تاريخ ظهور النصيرية

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

وقال في فصل ثانٍ تحت عنوان ( تاريخ ظهور النصيرية ) :

إنّ تحديد تاريخ ظهور النصيرية على وجه الدّقة أمرٌ من الصعوبة بمكانٍ كبيرٍ لكثرةِ الأقوالِ وتناقضها ثم ابتعادها عن بعضها البعض ابتعاداً عظيماً...

أقول وأنا مُستغرب: أين تكمُن هذه الصعوبة ؟
وما لنا وللمتناقضات التي وضعها أصحابُ الغايات السيئة، فتاريخُ هذه الطائفة ليس بالأمر المُعجز ولا بالسر الخطير إلا عند المُتجاهلين.

فنسبة هذه الطائفة الكريمة تعود إلى الإمام علي عليه السلام وليد الكعبة بيت الله الحرام وخليفة الرسول الأكرم (ص وآله) وخير الناس بعده.

وعلى هذا فتاريخ العلويين مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بتاريخ أمير المؤمنين (ع) وبيتها الأول هو البيت الذي وُلد فيه إمامُ الهُدى، ونشأتُها تعود إلى اليوم الذي صرّح به الرسول (ص وآله) بولايته وإمامته وهو يوم الإنذار عند أهل الإعتبار، الذي أخبر الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه بقوله مخاطباً لرسوله ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ .

ولقد أوردت هذا البيان الموجز دفعاً لأقوال هذا الكاتب الذي يقول من دون دليلٍ أنّ ظهور هذه الطائفة هو النصف الأول من القرن السادس الهجري.

وبعد هذا الفصل أورد بحثاً عن موطنهم لا حاجة للإسهاب فيه أو التعقيب عليه فالمسلمون العلويون غير محصورين في بلد معيّن بل هم في سائر البلدان العربية وأكثر البلدان الأجنبية، ولا فائدة تُرتجى من هذه التحريات عن أماكن وجودهم.

الإتهام بالباطن – مصادر مشبوهة

ثم بدأ صاحبنا ببحث عقائدهم، فنقل ما قاله الأقدمون من التخرصات الكاذبة أمثال الشهرستاني، والقلقشندي، وابن الأثير، وابن تيمية وغيرهم، وفنّد مزاعمهم كما ادّعى ولكنه في نهاية كتابه زاد الطين بِلة بقوله في سياق تلخيصه لعقائد العلويين: (أنهم يتمسكون بالباطن وأظهر ما يكون هذا عند فئة المشايخ).

  • فما معنى دفاعه الأول عنهم وتبرئته لساحتهم ومن ثم اتهامهم بالتمسك بالباطن؟
  • وبماذا اتهمنا أولئك الكُتّاب الجائرون الذين ردّ عليهم ؟
  • ألم يتهمونا بأننا نقول بالباطن وما شابه ذلك، وعلى هذا الجدوى من ردّه على الأقدمين والمُعاصرين ؟

لعمري أنّ هذا الكاتب غريب الأطوار، وفريد من نوعه، ولا يعرف ماذا يُريد. المهم أنه يتكلم فقط وليس المهم إن كان مصيباً أم مخطئاً.

وحينما استعرض ما كتبه العلويون من خلال آثارهم ذكر من جملتهم ( محمد أمين غالب الطويل )، واستشهد بأقواله وكأنها حجّة علينا أو مترجمة لواقعنا، وهذا ما نفيناه مراراً.
فالطويل أملى أقوال ساداته الفرنسيين ليس إلا... ولا علاقة لنا به ولا بأقواله. ولن يكون كتابه حجة علينا إلا عند المغرضين الذين يحبّون الإصطياد بالماء العكر كنفوسهم.