هو أول أصوله وعليه تُبنى سائر الأصول والفروع.

  والتوحيد في النهج العلوي هو نفي التوهم لقول أمير المؤمنين عليه السلام: التوحيد أن لا تتوهمه، فكل ما وقع تحت الوهم فلا حقيقة له في الخارج، لأن الله لا تناله الأوهام ولا تدركه الأفهام.

  فهذا الدين القيم بمبادئه السامية والمحكمة لا يقبل التعديد ولا التثليث ولا الثنوية ولا الحلول أو الاتحاد أو وحدة الوجود أو وحدة الشهود، فهو توحيدٌ مُطلق بنفي حَدّي التشبيه والتعطيل، فمن شبّه الله بخلقه فقد أدخله في أحيازهم المحدودة والمُمكنة، ومن عَطّل وجوده ونفى آثار أسمائه وأفعاله فقد حال على عدم.

  والآية الكريمة التي صَدَّرتَ بها كلامك غاية في الوضوح، جَليّة المُؤدّى، وقد نزلت في نصارى نجران، وقال بعضهم أنها نزلت في يهود المدينة، وقيل أنها نزلت في الفريقين وهذا الأصح، لأنّ الفريقين لهما كتاب مُنزل ولذلك فقد أمر الله رسوله بأن يُخاطبهم بهذا الخطاب ( يا أهل الكتاب )، أما الكلمة الجامعة التي دعاهم إليها فهي: عبادة الله وحده ونفي الشريك، والنهي من اتخاذ أرباباً من دون الله.

  أما فقرة ( لا إله إلا أنا ) فهو كلام الحق لعبده موسى لقوله تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه:14] ولا ينادي بنون العظمة إلا رب العزة سبحانه وتعالى لقوله في محكم الذكر: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل:2] وقوله جلّ من قائل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء:25].

  أما فقرة ( لا إله إلا أنت ) فهو كلام العبد وإشارته إلا خالقه لقوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء:87].

  أما فقرة ( لا إله إلا هو ) فهي كلام الحق مُعَلّماً عباده على ألسن رسله كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة:163] وغير ذلك من الآيات الكثيرة المُشيرة إلى الحق بضمير هو.

  فهذه الضمائر الثلاثة تدل على حقيقة التوحيد ولا تعني الكثرة أو التثليث بوجه من الوجوه، وهي مرتبطة ببقية الشهادة وليست مُنفَكّة أو مُستقلة حتى تُوهِمَ الشريك.

  أما الآية الكريمة من سورة الرعد: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد:43]، فهي خطاب النبي وحجته لمن أنكر نبوته وقالوا بأنه غير مرسل من قبل الله فقال: كفى بالله شهيداً بيني وبينكم بما أظهر من الآيات وأبان من الدلالات على نبّوتي.

  ومن عنده علم الكتاب، فقد وردت الرواية عن الباقر والصادق عليهما السلام أنه: علي بن أبي طالب وأئمة الهدى. فليُراجع مَجمع البيان للطبرسي.

  وفي المُحَصّلة فالإسلام: دين التوحيد، وهذه الضمائر لا تُفيدُ معنى التثليث، بل هي أدواتٌ في اللغة العربية تُبرِزُ معنى الكلام لتُفهم الغايَة.

ودمت بخيرٍ.

حسين محمد المظلوم
14\11\2011