اقتران العقيدة والشريعة

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/11/2010 - 11:33

العقيدة والشريعة كالنفس والجسد، وهما متعلقان ببعضهما البعض كتعلق الجوهر بالصورة، ومقترنان كاقتران الضوء بشعاعه، فلا تظهر أفاعيل النفس إلا من خلال الجسد، ولا يقوم الجسد إلا بإشراق النفس ووجودها، فكلٌ منهما مُكَمّلٌ لصاحبه ومُتمّمٌ له، فلولا وجود النفس لما كان الجسد، ولولا وجود الجسد لما ظهرت أفاعيل النفس وحركاتها.

وكذلك الأمر لولا العقيدة لما وُجدت الشريعة ولا انتفع بها، ولولا الشريعة لما ظهرت العقيدة.

فالعقيدة جوهر الشريعة وحياتها وبهاؤها وسر تألّقها، والشريعة صورة العقيدة وكمال حركتها وشعاع ضيائها.

فمن اعتقد ولم يعمل بمنهاج الشريعة فهو فاسق.

ومن عمل ولم يعتقد فهو منافق، والنفاق أقرب إلى الكفر من الفسوق وأشد خطراً على الإسلام من عدوه الخارجي.

فحقيقة العقيدة وقوامها الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر.

وحقيقة الشريعة ونظامها العمل بالأركان المفروضة، فتمام العلم العمل، وتمام العمل الإخلاص. وإخلاص العمل اليقين، واليقين رأس الدين.

وبهذا المعنى يقول أمير المؤمنين عليه السلام:

إنّ أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله جل ذكره الأيمان بالله وبرسله، وما جاءت به من عند الله والجهاد في سبيله فإنه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملة، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة، وصوم شهر رمضان فإنه جُنة حصينة، وحج البيت والعمرة فإنهما ينفيان الفقر ويكفّران الذنب ويوجبان الجنة، وصلة الرحم فإنها ثروة في المال ومنساة في الأجل وتكثير للعدد، والصدقة في السر فإنها تكفّر الخطأ وتطفىء غضب الرب تبارك وتعالى، والصدقة في العلانية فإنها تدفع ميتة السوء.

وأفيضوا في ذكر الله جل ذكره فإنه أحسن الذكر وهو أمان من النفاق وبراءة من النار وتذكير لصاحبه عند كل خير يقسمه الله جل وعز وله دوي تحت العرش. وارغبوا فيما وعد المتقون، فإن وعد الله أصدق الوعد، وكلما وعد فهو آتٍ كما وعد، فاقتدوا بهدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه أفضل الهدى، واستنّوا بسنّته، فإنها أشرف السنن، وتعلموا كتاب الله تبارك وتعالى، فإنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا فيه فإنه شفاء لما في الصــــدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ الاعراف\124\ . وإذا هديتم لعلمه فأعملوا بما علمتم منه لعلكم تفلحون. فاعلموا عباد الله أن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أعظم وهو عند الله ألوم، والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه مثل ما على الجاهل المتحير في جهله وكلاهما حائر بائر مضل مفتون متبور ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون. ( تحف العقول).

فلو نظرنا بإمعان وأمعنا بعرفان إلى هذه الكلمة البليغة لإمام البلغاء وسيد الفصحاء والتي تُعتبر كدستور كامل لأهل الولاية لتبيّن لنا عدّة أمور نذكر منها ما يتعلق ببحثنا:
الربط التام بين العقيدة والشريعة مما يدل على ما قدمناه.
التعليل الشافي لهذه الأصول والأحكام.
التكامل الواضح فيما بين الأصل والفرع.
فقد بدأ بالعقيدة كمنطلق أساسي لحديثه فلخصها بكلمات معدودات:
الإيمان بالله (التوحيد).
وبرسله (النبوة).
وبما جاؤوا به من عند الله من وجوب الاعتقاد باليوم الآخر (المعاد).
ووجوب معرفة المفترضات والعمل بها (العبادات والمعاملات والآداب).
ثم ذكر هذه العبارات وعللها بأبلغ البينات وأوضح الدلالات، بما ليس عليه من مزيد، وإنّ هذا المنطق العلوي الكامل إنما هو منبثق من أشعة فيض كتاب الله الذي عبّر عن العقيدة بالإيمان، وعن الشريعة بالعمل، وقرنهما في أكثر من خمسين موضعاً:

﴿ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ﴾ البقرة/25.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ البقرة/ 82.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ البقرة/277.

﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ﴾ آل عمران/57.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ النساء/57.

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ﴾ النساء/173.

﴿ وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ المائدة/9.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ الأعراف/42.

﴿ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ﴾ يونس/4.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ﴾ يونس/9.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ ﴾ هود/23.

﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾ الرعد/29.

﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ إبراهيم/23.

﴿ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ﴾ الإسراء/9.

﴿ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ﴾ الكهف/2.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾ الكهف/3.

﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً ﴾ مريم/6.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾ مريم/96.

﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ طه/75.

﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً ﴾ طه/112.

﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ﴾ الأنبياء/94.

﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ الحج/5.

﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ الحج/56.

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً ﴾ الشعراء/227.

﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ القصص/67.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ العنكبوت/7.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً ﴾ العنكبوت/58.

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴾ الروم/15.

﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ ﴾ الروم/45.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾ لقمان/8.

﴿ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى ﴾ السجدة/19.

﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ سبأ/4.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ فاطر/7.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ فصلت/8.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ ﴾ الشورى/22.

﴿ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ الشورى/23.

﴿ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ﴾ الشورى/26.

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ﴾ الجاثية/3.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ محمد/2.

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ محمد/12.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ الفتح/29.

﴿ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِه ِ ﴾ التغابن/9.

﴿ رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ الطلاق/11.

﴿ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً ﴾ الطلاق/11.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ البروج/11.

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ التين/6.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ البينة/7/8.

﴿ وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ العصر.

فهذه الآيات ونظائرها تؤكد لنا بوضوح تام اقتران العقيدة بالشريعة، وتربط بينهما ربطاً كاملاً مما يدل على عدم الانتفاع بإحداهنّ دون الأخرى، وبأن النجاة منوطٌ بالقيام بهما على أكمل وجه ممكن.

وقد أوضح الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم علامتهما إيضاحاً شافياً بقوله:
( أما علامة الإيمان فأربعة : الإقرار بتوحيد الله، والإيمان به، والإيمان بكتبه، والإيمان برسله.
وأما علامة العمل : فالصلاة، والصوم، والزكاة، والإخلاص)، وربط بينهما وأضاف العلم وجعلهم من علامات الإسلام، وذلك بقوله: ( علامة الإسلام الإيمان والعلم والعمل ).

وإكمال للفائدة فقد ذكر بأن علامات العلم أربعة وهم العلم بالله والعلم بمحبيه، والعلم بفرائضه، والحفظ لها حتى تؤدى.

وتوضيحاً لما تقدم أقول:
بأن المراد بالإسلام هنا هو الإسلام الجامع لشروط الإيمان واليقين وليس إسلام الأعراب، بل الإسلام الذي من علاماته الإيمان والعلم والعمل، والذي عرّفه أمير المؤمنين بقوله:
( الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل ).

وفي هذا كفاية.