المعرفة

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/11/2010 - 11:33

عرف الشيء 1 أدركه بالحواس 2 ،أو بغيرها 3 ، والمعرفة إدراك 4 الأشياء وتصورها ، ولها عند القدماء عدة معان:

منها إدراك الأشياء بإحدى الحواس، ومنها العلم 5 مطلقاً ،تصوراً 6 كان أو تصديقاً 7 ، ومنها إدراك البسيط 8 ،سواءً كان تصوراً للماهية 9 ، أو تصديقاً بأحوالها.

ومنها إدراك الجزئي 10 عن دليل.

ومنها الإدراك الذي هو بعد الجهل 11 .

وفرّقوا بين العلم والمعرفة فقالوا: إن المعرفة إدراك الجزئي، والعلم إدراك الكلي 12 ، وإنّ المعرفة تستعمل في التصورات، والعلم في التصديقات، ولذلك تقول عرفت الله دون علمته، لأن من شرط العلم أن يكون محيطاً بأحوال المعلوم إحاطة تامة، ومن أجل ذلك وصف الله بالعلم لا بالمعرفة، فالمعرفة أقل من العلم لأن للعلم شروطاً لا تتوافر في كل معرفة، فكل علم معـرفة، وليس كل معرفة علماً.

وهذه المعاني المتعددة للمعرفة تدل على أنها درجات متفاوتة أدناها المعرفة الحسية ، وأعلاها المعرفة العقلية، وكثيراً ما يراد بالمعرفة مضمونها ونتيجتها

والعارف في تعارف قوم هو المختص بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحسن معاملته تعالى.

أما عند المتصوفين 13 فالمعرفة هي العلم الذي لا يقبل الشك 14 ، لان المعلوم عندهم هو ذات 15 اللـه وصفاته 16 ، أمـا معرفة الذات فهي أن يعلم أنه تعالى موجود واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ ، لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيءٌ 17 ، وأما معرفة الصفات فهي أن يعلم أنه تعالى حيٌ عالمٌ قادرٌ مريدٌ سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ إلى غيرِ ذلك من صفاتِ الكمال.

والمعرفة تقسم إلى قسمين: معرفة عامة، ومعرفة دينية :

  • أما المعرفة العامة فهي المعرفة على اختلاف فروعها وأنواعها، ولسنا الآن بصدد بحثها في كتابنا.
  • أما المعرفة الدينية فهي مجموعة المعارف التي يتصدى الدين الإسلامي لبيانها وأما مصادرها فهي العقل أولاً، والحس ثانياً 18 والوحي ثالثاً.

والمراد بالعقل هو الدليل 19 العقلي القطعي ، والحس هو ما يؤدي إليه الإحساس المباشر في الأمور الجزئية ، والوحي هـو ما نزل على الرسول الأكرم(ص).

فالمعرفة هي أول فرض افترضه الله على عباده، والمراد بها المعرفة الإيمانية لا المعرفة بكنه الحقيقة ،لأن المعرفة في الاطلاع على الحقائق إما ممتنعة 20 كما في الواجب 21 ، وإما متعذرة كما في الجواهر 22 غير المادية 23 كالجواهر القدسية والأرواح 24 البشرية، أو متعسرة كالجواهر المادية وما يتبعها من الأعراض 25 إلا انه لا يلزم ذلك عدم معرفــة البشر بأحــوال تلك الحقائق 26 ولهذا يمكن للبشر معرفة صفات الباري تعالى، وسائر ما يتعلق بها من الأحوال.

وإنّ المعرفة بالدليل الإجمالي فرض عين 27 لا مخرج عنه لأحد من المكلفين، كالاعتقاد بوجود الله ونفي الشريك عنه، والشبيه له، والإقرار ببعثة الأنبياء، والإيمان بوجود اليوم الآخر، هذا من حيث الأصول.
أما من حيث الفروع ، كمعرفة كيفية إقامة المفترضات وذلك لإمكانية التعبد بها بشكل صحيح، كالصلاة والزكاة والحج والصيام، وأما ما دق منها وخفي علمه وفهمه على المكَلف فيعود فيه إلى الأعلم، والأوثق.

وأما المعرفة بالدليل التفصيلي فهي فرضُ كفاية 28 لا بد أن يقوم بها البعض كمعرفة تفاصيل الأمور وجزئياتها.

والمعرفة تقال فيما يدرك آثاره 29 وان لم تدرك ذاته بخلاف العلم ،وفيها يقول أمير المؤمنين عليه السلام:(سكنوا 30 أنفسكم معرفة ما تعبدون حتى ينفعكم ما تحركون من الجوارح بعبادة من تعرفون).

والمراد هنا بتسكين النفس هو استقرار اليقين في معرفته تعالى ومعرفة مفترضاته بزوال الشك والتردد حتى ينتفع الإنسان بعبادة ربه لأنه لا عبادة من دون معرفة.

فالمعرفة هي الأساس 31 لكل شيء والكمال له، وهي غاية الأشياء ،لقول أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد النخعي:يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى المعرفة.

وإنّ معرفة الله جل وعلا قديمة 32 بقدم الإنسانية 33 لقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ﴾ الأعراف\172. فالمعرفة به من أوجب الواجبات، وأقرب القربات، وأعظم الطاعات، وأشرف العبادات، وغاية الدرجات، وأسمى الكمالات، وسبب السعادة والنجاة، وهي لا تدرك بالعقول الناقصات، ولا تعرف بالتقليد الأعمى للغير من دون دليل واثبات،بل يتوصل العبد إليها باليقين الراسخ، والإيمان الثابت ،والتسليم الكلي، وقد قسم مولانا أمير المؤمنين مراحل المعرفة إلى خمسة أقسام:

  • أولها :معرفة الله سبحانه وتعالى.
  • ثانيها: التصديق به.
  • ثالثها: توحيده 34 .
  • رابعها: الإخلاص الإخلاص : في اللغة ترك الرياء في الطاعات. وفي الاصطلاح: تخليص القلب عن شائبة الشوب المكدر لصفائه، وتحقيقه أنّ كل شيء يتصور أن يشوبه غيره فإذا صفا عن شوبه وخلص عنه يسمى خالصاً، ويسمى الفعل المخلص إخلاصاً. وقيل: إنّ ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص الخلاص من هذين. وقيل: الإخلاص أن لا تطلب لعملك شاهداً غير الله . وقيل: هو تصفية الأعمال من الكدورات. وقيل : هو ستر بين العبد وبين الله تعالى لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله. والفرق بين الإخلاص والصدق إنّ الصدق أصلٌ، وهو الأول ، والإخلاص فرعٌ، وهو تابع، وفرق آخر: الإخلاص لا يكون إلا بعد الدخول في العمل. له.
  • خامسها: نفي الصفات عنه.

فكل مرحلة من هذه المراحل كمال لسابقتها وغاية لها، ومنطلق للتي تليها.

وقد ضرب أحد العلماء مثلاً على مراتب المعرفة فقال:
إنّ مثل تلك المراتب مثل النار فإن معرفة بعض الناس بها هي سماعهم بأنها شيء موجود ينعدم كل ما يصل إليه، وأثره ظاهرٌ في كل ما يُجاوره ويُحاذيه وإنّ كل ما أخذ منه لا ينقصه وما انفصل عنه فهو مضاده في الطبع، وإنّ هذا الوجود يُسمى (ناراً)، ويُشبه هؤلاء في معرفة الله المُقلدون الذين يُصدّقون أقوال أكابرهم دون أن يقفوا في ذلك على دليل.

وأرقى من هولاء مرتبة من يستدلون بالدخان على وجود النار ومثل هولاء في المعرفة أهل النظر الذين يعرفون للعالم صانعاً بدليل آثار قدرته.

وفوق هذه المرتبة من يتحسس حرارتها بالمجاورة وينتفع بتلك الحرارة ومثل هولاء في المعرفة المؤمنون بالغيب الذين يعرفون الله من وراء حجاب

وأعلى من هذه المرتبة مرتبة من ينتفع من النار بمنافع أخرى كالخبز والطبخ والإنضاج وغيرها، وهؤلاء بمنزلة من التذ بالمعرفة وابتهج بها.

وأسمى من هذه المرتبة من يشاهد سائر الموجودات بتوسط نور هذه النار ومثل هؤلاء في المعرفة العارفون الذين تكون معرفتهم معرفة حقيقية.

وفي الختام فإن معرفة الخالق جل جلاله أساس الدين وحبله المتين، وهي الغاية القصوى التي من أجلها خُلق الإنسانُ ، وبُعثت الرسلُ، وأُنزلت الكتبُ السماوية، فأسأله تعالى بمحمد وآله أن يجعلنا من أهل معرفته، وأن يوفقنا للقيام بطاعته، أن يأدبنا بآداب أهل التقوى.

  • 1 الشيء :
    اسم لما يصلح أن يعلم أو يحكم عليه أو يخبر عنه، وهو مرادف للوجود حسياً كان أو ذهنياً، وأهل اللغة يطلقون لفظ الشيء على الموجود والفلاسفة لا يفرقون بينهما أي بين الشيء والموجود.
  • 2 الحواس :
    الحواس عند أرسطو هي المشاعر الخمس، وهي البصر، والسمع، واللمس، والذوق، والشم، وتسمى الحواس الظاهرة، أما الحواس الباطنة عند فلاسفة العرب فهي الحس المشترك، والخيال، والوهم، والحافظة، والمتصرفة، وهي قوى باطنة تقبل الصور المتأدية إليها من الحواس الظاهرة فتجمعها ، وتحفظها، وتتصرف فيها.
  • 3 المراد بالغير العقل والوحي إذ انهما بإضافة الحس يشكلون مصادر المعرفة.
  • 4 الإدراك :
    هو في اللغة اللحاق والوصول، يقال أدرك المسافة أي علمها،والإدراك يدل على حصول صورة الشيء عند العقل، والإدراك عند معظم الفلاسفة إما أن يكون جزئي أو إدراك كلي، وأدراك الجزئي قد يكون بحيث يتوقف على وجوده في الخارج، وهو الحس، أو لا يتوقف وهو الخيال، وأدراك الجزئي على وجه كلي هو إدراك كلية الذي ينحصر في ذلك الجزئي.
    أما إدراك الكلي فهو أنّ الأشخاص الإنسانية مثلاً متساوية في معنى الإنسانية ومتباينة بأمور زائدة عليها كالطول والقصر والشكل واللون وما به المشاركة غير ما به المخالفة، فالإنسانية من حيث هي هي تكون أمراً مغايراً لهذه الزوائد فإدراكها من حيث هي هي هو المسمى بالإدراك الكلي.
    وعند الصوفية الإدراك البسيط هو إدراك الوجود الحق مع الذهول عن هذا الإدراك، وعن أن المدرك هو الوجود الحق، والإدراك المركب هو عبارة عن إدراك الوجود الحق مع الشعور بهذا الإدراك، وبأن المدرك هو الوجود الحق سبحانه.
  • 5 العلم :
    هو الإدراك مطلقاً تصوراً كان أو تصديقاً، يقينياً كان أو غير يقيني، وقد يُطلق على التعقل، أو على حصول صورة الشيء في الذهن، أو على إدراك الكلي مفهوماً كان أو حكماً ،أو على الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، أو على إدراك الشيء على ما هو به، أو على إدراك الأشياء وعللها، أو على إدراك المسائل عن دليل، أو على الملكة الحاصلة عن إدراك تلك المسائل.
  • 6 التصور :
    بحسب الاسم هو تصور مفهوم الشيء الذي لا يوجد وجوده في الأعيان ، وهو جار في الموجودات والمعدومات، وأما التصور بحسب الحقيقة فهو تصور الماهية المعلومة الموجودة، وهو مختص بالموجودات، والتصور يُطلق بالاشتراك على العلم بمعنى الإدراك، وعلى قسم من العلم مقابل التصديق، ويُسمّيه بعضهم بالمعرفة أيضاً.
  • 7 التصديق :
    إنّ العلم عند القدماء إما تصور فقط، وإما تصور معه حكم، ويقال لهذا التصور المصحوب بالحكم تصديق، والتصديق عند الحكماء أمرٌ كسبي كالإيمان يُثبت بالاختيار وله درجات ، كالتصديق الظني، وهو الذي يكون مجوزاً لنقيضه، فإن كان التصديق الجازم غير مطابق للحقيقة سُمي جهلاً مركباً، وإن كان مطابقاً لها بدليل سمي علماً يقينياً.
  • 8 البسيط :
    هو الشيء الذي لا جزء له أصلاً، كالوحدة والنقطة وهو لفظ مولد يُقابله المركب بمعنى الشيء الذي له جزء.
  • 9 الماهية:
    لفظٌ منسوب إلى ما، والأصل المائية قُلبت الهمزة هاء لئلا يشتبه بالمصدر المأخوذ من لفظ ماء ، والأظهر أنه نسبة إلى ما هو، جعلت الكلمتان كلمة واحدة.
    وقيل إن الماهية أعم من الحقيقة ، لأن الحقيقة لا تستعمل إلا في الموجودات ، والماهية تستعمل في الموجودات والمعدومات.
  • 10 الجزئي : هو المنسوب إلى الجزء ، والجزء هو ما يتركب الشيء منه، ومن غيره والجزئي يطلق على معنيين:
    • الجزئي الحقيقي وهو كون المفهوم بحيث يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه.
    • والجزئي الإضافي وهو كون المفهوم مندرجاً في كلي أعم منه.
  • 11 الجهل :
    هو اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، والجهل البسيط هو عدم العلم بما من شأنه أن يكون عالماً ، فلا يكون ضد العلم بل مقابلاً له تقابل العدم والملكة ويقرب منه السهو، والغفلة، والزهول.
    والجهل البسيط بعد العلم يسمى نسياناً.
    أما الجهل المركب هو اعتقاد جازمٌ غير مطابق للواقع، وإنّما سُمّيَ مركباً لأنه يعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه فهذا جهل أول، ويعتقد أنه يعتقده على ما هو عليه ، وهذا جهل آخر قد تركبا معاً وهو ضد العلم.
  • 12 الكل مقابل الجزء ، والكلي مقابل الجزئي، والفرق بينهما هو أنّ الكل ينقسم إلى أجزائه ، والكلي ينقسم إلى جزئياته، والكل يتقوم بالأجزاء كتقوم الماء بالهيدروجين، والاوكسجين. بخلاف الكلي فأنه لا يتقوم بالجزئيات، والكل موجود في الخارج ولا شيء من الكلي موجود في الخارج ، وأجزاء الكل متناهية وجزئيات الكلي غير متناهية.
  • 13 التصوف :
    طريقة سلوكية قوامها التقشف والزهد، والتخلي عن الرزائل، والتحلي بالفضائل، لتذكو النفس وتسمو الروح، وهو حالةٌ نفسيةٌ يشعر فيها المرء بأنه على اتصال بمبدأ أعلى، وعرّفه الجرجاني بالقول: (إنّ التصوف هو الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهراً فيرى حكمها من الباطن في الظاهر، فيحصل للمتأدب بالحكمين كمالٌ)
    وقال الجنيد: (التصوف هو ترك الاختيار).
    وقال أيضاً: (الصوفية هم القائمون مع الله تعالى بحيث لا يعلم قيامهم إلا الله، وقيل التصوف هو بذل المجهود في طلب المقصود، والأنس بالمعبود، وترك الاشتغال بالمفقود).
  • 14 الشك :
    هو التردد بين نقيضين لا يرجح العقل أحدهما على الآخر ، ويرجع تردد العقل بين الحكمين إلى عجزه عن معاناة التحلبل أو إلى قناعته بالجهل.
  • 15 الذات :
    ما يقوم بنفسه ويقابله العرض، والذات يطلق على باطن الشيء وحقيقته، ويطلق الذات على الماهية بمعنى ما به الشيء هو هو ، ويراد به حقيقة الشيء ويقابله الوجود.
  • 16 الصفة :
    هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات، وهي عند الفلاسفة الخاصة التي تحدد طبيعة الشيء ، وهم يفرقون بين صفات الذات وصفات الأفعال، فصفات الذات هي ما لا يجوز أن يوصف الشيء بضدها، وصفات الأفعال هي ما يجوز أن يوصف الشيء بضدها، والصفات الإلهية هي ما يوصف به الله من صفات التعظيم، كالعلم والقدرة والحياة والإرادة.
  • 17 الشبيه : هو ما كان بينه وبين غيره صفات مشتركة.
  • 18 الحس : هو الإدراك بإحدى الحواس ، أو الفعل الذي تؤدّيه إحدى الحواس، ويأتي بمعنى الحكم أو الرأي ، كقولنا الحس السليم ، والمقصود به القوة التي بها نميز الحق من الباطل، وتُطلق أيضاً على الحكم الصحيح المصحوب بالرزانة والحكمة والاعتدال في المسائل الواقعية.
  • 19 الدليل :
    هو الحجة والبرهان ، وهو ما دل به على صحة الدعوى ، وله عند الأصوليين معنيان:
    أحدهما ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري، وهو يشمل القطعي والظني.
    والثاني ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري ، وهذا يخص القطعي وغايته أن يتوصل العقل إلى التصديق اليقيني بما كان يشك في صحته.
    والخلاصة أنّ الدليل هو ما يمكن التوصل به إلى معرفة الحقيقة.
  • 20 الممتنع :
    ما ليس بواجب ولا ممكن، والممتنع الوجود بذاته فهو ما يقتضي لذاته عدم الوجود، والممتنع مرادف المستحيل.
  • 21 الواجب :
    ما تقتضي ذاته وجوده اقتضاءً تاماً ،أو ما يستغني في وجوده الفعلي عن غيره، وهو مرادف للضروري ، وواجب الوجود هو الذي يكون وجوده من ذاته، ولا يحتاج إلى شيء أصلاً، ويمتنع عدمه امتناعاً تاماً.
  • 22 الجوهر :
    يطلق الجوهر عند الفلاسفة على الموجود القائم بنفسه حادثاً كان أو قديماً ، ويقابله العرض.
  • 23 المادة :
    تطلق عند الفلاسفة على الجسم الطبيعي الذي نتناوله على حاله أو نحوله إلى شيء آخر لغاية معينة ، وهي عند المنطقيين تطلق على الحدود التي تتألف منها القضية.
  • 24 جاء ذكر الروح في كتاب الله بعدة معانٍ:
    • الأول:ما به حياة البدن.
    • الثاني: بمعنى الأمر.
    • الثالث: بمعنى الوحي.
    • الرابع: بمعنى القرآن.
    • الخامس: بمعنى الرحمة.
    • السادس: بمعنى جبريل ،وفي الخلاصة فإن الروح لا يعلمها إلا الله جل وعلا وأعني بها الروح الإنسانية لقوله تعالى : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾
  • 25 العرض : ضد الجوهر لأنه يفتقر إلى غيره ليقوم به، والجوهر خلافه، والعرض قسمان : لازمٌ ومفارقٌ، فاللازم هو ما يمتنع انفكاكه عن الماهية كالكاتب بالقوة بالنسبة إلى الإنسان، والمفارق هو ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء وهو أما سريع الزوال كحمرة الخجل، وأما بطيء كالشيب.
  • 26 الحقائق عند المتصوفين ثلاث :
    • الأولى : حقيقةٌ مطلقةٌ، فعالةٌ، واحدةٌ،عاليةٌ،واجبة الوجود لذاتها، وهي حقيقة الله سبحانه.
    • الثانية : حقيقة مقيدةٌ،منفعلةٌ،سافلة قابلة الوجود من الحقيقة الواجبة بالفيض والتجلي.
    • الثالثة : حقيقة أحدية جامعة بين الإطلاق والتقييد، والفعل والانفعال، والتأثير والتأثر، فهي مطلقة من وجهٍ، مقيدة من آخر، فعالة من جهة، منفعلة من آخرى.
  • 27 فرض العين : هو الواجب على كل فرد ولا يسقط بأداء الغير كالصلاة.
  • 28 فرض الكفاية : هو الواجب الذي لو قام به البعض بحد الكفاية سقط عن الآخرين كالصلاة على الميت.
  • 29 الآثار :
    جمع اثر، وهي اللوازم المعللة بالشيء،وللآثر عدة معان ،يأتي بمعنى النتيجة وهو الحاصل من الشيء،ويأتي بمعنى العلامة وهي السمة الدالة على الشيء.
  • 30 السكينة : الطمأنينة.
    وفي التعريفات:السكينة ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزل الغيب ، وهي نور في القلب يسكن إلى شاهده ويطمئن، وهو مبادئ عين اليقين، وهي عند الفلاسفة راحة العقل، وسكون القلب ، وهي ناشئة عن الاتصاف بالحكمة والاعتدال والاتزان، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾
  • 31 الأساس :
    في اللغة قاعدة البناء، وأصل كل شيء ومبدؤه، وهي عند الفلاسفة مصدر وجود الشيء وعلته، ويطلق على أعم القضايا وأبسط المعاني التي تستنبط منها المعارف، أو التعاليم، أو الأحكام.
  • 32 القديم :
    يُطلق على الموجود الذي لا يكون وجوده من غيره، وهو القديم بالذات، ويطلق القديم على الوجود الذي ليس وجوده مسبوقاً بالعدم، وهو القديم بالزمان، والقديم بالذات يقابله المحدث بالذات، وهو الذي يكون وجوده من غيره كما أنّ القديم بالزمان يُقابله المُحدث بالزمان ، وهو الذي سبق عدمه وجوده سبقاً زمانياً، وكل قديم بالذات قديم بالزمان، وليس كل قديم بالزمان قديماً بالذات، فالقديم بالذات أخص من القديم بالزمان، فيكون الحادث بالذات أعم من الحادث بالزمان لأن مقابل الأخص أعم من مقابل الأعم ، ونقيض الأعم من شيء مطلق أخص من نقيض الأخص، وقيل القديم ما لا ابتداء لوجوده الحادث، والمحدث ما لم يكن كذلك، فكان الموجود هو الكائن الثابت ، والمعدوم ضده، وقيل القديم هو الذي لا أول ولا آخر له.
  • 33 الإنسانية :
    تدل على ما اختص به الإنسان من الصفات ، وأكثر استعمال هذا اللفظ في اللغة العربية إنما هو للمحامد. والإنسانية عند الفلاسفة هي المعنى الكلي المجرد الدال على ما تتقوم به ماهية الإنسان.
  • 34 التوحيد : في اللغة الحكم بأن الشيء واحدٌ ، وفي الاصطلاح تجريد الذات الإلهية عن كل ما يتصور في الأفهام ويتخيل في الأوهام والاذهان. والتوحيد ثلاثة أشياء: معرفة الله تعالى بالربوبية ، والإقرار بالوحدانية، ونفي الأنداد عنه جملة.