العقيدة

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/11/2010 - 11:33

العقيدة من (عقد) بمعنى لِزَم، يقال عقد قلبه على الشيء بمعنى لزمه. 1 واعتقد بمعنى صدَّق أي آمن لقول الإمام عليه السلام: الإيمان إعتقاد بالقلب ... الخ. والعقيدة جمع عقائد ما عقد عليه القلب 2 والضمير 3 ، وما تديّن به الإنســان واعتقده، وهي الحكم 4 الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، ويراد فيها الاعتقاد 5 ، والمعتقد، وهي ما يقصد فيه نفس الإعتقاد دون العمل.

والعقيدة هي الجانب النظري الذي يطلب الإيمان به أولاً، وقبل كل شيء إيماناً لا يرقى إليه الشك، وهي الأصل 6 الذي تُبنى عليه الشريعة، قد عبّر القرآن عنها بالإيمان، وقرنها بالعمل الصالح، وقدّمها عليه في عدّة مواضع.وسنأتي على ذكر ذلك.

وعبّر العلماء عن مباحث العقيدة (بعلم الكلام) 7 ، وعرّفوه بقولهم أنه العلم الذي يبحث في إثبات وجود الخالق وصفاته وأفعاله، وفي إثبات النبوة، ووجوبها، والغاية منها، وفي المعاد.

فهو علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج 8 العقلية والنقلية، ودفع الشبهات عنها.

وغايته تطوير الفهم الإيماني عند المسلم، والرقي في إدراك مضمون عقيدته ليعتقدها بيقين، ويدافع عنها بمواجهة شبهات المغرضين.

♦ وأطلق على هذا العلم الشريف عدة أسماء منها:

أصول الدين، وذلك لأنه الأساس الأول لفهم الدين، ومن خلال الأصل يعرف الفرع ويُستدل عليه.

ومنها : علم التوحيد والصفات، لأنهما من أبرز موضوعاته.

ومنها : الفقه الأكبر، وذلك في مقابلة الفقه الأصغر والمراد به (الفقه الأصغر) الأحكام التعبدية والعملية إذ أنّ الثاني يُبنى على الأول.

ومنها : علم النظر والاستدلال، لأنه يعتمد في عمدة مسائله على الأدلة العقلية، وأما تسميته بعلم الكلام (فقد تقدم ذلك ولا بأس من بعض الزيادات):

قيل لأن المتقدمين كانوا يعنونون فصول مباحثهم بالكلام، فيقولون: كلام في التوحيد، كلام في القدرة، كلام في العدل، الخ... فلما كثر لفظ الكلام في بحثهم سُمَيَ بـ(علم الكلام).

وقيل أيضاً لأن الماهر في هذا العلم المستحضر لقوانينه تصير له قوة في الكلام مع الغير، والمجادلة في الأمور العقلية وغيرها، وقيل غير ذلك.

  • 1 الفرق بين الإلزام والالتزام واضح، فالإلزام يكون كرهاً، والالتزام يكون طوعاً، أما إذا كان الإلزام من نفس الملتزم من دون إكراه من الخارج كان طوعاً، ويكون عين الالتزام، فهناك فرق بين أن يلزم الإنسان بأمر، أو أن يلتزم به.
  • 2 القلب :
    في الأصل عضو صنوبري الشكل، مودع في الجانب الأيسر من الصدر، ويُطلق عند الفلاسفة على اللطيفة الربانية التي لها بالقلب الجسماني تعلق وهي حقيقة الإنسان التي يُسميها الحكماء بالنفس الناطقة أو العقل، ووظيفته عندهم إدراك الحقائق العقلية بطريق الحدس والإلهام.
  • 3 الضمير :
    استعداد نفسي لإدراك الحسن والقبيح من الأفعال، مصحوب بالقدرة على إصدار أحكام أخلاقية مباشرة على قيمة بعض الأفعال الفردية، ويطلق أيضاً على الملكة التي تحدد موقف المرء إزاء سلوكه، أو تتنبأ بما يترتب على هذا السلوك من نتائج أدبية واجتماعية.
  • 4 الحكم :
    في اللغة العلم، والفقه، والقضاء بالعدل، والفصل، والبت، والقطع. وهو عند علماء النفس تقرير ذهني يثبت به العقل مضمون القول، ويقلبه إلى حقيقة، وعند المنطقيين إسناد أمر إلى آخر إيجاباً أو سلباً، وقد يعبر عنه بإدراك وقوع النسبة،أو عدم وقوعها.
  • 5 الاعتقاد في المشهور هو الحكم الذهني الجازم، القابل للتشكيك، بخلاف اليقين.
    وقيل: هو إثبات الشيء بنفسه، وقيل: هو التصور مع الحكم.
    فإذا كان الاعتقاد مطابقاً للواقع كان صحيحاً، وإذا كان غير مطابق له كان فاسداً.
  • 6 الأصل في اللغة عبارة عما يفتقر إليه، ولا يفتقر إلى غيره.
    وفي الشرع عبارة عما يبنى عليه غيره، أو هو ما ثبت حكمه بنفسه، وبني عليه غيره.
  • 7 الكلام في اللغة هو اللفظ المُرَكب الدال على معنى بالوضوح والاصطلاح وعند المتكلمين المعنى القائم بالنفس الذي يعبّر عنه باللفظ.
  • 8 الحجة هي الاستدلال على صدق الدعوى أو كذبها، وهي مرادفة للدليل، والحجة هي البينة من قولهم البينة على المدعي.