على المؤمن مهما أجهد نفسه واجتهد في عبادة الله أن يرى أنه ما زال مقصراً عن بلوغ الغاية.. الخلاف الواقع بين المذاهب الإسلامية ومن هو القادر على إزالته.. من المؤسف أن نصل إلى وقت نرى فيه بعض رجال الدين دعاة فرقة وفتنة خلافاً لما أُمروا به...

أُضيف بتاريخ الأثنين, 28/11/2011 - 13:49

المرسل: louay تشرين الثاني\20\2011م

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن ارحيم
السلام عليكم
قال العالم عليه السلام: يا بني لا تخرج نفسك عن حد التقصير فان الله لم يعبد حق عبادته
فباي حديث بعد هذا يمكن القول بان الكلام عن اصول وفروع الدين وما نتج وينتج عنها كافيه وافية بان يقول المسلم او المؤمن اني مع الحق هذه العبادة التي اقوم بها هي العبادة الصحيحة بلا شك
ثانيا: نقرء في الكتاب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا ﴾
سؤالي من قادر لرفع الخلاف بين المسلمين قولا وفعلا
ان كان الجواب والله ولا واحد ساذهب للامام
والسلام 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  أخي لؤي المحترم، هذا الحديث للعالم عليه السلام لا يدل على ما ذكرت، بل يدل على أنّ المؤمن مهما أجهد نفسه واجتهد في عبادة الله فعليه أن يرى أنه ما زال مُقصّراً عن بلوغ الغاية، لأنه لا يمكن لمخلوقٍ أن يَدّعي أنه عَبَدَ الله حق عبادته لما لله تعالى من النِعَم التي لا تُحصى والألطاف التي لا تُستقصى. فهذا معنى قول العالم (لا تُخرج نفسك عن حد التقصير).
وما يؤكد ذلك قول سيد الساجدين والعابدين مولانا علي بن الحسين عليه السلام: (سبحان من لم يجعل في أحدٍ من معرفة نِعَمِهِ إلاّ المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحدٍ من مَعرفة إدراكه أكثر من العلم بأنّه لا يُدركه).

  فَشَكَرَ عزَّ وجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته، وجعل معرفتهم بالتقصير شُكراً، كما جَعَلَ علم العالمين أنهم لا يدركونه إيماناً، عِلماً منه أنه قَدّر وسع العباد فلا يُجاوزون ذلك.
ومن هنا أكدنا نقلاً عن المعصومين بأنّ العبد ومهما اجتهد في العبادة فإنه لا يخرج من دائرة التقصير، ومهما بلغ في العلم والمعرفة فإنّه قاصرٌ عن بلوغ الكمال.

  أما الأصول العقائدية التي يعتقدها المؤمن والفروع الفقهية التي يعمل وفقها فإنها كافية للتدليل على صواب العبادة، هذا في حال كانت مأخوذة من الكتاب والسنة المعصومة القطعية الصدور.
فالوقوف عند حد التقصير لا يعني عدم أحقية المُعتقد أو العبادة، بل يعني أنّ الإنسان عاجزٌ عن أداء حق النعمة، وعن الإحاطة بالعلم والمعرفة.

  أما سؤالك عن الخلاف الواقع بين المذاهب الإسلامية ومن هو القادر على إزالته فبحث طويل يحتاج إلى تفصيل، ولكن سندلي بدلونا على جهة الاختصار.

هذه المهمة الهامة واجب مقدس على كافة علماء الأمة ولا يمكن تحقيق الهدف المنشود من جانبٍ واحدٍ، بل من سائر الجوانب المتنازعة، فعليهم تجنّب كل ما يُثير الحساسيات ويُوَلّد الأحقاد، لأنّ الأمّة بغنى عن ذلك لِمَا أصابها من الضعف والوهن.

  إنّ العودة إلى الأصول الثابتة من أقوى عوامل الوحدة، والتمسك بجزئيات الفروع المختلف عليها من أقوى عوامل التفرقة، فلا يجوز ترك الأصل والتمسك بالفرع لما في ذلك من خروج عن جَادّة الصواب.
فما من مسلم وعلى أي مذهب تعبّد إلا ويؤمن: بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وآله نبياً، وبالقرآن كتاباً، وباليوم الآخر ميعاداً، وبالعبادات الخمس فريضة واجبة. فهل يُعقل أنّ هذه الأصول الجامعة لا تكفي لعودة المسلمين إلى رِحَاب وحدتهم؟! وهل يُعقل أنّ جزئية هنا وجزئية هناك له عامل التأثير على الفرقة يَغلبُ عامِلَ تأثير الوحدة.

  من المؤسف أن نصل إلى وقتٍ نرى فيه بعض رجال الدين دعاة فرقة وفتنة خلافاً لما أُمروا به، إنّه أمرٌ مؤسفٌ للغاية، وكن على ثقة إنّ الوحدةَ حاضرةٌ وبقوةٍ، ولكنّ مثيري الفتنة عقبةٌ كأداءٍ في وجهها.

  نسأل الله أن يجمع شمل المسلمين على صعيدٍ واحدٍ في وجه أعداء الأمة.
قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾ [آل عمران:110]

حسين محمد المظلوم
25\11\2011