الكذب على خير الدين الزركلي

أُضيف بتاريخ الأحد, 11/04/2021 - 14:24

الكذب على خير الدين الزركلي


لَقَدْ أَوْهَمَ المُؤَلِّفُ أَنّهُ اطّلَعَ عَلَى مَصَادِر تَرْجَمَةِ المُنْتَجَبِ ، فَقَالَ :

(( ترجع قيمة الديوان، بالإضافة إلى الجانبين الفني والروحي، إلى الجانب التاريخي. فلولا نصوصه لكانت مصادر ترجمة الشاعر قاصرة كلَّ القصور، لأن أهم هذه المصادر هو تاريخ بروكلمان. وبروكلمان لم يزد على قوله : (( أبو الفضل محمد بن الحسن المنتجب العاني الخديجي المضري. توفي في حدود 400هـ\ 1009م . له : ديوان المنتجب، أكثر قصائده في المديح، وبينها قصائد في مدح أقاربه من أسرة الخصيبي، ومدح قريبه علي بن بدران وابنه )) .

أما الزركلي صاحب الأعلام ، فقد اختصر ما كتبه بروكلمان بحوالي سطرين .....)) 1


بَيَانُ الوَهْمِ

كَذَبَ المُؤَلِّفُ عَلَى خَيْر الدّيْن الزِّرِكْلِيّ ، وَعَلَى القُرّاءِ ، فِي قَوْلِهِ :

(( أما الزركلي صاحب الأعلام ، فقد اختصر ما كتبه بروكلمان بحوالي سطرين.))

فَقَدْ كَتَبَ الزِّرِكْلِيّ مَا يُنِيْفُ عَلَى أَرْبَعِيْنَ سَطْراً فِي كِتَابِهِ ( الأَعْلام )، وَهَذِهِ صُوْرَتُهُ :

الصورة هنا..... ثمّ يُتابع المؤلف فضيلة الشيخ تمام أحمد فيقول:

فَتَأَمّلْ ، هَذِهِ حَالُ مُؤَلّفِ كِتَابِ فَنّ المُنْتَجب العَانِي وَعِرْفَانِهِ، وَهُوَ البَاحِثُ الّذِي يُدَقِّقُ النَّظَرَ، وَيُحَقِّقُ، وَيُوَثِّقُ ، وَهَذَا مَا قَدَّمَهُ للتّارِيْخِ، وَكَتَبَهُ للنّقْدِ، وَزَيَّنَ بِهِ التُّرَاثَ الأَدَبِيّ .

ثُمَّ وَثَّقَ بروكلمان وَالزّركْلِيّ فِي قَوْلِهِ :

(( أما من ذكروا المنتجب غير هذين ، فلا قيمة لما أتوا به من الناحية التاريخية، لأنهم لم يعتمدوا ما يشعر بالثقة في روايتهم، فربما أخذوا من عامّة الناس في عصرنا هذا، وبيننا وبين  المنتجب حوالي ألف عام.. كما فعل السيد  منير الشريف، في كتابه : المسلمون العلويون ، من هم ؟ وأين هم ؟.)) 2

أَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَى مَنْ وَثَّقَهُ، كَانَ تَصْدِيْقُهُ ضَرْباً مِنَ الكَذِبِ، وَمَنْ عَابَ غَيْرَهُ بِمَا هُوَ فِيْهِ، كَانَ الاِعْتِمَادُ عَلَى مُؤَلَّفَاتِهِ قُصُوراً .

وَمَا لِدَعْواهُ تَوْثِيْقَ بروكلمان وَالزّرِكْلِيّ أَنْ تَحْتَمِلَ غَيْرَ أَمْرَيْن :

  1. إِمّا أَنّهُ أَصَابَ فِي تَوْثِيْقِ الزّرِكْلِيّ، فَصَدّقَ مَا كَتَبَهُ، وَوَافَقَهُ عَلَى مَا نَسَبَهُ إِلَى المُنْتَجَبِ مِنْ سَبِّ أُمِّ المُؤمِنِيْنَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَأَخْطَأَ فِي بَقِيّةِ كَلامِهِ .
     
  2. وَإِمّا أَنّهُ أَخْطَأَ فِي تَوْثِيْق الزِّرِكْلِيّ، فَلَمْ يَأْخُذْ عَنْ ثِقَةٍ، لأَنّهُ يَعُدّ بروكلمان وَالزّرِكْلِيّ مِنَ الثِّقَاتِ، وَلا يَعْتَدّ بِمَا كَتَبَهُ غَيْرُهُمَا، فِي قَوْلِهِ : (( أما من ذكروا المنتجب غير هذين فلا قيمة لما أتوا به من الناحية التاريخية،لأنهم لم يعتمدوا ما يشعر بالثقة في روايتهم )).

فَإِنِ اعْتَمَدَ عَلَى غَيْرِهِمَا، قُلْنَا : لا قِيْمَةَ لِمَا كَتَبْتَهُ لأَنّكَ لَمْ تَأْخُذْ عَن بروكلمان وَالزّرِكْلِيّ وَعَلَى هَذَا يُرَدُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :

(( للمنتجب العاني أثران آخران، هما: الجداول الروحانية، العالم والمتعلم. ذكرهما مع ديوانه، أبو عبد الله جلال الدين بن معمار الصوفي البغدادي في كتابه: جدول تقويم الأسماء في معرفة أشخاص الأرض والسماء ..)) 3

وَفِي ذَيْل الصّفْحَة :

(( الكتاب المذكور مخطوطة مغمورة كصاحبه، لم تشر إليهما كتب التراجم الموثوقة. والمخطوطة لدي عنها نسخة مصورة ، تمت كتابتها نهار الأحد 8\ محرم الحرام 1370 هـ.))

فَإِنَّ هَذِهِ المَخْطُوْطَة غَيْرُ مَوْثُوْقٍ بِهَا، إِلاَّ أَنْ يَذْكُرَهَا بروكلمان والزّرِكْلِيّ، وَأَنْتَ مَحْقُوقٌ بِأَنْ تُهْمِلَهَا بِمَا أَوْجَبْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ فِي قَوْلِكَ:

(( أما من ذكروا المنتجب غير هذين فلا قيمة لما أتوا به من الناحية التاريخية،لأنهم لم يعتمدوا ما يشعر بالثقة في روايتهم )).

وَإِلاّ فَقَدِ اعْتَمَدْتَ عَلَى مَا لا تَثِقُ بِهِ، فَكَيْفَ هَذَا ؟.

وَكُلُّ مَخْطُوْطَةٍ اعْتَمَدْتَ عَلَيْهَا قِيْلَ فِيْهَا : (( لا قيمة لما أتوا به )).

فَلِمَ أَتَيْتَ بِمَا لا قِيْمَةَ لَهُ ؟.


 


  • 1فن المنتجب العاني وعرفانه، ص: 62 .
  • 2فن المنتجب العاني وعرفانه 62.
  • 3فن المتنجب العاني وعرفانه 59 .