المصطلحات العقائدية والفقهية لها معاجمها الخاصة.. (الطريق الإني والطريق اللمي).. نحن لا نرفض الفلسفات الكبرى بل نتقبل كُل ما يتفق مع النهج الإسلامي ولكننا نرفض تعقيد الواضح..

أُضيف بتاريخ الجمعة, 10/02/2012 - 14:57

المرسل: zaynab
\04\02\2012م\

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين والطاهرين وعلى من تبعهم بإحسان الى يوم الدين والبراءة من أعدائهم من الاولين والآخرين الى يوم يبعثون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ الفاضل أشكركم جزيل الشكر على مجهودكم الجم في الاستجابة لكل اسئلتنا.
وعليه ....أقول عندما نقرأ كتباً عقائدية نجد مصطلحات كثيرة منها ما نفهمه ومنها ما لا نفهمه ، ومن هذه المصطلحات (الطريق الإني والطريق اللمي ) ...فما المقصود بهذين المصطلحين مع الشرح و مع أمثلة لو سمحتم
وشكرا لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  الأخت الكريمة زينب المحترمة تحية طيبة وبعد:

  ما من علم من العلوم الإسلامية وغيرها إلا وله مفرداته الخاصة الواجب معرفتها قبل الدخول في تفاصيل أي علم من العلوم المراد تعلمها.

  فالمصطلحات العقائدية والفقهية لها معاجمها الخاصة وكذلك الفلسفية والمنطقية وبقية العلوم العربية، وإنّ هذين المصطلحين ( الطريق الاني والطريق اللمي ) يُطلق عليهما برهان اللم وبرهان الأن:
  - فبرهان اللم: هو الذي ليس إنّما يعطيك علة اجتماع طرفي النتيجة عند الذهن والتصديق بها فقط، حتى تكون فائدته أن تعتقد إن القول لم يجب التصديق به، بل يعطيك أيضاً مع ذلك علّة اجتماع طرفيّ النتيجة في الوجود.
  - أما برهان الأن: فهو الذي إنّما يُعطيك علة اجتماع طرفيّ النتيجة عند الذهن، والتصديق فيعتقد أن القول لم يجب الاعتقاد به، ولا يُعطيك أنّ الأمر في نفسه لم هو كذلك، واللميّة اسمٌ من (لم) ومعناه تعرف علة الشيء.
  وعليه فإنّ الطريق الأني يتعلق في الأذهان دون الخارج الوجودي فهو مُقيّد في هذا المجال، أما الطريق اللمي فيتعلق في الوجود فهو أكثر شمولية.

  وفي كل الأحوال فإنّ هذه المصطلحات الوضعية ليست أدواتٌ مطلوبة لمعرفة الأصول الاعتقادية ويمكن للباحث في أصول العقائد أن يستغني عنها لعدم دخولها في تلك المباحث العقلية والنقلية.

  الأخت الكريمة لو رجعنا إلى أصول العقائد وأخذناها من متونها لما وجدنا أي تعقيد لبساطتها ووضوحها، ولكنّ دخول المناهج الحديثة والغريبة عن الإسلام زادها تعقيداً وغموضاً، نعم نحن لا نرفض الفلسفات الكبرى بل نتقبل كُل ما يتفق مع النهج الإسلامي ولكننا نرفض تعقيد الواضح، ولكن البعض يظن إن استعمال هذه المصطلحات تميّزه عن الآخرين وهذا وَهْمٌ لا أثرَ له على الإطلاق لأن الغاية المطلوبة: البحث عن المعتقد، واعتقاده بيقين، والعمل وفق منهاجه الفقهي الجامع، وليست الغاية: تنميق الألفاظ والتفلسف على الضعفاء.

حسين محمد المظلوم
7\2\2012