عقائد العلويين وفتوى ابن تيمية

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

ثم أوجز عقائد العلويين بستة نقاط متناقضة فيما بينها، وقسّمهم أقسام غريبة لم نسمع بها إلا من حضرته، ونسب إليهم أقوال اعتدنا عليها من أمثاله، واستشهد في أقواله عن القلقشندي صاحب كتاب (صبح الأعشى) الذي نقل عنه ابن الفضل العمري في كتابه (التعريف بالمصطلح الشريف) .

وبعد هذا ذكر قسماً غريباً بأسلوبٍ عجيب أثبته على العلويين زوراً وبهتاناً وحلّله كما أراد ليتم له في تكفيرهم المُراد ، نقله عن كتاب "المصطلح الشريف" المليء بالزخاريف.

فتوى ابن تيمية

وختم هذا الفصل البعيد عن العقل بقوله :

ومن النصوص المفيدة في معرفة مذهب النصيرية نص السؤال الذي وجّه إلى ابن تيمية المتوفي سنة (728هـ) وفتواه في ذلك ونص السؤال هو المهم عندنا لأنه مقصور على معتقدات النصيرية بالذات ، بينما جواب ابن تيمية عام يشمل النصيرية والإسماعيلية معاً ويخلط بينهما .

ويبدو من جوابه أنه لم يكن على علم دقيق بمذهبهم ، وإلا لكانت فتواه على غير النص الذي نراه ، بل نكاد نجزم بأنه لم يدر شيئاً دقيقاً عن معتقدات النصيرية . وهذا غريب من ابن تيمية ، لأنه عاش في منطقة مجاورة لبلاد النصيرية وكان في وسعه الحصول على كتب النصيرية أو على الأقل الإستخبار عن عقائدهم.

لقد اعترف وأقر بجهل ابن تيمية في علم المذاهب والفِرق وأكد بأنه خلط بين العلويين وغيرهم وهذا ما كنا قد ذكرناه في فصل من هذا الكتاب. وجزم بأنه:
( لم يدر شيئاً دقيقاً عن معتقدات النصيرية وأستغرب هذا منه لأنه عاش في منطقة مجاورة لهم )

وقال :
( إنه كان في وسعه الحصول على كتب لهم أو الإستخبار عن عقائدهم ) .

فكيف لمن يعتبر نفسه مرجعاً للمسلمين وشيخاً للإسلام وأهلاً للفتوى بأن يُجيب عن أمرٍ لا يدري عنه شيئاً؟!
أليس هذا هو الجهل بعينه والجُرأة على الله ؟! خصوصاً إذا كان هذا الأمر على درجة كبيرة من الخطورة كتكفير فئة إسلامية هي أشد إيماناً وتمسكاً بالإسلام منه ومن أمثاله!.

ألا يعني قول الدكتور البدوي ( إنه لم يكن على علم دقيق بمذهبهم ) بُطلان جميع مُفتريات ابن تيمية في جوابه على السؤال الموجّه إليه كما زعم ؟؟
يدعم قولنا هذا قول الدكتور البدوي ( وإلا لكانت فتواه على غير النص الذي نراه )
وكيف كان يريد أن يكون النص؟؟ هل كان يريده أن يكون أشدّ تكفيراً؟؟

وهل ترك ابن تيمية شيئاً في جوابه إلا وألصقه بالعلويين مع أنه كما قال الدكتور البدوي : ( بأنه يؤكد عدم معرفة ابن تيمية شيئاً دقيقاً عن العلويين ) .
وإننا نأكد بأنّ ابن تيمية يَعرف كل شيء عن العلويين من أنهم:
علويو المذهب إماميو المشرب ليس لهم غير الإسلام ديناً والقرآن كتاباً ومحمد نبياً وأمير المؤمنين إماماً ، خاصمه ابن تيمية فطعن بعقيدة مواليه وألصق بهم ما شاء من التهم .

ونعود لنسأل من جديد عن نص هذا السؤال الذي اعتمده الدكتور البدوي وغيره كمصدر موثوق في استدلاله.

  • فمن هو هذا السائل المغمور ولما لم يفصح أو يفصحوا عن إسمه المستور ؟؟؟؟
  • ثم من أين أتى بهذه الأقوال التي سأله عنها ؟؟
  • ولما لم يذكر أسماء تلك الكتب ؟؟ هذا إذا كان لها وجود أصلاً..

وتناقضات كثيرة وأسئلة أخرى تطرح نفسها أمام ميزان العقل الذي لا يتقبل الأمور إلا بعد تمحيصها والتأكد من صحتها.
وأقول: بأنّ هذا السؤال مع الجواب تلفيقٌ واضح لا أساس له من الصحة لعدم وجود الدليل عليه وما هو إلا تكهّنات مكشوفة لأسباب معروفة وقديمة يعرفها الضالعون في هذه القضايا .

ثم استعرض السؤال مع جواب ابن تيمية المليء بالتناقض كما هو واضح ولا حاجة لنا إلى سردها هنا لشهرتها من جهة وسخافتها من جهة أخرى.