مولانا أمير المؤمنين أخبر عن مقتله وقاتله والكيفية وكل ذلك قبل حدوث الفعل ولكنه لم يُقدم على قتله قبل الفعل لأنّ ذلك يتناقض مع العدالة.. أمير المؤمنين استوصى بقاتله خيراً ونهى عن التمثيل به..

أُضيف بتاريخ الخميس, 01/12/2011 - 14:49

المرسل: louay تشرين ثاني-27-2011م

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هناك رويات عديدة تكلمت ونقلت وكتبت عن الرواة الموثوقون لكل من الفرق الاسلامية العلوية والشيعية تذكر بشكل صريح ان الامام يُقتل وهو عارف بتفاصيل هذه العملية، وان القتل بارادته قي حال وقوعه، وبعد القتل ومراسم التشييع يظهر لمن يريد مرة ثانية حيا صلوات الله عليهم اجمعين.
سؤالي:
ما العلاقة بين هذه الرويات وظهور المسيح بعد ثلاث ايام كما في روياتهم ابضا؟
ما هو دور العقل في التصديق او نفيها؟
وهل الامور اللاهوتيه قابلة للبحث والبرهان والاثبات ام خاضعة للتسليم؟
والسلام 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  أجمع المؤرخون على مختلف مذاهبهم الإسلامية أنّ مولانا أمير المؤمنين أخبر عن مقتله وقاتله والكيفية وكل ذلك قبل حدوث الفعل، فها هو ابن الأثير في كتابه "أسد الغابة" الجزء الرابع قال:
لما حضر عبد الرحمن بن ملجم المرادي عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنشد قائلاً:

أنت المهيمن والمهذب ذو الندى   وابـن الضـراغـم في الطـراز الأول
الله خــصــــك يــــــا ولــــي مــحـــمــــــــــد   وحباك فضلاً في الكتاب المنزل

إلى أخر أبياته، فعجب الحاضرون من طلاقة لسانه وفرط علاقته بالإمام عليّ.

  وذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة قال:
وروي أن علياً جاءه ابن ملجم يستحمله فحمله ثم قال رضي الله عنه:
      أريد حياته ويريد قتلي   غديري من خليلي من مرادي
ثم قال: هذا والله قاتلي.
فقيل له: ألا تقتله ؟
فقال: فمن يقتلني ؟ انتهى.

  فلم يُقدم أمير المؤمنين على قتله قبل الفعل لأنّ ذلك يتناقض مع العدالة فلا قصاص قبل الجناية، وهذا ثابتٌ إجماعاً.
فالإمام بما يعلمه من المغيبات التي اختصه الله بها لا يَمنع وقوع الحدث لتعلّقه بالإرادة الإلهية والحكمة الربانية.

  فهذه الرواية عن أهل السنة والجماعة تؤكد علم الإمام المُسبق بقاتله وقتله.
أما الرواية الشيعية فقد أدلى بها صاحب البحار وهي تفيد نفس المعنى.

  ومن المعلوم أن أمير المؤمنين استوصى به خيراً ونهى عن التمثيل به، وأمر بذلك الإمام الحسن حيث يقول: إنْ أبقَ فأنا وَليُّ دَمي، وإنْ أفنَ فالفناءُ ميعادي، وإن أعْفُ فالعفو لي قُربة وهو لكم حَسنة، فأعفوا ( ألا تحبون أن يَغفر الله لكم) والله ما فاجئني من الموتِ واردٌ كَرِهتُهُ ولا طالعٌ أنكَرتُهُ ..

  أما القول أن القتل بإرادته، فغير صحيح بل بإرادة الله سبحانه وتعالى ورضا الإمام المعصوم الذي لا يعترض على الإرادة الإلهية ولا يعمل على عدم حدوثها.

  أما القول أنه بعد الموت والتشييع يظهر لمن يريد مرة ثانية، فهذا أمر مجهول ولم تصح الروايات التي قالت أنه ظهر بعد الموت لأحد.
ولا رابط بين هذه الروايات وبين ظهور المسيح عليه السلام فكل قضية من هاتين مستقل عن الآخر.

  أما دور العقل في القبول أو النفي، فمنوطٌ بتحقق الروايات والتثبّت منها، فما ثَبُتَ بالدليل القاطِع فالواجب قبوله والتسليم لأهل العصمة، وما لم يَثبُت فيجب نَفيُهُ، والميزان الراجح في القضية قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (الأمور ثلاثة: أمر بين رشده فاتبعوه، وأمر بين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فرُدُّوهُ إلى الله. أيّها الناس إنّ لكم معالمَ فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم).

  أما الأمور اللاهوتية، فتُؤخذ بالتسليم السليم عن أهل العصمة عليهم السلام.

  ودمت بخير

حسين محمد المظلوم
30\11\2011