ولما أتى على ذكرى عاشوراء قال: ( لكن النصيرية يعتقدون إن الحسين لم يمت بل اختفى مثل عيسى بن مريم )
وهذه التهمة أيضًا من جملة تخرصات هؤلاء الكتــّاب الذين لا همّ لهم إلا إلصاق التهم بهذه الطائفة حتى ولو فضح كذبهم. فأقول ويقول كل علوي:
في هذا اليوم كانت المُصيبة العُظمى في التاريخ الإسلامي والفاجعة الكبرى بين المسلمين، والكارثة البشعة التي روّعت العالم العربي.
في هذا اليوم كان مصرع الإمام الشهيد الحسين بن علي ومصرعه لم يكن حربًا ولا قتالاً بالمعنى المعروف للحرب والقتال، وإنما كان مجزرة دامية لآل الرسول وأبناء الرسول، فقد أحاط بالحسين وبمن معه من أهل هذا البيت الطاهر من كل جانب، كثرة غاشمة باغية، ومنعت عنهم الطعام والشراب أيامًا، وحين أشرف الجميع على الهلاك من الجوع والعطش، انهالوا عليهم رَميًا بالسّهام، ورشقًا بالحجارة، وضربًا بالسيوف، وطعنًا بالرماح، ولما سقطوا صَرعى، قطّعوا الرؤوس، ووطئوا الجُثث بحوافر الخيل مُقبلين ومُدبرين، وبَقروا بطون الأطفال، وأضرموا النار في أخبية النساء، ولقد كان باستطاعة هؤلاء أن يُعيدوا الحُسين ومن معه إلى بلدهم، ولكنها الأحقاد والضغائن، أحقاد الجاهلية على مُحمد وعلي وأبناء علي، وضغائن بدر قادتهم إلى قتل الحسين وحمل رأسه الشريف على خشبة، إلى قصر الطاغية يزيد في دمشق، وهي الأحقاد التي ظهرت على لسان الطاغية يزيد والرأس الشريف بين يديه ، حيث قال:
هذا باختصار ما يفهمه العلوي عن واقعة كربلاء فمن يقول هذا فهل يُعقل أن يقول أنّ الحُسين لم يَمُت، بل إنّ الإمام الحسين استشهد في كربلاء وهو سيد الشهداء وهو حيّ عند مولاه لقوله تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
وقال تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً
فكيف من قتل سيد المؤمنين وسبط رسول رب العالمين؟!
ثم يأتي من يُبرر له فعلته الشنعاء ويُقيم له الحجج الواهنة ليقول إنه اجتهد فأخطأ فله أجر؟!
فلينظر ذو عقل إلى هذا الفقه ما أوسعه وأشمله لتبرير الجرائم؟!
وأستغرب من أين أتى الدكتور البدوي بهذا القول المنافي للحقيقة والواقع؟!
إنها العصبية البغيضة التي شرذمت المسلمين وجعلتهم متنافرين نعوذ بالله من الزيغ والضلال من بعد الهُدى واليقين.
- 9590 مشاهدة