مما لا شك فيه في النهج العلوي بأن الإمام محمد بن الحسن الحجة المهدي عليه السلام يعرف نفسه انه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ... النبي يعرف أنه نبيٌّ قبل أن يُبعث، وكذلك الإمام يعرف نفسه وأنه مخصوص من الله سبحانه وتعالى بالإمامة..

أُضيف بتاريخ الأحد, 26/08/2012 - 10:29

المرسل: زهراء \21\08\2012م

بسم الرحمن الرحيم
السلام عليكم
شيخنا الفاضل و كل القيمين على المكتبة الاسلامية العلوية
كل عام وانتم بخير واعاده الله عليكم بالخير واليمن والسعادة والامن والامان
شيخنا الفاضل سؤالي يتعلق بالإمام المهدي المنتظر عليه السلام الذي سيظهر في آخر الزمان حسب عقيدتنا الاسلامية العلوية والذي سيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا...
السؤال هو
نحن نعلم انه حي يرزق فهل يعلم عليه السلام الآن أنه الامام المنتظر ؟ أم سيجري عليه المجرى الذي جرى على جده رسول الله (ص) عندما بلغ سناً معينة بُلِّغ على انه النبي الموعود في زمانه وانه أُمِر بتبليغ الناس على انه نبي الله وواجب طاعته ؟حيث الروايات تقول على انه أتاه جبرائيل وبلغه أمر الله في غار حراء وسبب السؤال هو لما كان عبد المطلب على فراش الموت قال : /ان من صلبي نبياً لوددت أني أدركته فآمنت به فمن أدركه فليؤمن به/ وكان النبي (ص) صغيراً آنذاك اي لم يكن معروف على انه نبي بين الناس ....اي عرف على انه نبي من وقت نزول الوحي عليه في غار حراء فهل يجري هذا الشيء على الامام المنتظر (ع) ؟انه لا يعرف على انه امام ويُبلَّغ على كبر هذا الامر لما يؤمر بالظهور؟؟
وشكرا لكم شيخنا الفاضل 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  مما لا شك فيه في النهج العلوي بأن الإمام محمد بن الحسن الحجة المهدي عليه السلام يعرف نفسه أنه المهدي المُنتظر الذي سيملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجَوراً، والدليل على ذلك نطقه بهذه الحقيقة حين ولادته، كما ورد في فصل الإمام المهدي من كتاب الهداية للشيخ الخصيبي رضوان الله عليه:

  قال الحسين بن حمدان حدثني من زاد في أسماء من حدثني من هؤلاء الرجال الذين اسميهم وهم غيلان الكلابي، وموسى بن محمد الرازي، واحمد بن جعفر الطوسي عن حكيمة ابنة محمد بن علي الرضا (عليه السلام)، قال: كانت تدخل على أبي محمد (عليه السلام) فتدعو له أن يرزقه الله ولدا، وأنها قالت: دخلت عليه فقلت له كما كنت أقول، ودعوت له كما كنت أدعو، فقال: يا عمة، أما الذي تدعين إلى الله أن يَرزُقَنيه يُولد في هذه الليلة، وكانت ليلة الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة، فاجعلي إفطارك عندنا.
فقالت: يا سيدي ما يكون هذا الولد العظيم قال إلى نرجس يا عمة قالت: يا سيدي ما في جواريك أحبّ إليّ منها، فقمتُ ودخلتُ عليها ففعلت كما كانت تفعله فخاطبتني بالسندية فخاطبتها بمثلها، وانكببت على يديْها فقبّلتها، فقالت فديتك، فقلت لها: بل أنا فداءك وجميع العالمين، فأنكرت ذلك مني، فقلت: تنكرين ما فعلتُ فإنّ الله سيهب لك بهذه الليلة سيداً في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين فاستحيَت مني، فتأملتها فلم أر فيها اثر حَملٍ، فقلتُ لسيدي أبي محمد (عليه السلام) ما أرى لها أثر حمل فتبسم وقال: إنا معاشر الأوصياء لا نُحمَلُ في البطون وإنما نُحمَلُ في الجيوب، ولا نخرج من الأرحام وإنما نخرج من الفخذ الأيمن من أمهاتنا لأننا نور الله الذي لا تناله الدناسات، فقلت له:
يا سيدي قد أخبرتني في هذه الليلة يَلد، ففي أي وقت منها؟ قال: طلوع الفجر يولد المولود الكريم على الله إن شاء الله تعالى.
قالت حكيمة: فقمت وأفطرت ونمتُ بالقرب من نرجس وبات أبو محمد (عليه السلام) في صفة بتلك الدار التي نحن فيها فلما اتى وقت صلاة الليل قمت ونرجس نائمة ما بها أثر حمل فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر فوقع في نفسي إنّ الفجر قد طلع ودخل بقلبي شيء، فصاح أبو محمد (عليه السلام) من الصفة: لم يطلع الفجر يا عمة فأسرعت في الصلاة، وتحركت نرجس فدنوت منها ضممتها إلي وسمّيت عليها، ثم قلت لها: هل تحسين بشيء، قالت نعم، فوقع عليَّ سُباتٌ لم أتمالك معه أن نِمتُ ووقع على حكيمة، مثل ذلك فلم انتبه إلا بحسّ سيدي المهدي وضجّة أبي محمد يقول: يا عمّة هاتي ابني إليّ فقد قبلته، فكشفت عن سيدي إليه التسليم فإذا هو ساجدٌ مُلتقي الأرض بمساجده وعلى ذراعه الأيمن مكتوب (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، فضممته إليّ فوجدته مُتضرعا فلففته بثوبٍ وحملته إلى أبي محمد (عليه السلام) فأخذه وأقعده على راحته اليسرى وجعل راحته اليمنى على ظهره، وادخل لسانه في فيه ومرّ يده على ظهره ومفاصله وسمعه ثم قال، تكلم يا بني فقال:
اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين، ولم يزل يَعُدّ الأئمة (عليهم السلام) حتى بلغ إلى نفسه ودعا لأوليائه على يده بالفَرَج ثم أحجم...

  فهذا الحديث يدل دلالة صريحة على أن الإمام يعرف نفسه وأنه مخصوص من الله سبحانه وتعالى بالإمامة.

  ونفس الأمر في النبي صلى الله عليه وآله، فالنبي يعرف نفسه أنه سيُبعث إلى أُمّته لأنّ النبوة سابقةٌ للخلق في الوجود، لقول رسوله الله صلى الله عليه وآله: إني عند الله في أوّل الكتاب لخاتمُ النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته. ( مستدرك الصحيحين ).
وفي صحيح الترمزي قالوا: يا رسول الله متى وجبت لك النبّوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد.
وفي الرياض النضرة عن سلمان الفارسي قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم عليه السلام قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي.

  فالنبي يعرف أنه نبيٌّ قبل أن يُبعث، وكذلك الإمام وهذا مما لا خلاف فيه في النهج العلوي.

حسين محمد المظلوم
25\8\2012