وحدة الوجود هي من أخطر البدع الماحقة للدين وأحكامه.. علم المنطق هو علم شريف.. الحكمة هي ترجمة لكلمة الفلسفة وهي المعرفة.. المراد ببداية الحكمة ونهايتها.. المراد بالكليات والجزئيات..

أُضيف بتاريخ الأحد, 27/11/2011 - 03:48

المرسل: zaynab تشرين ثاني-17-2011م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابهم المنتجبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبراءة من أعدائهم الى يوم الدين.. أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الشيخ الفاضل حفظكم الله
هناك مصطلحات نقرأها في معرض قراءاتنا في الكتب العقائدية أرجو توضيحها لكي لا نمر مرور الكرام عليها دونما أي فهم ولا شك أيضاً عندما نفهم هذه المصطلحات نفهم أكثر ما نقرأ مما لم نفهمها.. ألا وهي ..
ـ ما المقصود بوحدة الوجود؟
ـ ما المقصود بعلم المنطق ؟
ـ ما المقصود بالحكمة ؟
ــ ما المقصود ب بداية الحكمة و نهاية الحكمة ؟
ما المقصود بالكليات والجزئيات مع مثال؟

تقبلوا احترامي وتقديري وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخت الكريمة زينب المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما وحدة الوجود

  فهي من أخطر البدع الماحقة للدين وأحكامه، قال بها بعض المتصوفين أمثال الحلاج وطاغور وابن الفارض وابن عربي والقونوي وغيرهم فشط بهم المزار.

  وهذه البدعة تناقض عقيدة التوحيد وتضاددها في سائر تفاصيلها، وأصحابها يقولون أنّ الله والطبيعة بشتى مظاهرها شيء واحد ولا اثنينية بل كل شيء منها هو الله، وهذا هو الكفر الصريح الذي يُخرج صاحبه من ربقة الإسلام، والحقيقة في منهاجنا تتجلى في قول أمير المؤمنين عليه السلام: توحيده تمييزه عن خلقه، وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة.

  ووحدة الوجود تنسف هذا المبدأ المُقدس لأنّها تمنع التمييز وتنفي البينونة الصفاتية بين الخالق والمخلوق وتُلغي العبادة وما ينتج عنها من ثوابٍ لفاعلها، وعقاب لتاركها إلى أخر ما هنالك.

أما السؤال عن علم المنطق

  فهو علمٌ شريفٌ وضعه الحكيم أرسطو طاليس اليوناني وقد حَظِيَ باهتمام المسلمين حتى صار جزءاً من العلوم الإسلامية.

  وقد عرّفه المنطقيون بأنّه قانون التفكير الصحيح، بمعنى أنّ قواعده وقوانينه بمنزلة المقياس والميزان للتفكير الصحيح، فكما أنّ اللغة تحفظ اللسان من اللحن والخطأ، فكذلك المَنطق فإنّه يحفظ الذهن عن الخطأ في الفكر.

  ووظيفته: إخضاع حركة الذهن في عملية التفكير إلى سيطرته وقواعده وأصوله للوصول إلى النتائج الصحيحة.

  ولمزيد من البيان أقول:
إنّ الإنسان في تكامله يصطدم بالكثير من المجهولات ولديه بعض المعلومات فهو يسعى للكشف عن المجهول، وهذا الأمر يُسمى بالتفكير.
والفكر هو ترتيب أمور معلومة للوصول إلى الكشف عن المجهول.

  فعلى سبيل المثال نقول:
سقراط ناطق، فهذه قضية أولى.
سقراط إنسان، قضية ثانية.
وهاتان القضيتان يُعَبّر عنهما بالمادة.
فنحذف المشترك بينهما وهو سقراط فتصبح النتيجة:
كل إنسان ناطق، وهي قضية ثالثة يُعَبّر عنها بالهيئة أو الترتيب، وهي نتيجة صحيحة.

  ومثال ثان عن النتيجة غير الصحيحة:
سقراط عالم، قضية أولى.
سقراط إنسان، قضية ثانية.
نحذف المشترك وهو سقراط فتصبح النتيجة:
كل إنسان عالم، فهذه النتيجة غير صحيحة.
ومن هنا نعرف أهمية علم المنطق القائل: إذا أردت أن تفكر ففكر بقواعد صحيحة لأنّ المُغالطة تنشأ من الخطأ في ترتيب المواد، والمنطق يعمل على كشفها لأنّه يتعرض للمادة والهيئة المُعَبّر عنها بالصورة.

  فهذا العلم يبحث عن القواعد المتعلقة بجميع حقول تفكيرنا في مختلف مجالات الحياة ولا يخص جانباً واحداً، وقد صنّفه العلماء بأنّه من العلوم الآلية وليس الذاتية، بمعنى أنه ليس علماً مُستقلاً في مقابلة العلوم الأخرى، بل هو مُلتصق بجميع العلوم، لأننا لا نستطيع أن نفكر في أيّ علم إلاّ مع مُراعاة قوانينه ومُلاحظة قواعده بدقّة متناهية، فحينها يُعصم ذهننا من الخطأ في التفكير في تلك العلوم، وقد عَبّرَ عن هذا المعنى علماء هذا الفن بقولهم:
المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر.

  وموضوعه: المعلومات التصويرية والتصديقية ويُعَبّر عنهما بـ: المُعرّف والحجة.
فالمُعرّف: هو التفكير في مجال التصورات.
والحجة: هو التفكير في مجال التصديقات.
فالتصور: إدراك ليس معه حكم من النفس.
والتصديق: هو الإدراك المشتمل على الحكم بالإثبات أو النفي من النفس.

  وأبوابه تسعة وهي: الكليات الخمس –النوع، الجنس، الفصل، العرض العام، العرض الخاص- ، وقول الشارح، والقضايا، والقياس، والبرهان، والجدل، والخطابة، والشعر، والمغالطة.
والبعض جعل مباحث الألفاظ باباً مستقلاً من المنطق فتكون عشرة.

  ولمزيد من التفصيل يجب مراجعة كتب المنطق.

أما الحكمة

  فهي ترجمة لكلمة الفلسفة وهي المعرفة.

  ويُراد بالحكمة: العلوم العقلية، وهي تنقسم إلى قسمين: نظرية وعملية.
فالنظرية تبحث في الأشياء كما هي، والعملية تبحث في أفعال الإنسان كما ينبغي أن تكون.

  والفلسفة النظرية على ثلاثة أقسام:
الفلسفة العليا: وهي الإلهيات، تشتمل على فنين الأحكام العامة للوجود، والإلهيات بالمعنى الأخص معرفة الله.
والفلسفة الوسطى: وهي الرياضيات، وهي أربعة أقسام: الحساب والهندسة والهيئة والموسيقى.
والفلسفة السفلى: وهي الطبيعيات، وأقسامها كثيرة.

  وفي كل الأحوال فهناك مدرستان فلسفيتان هما: الإشراقية والمشائية، فالأشراقيون هم أتباع أفلاطون، والمشاؤون أتباع أرسطو، والمدرسة الاشراقية لا تكتفي في دراسة الفلسفة بمجرد الاستدلال العقلي، بل تطلب لزوم مجاهدة النفس وتزكيتها للوصول إلى الحقائق، أما المشائية فإنها تعتمد منهج الاستدلال ولا تتعدّاه.

والغوص في هذه التفاصيل يتطلب بحثاً ضافياً لا تفي هذه العجالة به.

  والمراد ببداية الحكمة مداخلها ومفرداتها ومعرفة قواعدها للوصول إلى فهم معانيها الواسعة المعبر عنه بـ نهاية الحكمة.

الكليّات والجزئيات:

  الكليات: جمع كلية ما أحاط بأفراد الشيء جميعها وهي خمس تقدم بيانها في مبحث المنطق ولا بأس من شرحها باختصار:
فالجنس: كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان وغيره.
والنوع: كالإنسان بالنسبة إلى الحيوان.
والفصل: كالصاهل بالنسبة إلى الفرس.
والخاصة: كالكاتب بالنسبة إلى الإنسان.
والعرض العام: كالماشي بالنسبة إلى الإنسان وغيره من الحيوان.
وكل منها كلية لما دونها جزئية لما فوقها.

  والجزئيات: جمع جزئية وهي ما حكم على أبعاض الشيء خلاف الكلية.

فهذا ما قرره علماء المنطق وتفصيل ذلك واسع.

  ونستطيع أن نقول بأنّ الكليات كالعبادات الخمس، فكل ركن هو كُلّية أحاط بأفراد الشيء جميعها، بمعنى أنّ الصلاة كُلّية جامعة لأجزاء كثيرة كمقدماتها وأقوالها وأفعالها، وهكذا إلى بقية العبادات .

  والحمد لله رب العالمين

حسين محمد المظلوم
26\11\2011