التوحيد في منهاجنا يقوم على نفي حَديّ التعطيل والتشبيه.. كلمة انفصال العابد عن المعبود في غير محلها.. الذات المُقدسة هي المعبود.. شمول الذات للعابد فهو شمولُ إيجادٍ له ولطف به.. العلاقة بن العابد والمعبود هي علاقة مَعرفةٍ وعِبادةٍ...

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 11/04/2012 - 05:35

المرسل: Fadi
\08\02\2012م\

أشارة الى حديث كنت كنزا مخفيا و لزوم أنفصال العابد عن المعبود و شمول الذات المقدسة المنزه عن التركيب للعابد و المعبود فما هي نوع العلاقة بين المعبود و الذات المقدسة 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله.

  الأخ الكريم السيد فادي المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  التوحيد في منهاجنا يقوم على نفي حَديّ التعطيل والتشبيه، والباري تعالى مُنفردٌ بذاتِهِ، غنيٌ عن مخلوقاتِهِ، قائمٌ بنفسه، لا شبيه له ولا مثيل، وحديثُ الكنز المَخفِيّ صحيحٌ من حَيث السَند والمَتن، وكلمة انفصال العابد عن المعبود في غير محلها لأنّ العابد لم يكن مُتصلاً بالمَعبود فانفصل عنه، أو جزأً مِن كُلّ! لأنّ ذلك يَقتضي نُقصان الكُلّ لخروج الجزء، وهذا محال، لأنّه مُخالِفٌ لمَبدأ التوحيد الصرف، بَل إنّ الباري أبدَعَهُ بَعد أن لم يكن شيئاً، قال أمير المؤمنين عليه السلام: (أنشأ الخلق إنشاء. وابتدأه ابتداء. بلا روية أجالها. ولا تجربة استفادها. ولا حركة أحدثها. ولا همامة نفس اضطرب فيها.).

  أما سؤالك عن شمول الذات المقدسة للعابد والمعبود فغريب! لأنّ الذات المُقدسة هي المعبود فكيف تشمل بعضها ببعضها! فهذا لا يستقيم لأنه يؤول إلى التبعيض، أما شمول الذات للعابد فهو شمولُ إيجادٍ له ولطف به، لأنّ العابد لا يقوم بنفسه، بل بعناية الله سبحانه وتعالى.

  أما   العلاقة بن العابد والمعبود فهي علاقة مَعرفةٍ وعِبادةٍ، فالباري خلق الخلق ليَعرفوه حتى تَصُحَّ عِبادتُهُم، لأنّه لا عبادةً صحيحةً مِن دونِ مَعرفةٍ رَجيحةٍ.

حسين محمد المظلوم
10\4\2012