(قريب من الأشياء غير ملامس، وبعيد عنها غير مباين) .. إن الله سبحانه وتعالى لا يوصف إلا بما وصف به نفسه في كتابه وعلى ألسنة الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين..

أُضيف بتاريخ الخميس, 01/08/2013 - 13:27

المرسل: عثمان في 06\06\2013م

السلام عليكم
هل الله موجود في كل مكان ام في مكان دون مكان وما معنى قولهم قريب من الاشياء غير ملامس وعيد عنها غير مباين والسلام عليكم 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  إنّ الله سبحانه وتعالى لا يُوصف إلاّ بما وصف به نفسه في كتابه وعلى ألسنة الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، فهو تعالى مُنَزّه عن صفات خلقه، غنيٌ عن الأشياء وهي مُفتقرة في وجودها إليه، موجودٌ في كل وجود دون الدخول في الأحياز، لا يخلو منه زمانٌ، ولا يحيط به مكانٌ، لأن كُل مُحاطٍ مَحدودٌ ومُحْدَثٌ، وهو تعالى مُنَزّهٌ عن ذلك، فهو في كلّ مكانٍ دون ولوجٍ والتصاقٍ، ولو كان في مكانٍ دون أخر لَكانَ مُتَحَيّز، والمُتحيّز هو من شَغَلَ مكاناَ وخلى من أخر وهذا من صفات عالم الامكان، وواجب الوجود مُتعالٍ عن ذلك.

  أما القول المسؤولُ عنه، فهو لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام (قريب من الأشياء غير ملامس)، فقربه من الأشياء ليس كقُرب المحدثين الذي يَقتضي المُلامسة والمُجانسة بل هو قرب لطف ورحمة ولولا ذلك لما قامت الأشياء واستدام وجودها، (وبعيدٌ عنها غير مُباين)، فبُعده عنها هو بَينونيّته عن وصف المخلوقين، وهذه البُعد لا يَعني بَينونية المُفارقة لأنّ الأشياء لا تقوم بنفسها، ثم أن هاتين العبارتين تجمعان كُليّة معاني التوحيد المُعَبّر عنه بنَفي حَدَّيّ التعطيل والتشبيه، فقُربه من دون ملامَسة يدل على الإثبات من دون تشبيه، وبُعده من غير مُباينة يَدُلّ على التنزيه من دون تعطيل، والحديث في هذا المجال يَطول فمن طلب الزيادة فعليه بنهج البلاغة لإمامها مولانا أمير المؤمنين عليه السلام .

حسين محمد المظلوم
31\7\2013