علم الكلام من العلوم الإسلامية الراقية ويُبحث فيه عن العقائد الإسلامية.. الأصول الاعتقادية لا يكفي فيها التقليد الصرف بل تشترط البحث والنظر.. الغاية من هذا العلم هي الدفاع عن العقائد في وجه المشككين وفهم أصولها على وجه اليقين.

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 08/02/2012 - 16:40

المرسل: zaynab
26-01-2012م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين والبراءة من اعدائهم واللعن الدائم عليهم من الاولين والآخرين الى يوم يبعثون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد الشيخ الفاضل حسين المظلوم حفظكم الله ، من بعد الشكر لكم والتحية على ما تقدمونه من جهود في سبيل اعلاء كلمة العلويين عالياً ولو كره الكافرون ، أسأل التالي ...
1= ماهو علم الكلام ؟
2= ما الغاية منه ؟
3= ماذا يستفاد به بالعلوم وأصول الدين والعقائد الاسلامية ؟
4= هل من المفترض على كل طالب علم ان يتعلم هذا العلم؟
5= لو سمحتم حبذا لو مثال عن مفردة في علم الكلام وتطبيق حجتها على أصل من اصول الدين؟
6= لماذا وقف البعض عبر الزمن ضد دراسة علم الكلام ؟؟ ومن هم الذين وقفوا ضد هذا العلم؟
وشكراً لكم وتقبلوا احترامي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه المنتجبين.

  الأخت الكريمة زينب تحية طيبة وبعد:

  علم الكلام من العلوم الإسلامية الراقية ويُبحث فيه عن العقائد الإسلامية بمعنى ما يجب الاعتقاد والإيمان به من وجهة نظر الإسلام فيقوم بتوضيحها والاستدلال عليها وفق قواعد وأطر مستوحاة من الكتاب الكريم والسنة النبوية.

  ولا يُخفى إن الأصول الاعتقادية لا يكفي فيها التقليد الصرف بل تشترط البحث والنظر لترسخ في الفؤاد، لأن الله تعالى ذم التقليد في هذا الموضع لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة:170].
وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ [المائدة:104].
وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف:28].
وقال عزّ وجل: ﴿ قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس:78].
  فنهت هذه الآيات عن تقليد الآباء، وحثت كل ذي عقل على البحث والنظر والتفكر في ملكوت السموات والأرض، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة:164].
وقال تعالى: ﴿ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الرعد:4].
وقال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [النحل:12].
  وآيات كثيرة تدل على وجوب البحث والنظر الصحيحين، فكانت هذه العملية المنطقية من وظائف علم الكلام.

فعلم الكلام من العلوم الاستدلالية ومع ذلك فالمقدمات التي يستخدمها في استدلاله تقسم إلى قسمين عقلي ونقلي:

  • فالعقلي من الكلام: عبارة عن المسائل التي تؤخذ مقدماتها من العقل فقط، وتكون الأدلة النقلية تأييداً لما يحكم به العقل فقط، كـ التوحيد و النبوة وبعض مسائل المعاد، فهذه القضايا الأصولية يجب فيها البحث والنظر العقليين ولا يكفي الاستناد إلى الكتاب والسنة، إنما يكون الكتاب والسنة مؤيدان للنتيجة المتعلقة بالعقل النظري.
  • والقسم النقلي: فإنه يتعلق أيضاً ببعض القضايا الأصولية كـ الإمامة وبعض مسائل المعاد فمعرفتها يحتاج إلى الدليل النقلي لأنها متفرعة من الأصول الكلية.

  فالغاية من هذا العلم جلية لكل ذي عقل فهي الدفاع عن العقائد في وجه المشككين وفهم أصولها على وجه اليقين.

  وهو كما أوضحنا من العلوم الاستدلالية الباحثة عن أصول الدين، ولا يشترط على طالب العلم معرفة كلياته وجزئياته على وجه التفصيل لأن ذلك عسير إلا على المتخصصين، ولكن لا بد من الوقوف على بعض المبادئ الجامعة كالعلم إن العقائد لا تؤخذ بالتقليد بل تشترط البحث والنظر وهذا منوط بالعقل السليم الواجب عليه الاستدلال النظري فيما يجب اعتقاده للوصول إلى مرحلة اليقين.

  أما وقوف البعض ضد دراسة هذا العلم فلوقوفهم على الحسيات المحدودة دون العقليات الموجودة وهم الفرق الحشوية التي عطلت حكم العقل ووقفت على حرفية النقل فوقعت في مهاوي التشبيه وانزلقت إلى بيداء التعطيل.

والسبب في تسميته بعلم الكلام فأقوال الكثيرة وكلها تؤدي إلى غاية واحدة:
  • فقيل لأنه يرفع من مستوى صاحبه في التكلم والاستدلال.
  • ولأن علماء هذا الفن قد جرى دَيْدَنهم على تصدير كتبهم بتعابير من قبيل: كلام في التوحيد، كلام في النبوّة، وما شابه ذلك.

  وهناك الكثير من المذاهب الكلامية الذي احتدم الخلاف بينها حول بعض المسائل الاعتقادية ومن هذه المذاهب الشيعة و المعتزلة و الأشاعرة و المرجئة والخلافات التي دارت بينهم معروفة ومذكورة في الكتب المختصة لسنا في صدد تفصيلها.

  ومصطلحات هذا العلم لا تخرج عن المصطلحات العقائدية المعروفة والمنطقية المعتمدة.

حسين محمد المظلوم
7\2\2012