المعتزلة

أُضيف بتاريخ الخميس, 14/10/2010 - 14:48

يعود النوبختي بأصل المعتزلة إلى الجماعة التي اعتزلت جانب علي عليه السلام وجانب طلحة والزبير وعائشة، يقودهم سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، واسامة بن زيد بن حارثة.
ونقل الملطي انهم في الأصل الجماعة التي اعتزلت الحسن بن علي عليه السلام لما صالح مع معاوية.

وفي رواية أخرى لابن دريد إن المعتزلة تعود إلى اعتزال عامر بن عبد الله مجلس الحسن البصري، كما ذكر أيضاً إنها ترجع إلى اعتزال الأحنف بن قيس التميمي قومه طلباً للسلامة.

وهذه التعليلات العليلة لا تمت إلى الحقيقة بصلة فما فيها غير التناقض نتيجة تخبط كتّاب الفرق ولذا فلا ثقة بما كتبوه.
وحقيقة المعتزلة أنها فرقة أسسها واصل بن عطاء(80- 131هـ) الذي كان من أشهر تلامذة الحسن البصري ولازم مجلسه مدة من الزمن، حتى إذ تكونت لديه أراء تغايرت مع آراء أستاذه ترك مجلسه واعتزله، وما لبث أن انضم إليه عمرو بن عبيد(80- 144هـ) فتعاونا على وضع أسس هذه الحركة الفكرية.

وكان اعتزال واصل بن عطاء يدور حول أربع قواعد:

  • نفي الصفات (الخبرية).
  • القول بالقدر (أي بالاختيار).
  • القول بالمنزلة بين المنزلتين.
  • إيجاب الخلود في النار على من ارتكب الكبيرة.

وكغيرها، انقسمت المعتزلة إلى فرق عديدة أشهرها:

  • الواصلية نسبة إلى واصل بن عطاء.
  • النظامية نسبة إلى النظام بن سيار.
  • الهذيلية نسبة إلى أبي هذيل العلاف.
  • الحائطية نسبة إلى احمد بن حائط.
  • البشرية نسبة إلى بشر بن المعتمر.
  • المعمرية نسبة إلى معمر بن عباد السلمي.
  • المزدارية نسبة إلى أبي موسى عيسى المزدار.
  • الهشامية نسبة إلى هشام بن عمر الفوطي.
  • الجاحظية نسبة إلى عمرو بن بحر الجاحظ.
  • الخياطية نسبة إلى أبي الحسن الخياط.
  • الجبائية نسبة إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي.

وقد انشعبت المعتزلة أيضاً إلى مدرستين:

الأولى يمثلها معتزلة البصرة، والثانية يمثلها معتزلة بغداد، ولكل مدرسة منهجها الخاص في تحليل المسائل الإعتقادية ، وتعتبر مدرسة البصرة الأصل الذي مهد للاعتزال وأثراه بمشايخه وأشهرهم أبو حذيفة واصل بن عطاء الذي عرف بمناظرته ووضع أسس العقيدة وبث الدعاة في الأمصار.
وأُسست مدرسة بغداد أواخر القرن الثاني الهجري بعد أن هاجر إليها أحد خريجي مدرسة البصرة وهو بشر بن المعتمر المتوفى عام(210هـ)، ويجمع بين فرق المعتزلة الأخذ بالأصول الخمسة للاعتزال وهي:

  • التوحيد.
  • العدل.
  • الوعد والوعيد. يُراد بهذا الأصل إن ثواب المطيع ، وعقاب العاصي، إن مات بلا توبة واجبان على الله، وإلا كان ما أخبر به كذباً، والكذب محال عليه سبحانه، واستدلوا بقوله تعالى: ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) ق/29/
  • المنزلة بين المنزلتين.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. (يراد بهذا الأصل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجبان بالعقل، أما الشرع فيؤكد حكم العقل ويقره، وعليه فإن الوجوب ثابت، حتى ولو لم يرد النص الشرعي).

وهذه الفرقة تسمى بأصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية والعدلية فمن خالفهم في التوحيد سموه مشركاً.
ومن خالفهم في الصفات سموه مشبهاً.
ومن خالفهم في الوعيد سموه مرجئاً.
ومن اكتملت له وتحققت فيه هذه الأصول الخمسة فهو المعتزلي عندهم حقاً.

قال الشيخ حسن مكي العاملي في كتابه بداية المعرفة:

وقد التقت الإمامية والمعتزلة في بعض المبادئ واختلفتا في أخرى:
فمن أبرز ما التقتا فيه القول بالتحسين والتقبيح العقليين الاستقلاليين ، وما يتفرع على هذا الأصل من حكمته تعالى ولزوم العدل عليه، وانتفاء العبث عن فعله، ولهذا أطلق عليهم اصطلاح (العدلية).
ومن أبرز ما اختلفتا فيه: إن الإمامية تقول بلزوم نصب الإمام نصاً من الرسول الأكرم (ص) وانه علي بن أبي طالب عليه السلام والمعتزلة تنكره.
والإمامية تنفي الجبر والتفويض وتقول أمر بينهما، والمعتزلة تقول بالتفويض.
والإمامية تقول بأن المؤمن لا يخرج بالفسق عن الإيمان، والمعتزلة تقول هو لا مؤمن ولا كافر بل في منزلة بين منزلتين.