من الثابت في المنهاج العلوي أن الإمامة فوق الفلاسفة والمتصوفين.. (الفلسفة.. السفسطة.. التصوّف.. الهرطقة..) الجواب بالرأي في المسائل الاعتقادية والفقهية هو من البِدَع الخطيرة...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 14/08/2012 - 12:01

المرسل:علي إبراهيم \05\08\2012م

سلام عليكم الشيخ الفاضل المحترم شيخ حسين مظلوم
الفلسفة عند أهل البيت (ع). هل كان أهل البيت (ع) فلسفيون أو صوفيون يعني هل يجوز الفلسفة و التصوف عن المسلمين العلويين . الكثير من علماء العلويين كانوا يستعملون الفلسفة في كتبهم . ماهو رايكم في هذا الموضوع و موضوع التصوف و يقال إن يوجد احاديث عن كراهية أو تحريم الفلسفة و التصوف عن أهل البيت (ع) . و ماهو رايك عن الشيخ الذي يقول و يناقش أي موضوع ديني من خلال أعطاء رايه. هل يجوز على العالم أن يعطي رايه في مواضيع فقهية و دينيه أم يجب أن يوخذ الأجوبة من كتب الرسول و أهل البيت 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه الميامين.

  من الثابت في المنهاج العلوي أنّ الإمامة فوق الفلاسفة والمتصوفين، والإمامُ أكبرُ من أن يُقال له فيلسوفٌ أو متصوفٌ لأنّ الإمامة دون النبوّة وفوق سائِر الرُتب والألقاب الدينية والعامة كمُصطلح العَلاّمة والفقيه والشيخ والفيلسوف والمُتَصوف والمُتَكلم والمُحَدّث وغير ذلك.

  والفلسفةُ كما عَرّفها القُدماء فهي الحكمة، والفيلسوفُ مُصطلح يوناني معناه الحكيم أو مُحِبّ الحكمة والمُشتغل بها، وهي بهذا المعنى لا تُحَرّم في منهاج المعصومين، أما السفسطة وهي المُغالطة فهي مُحَرّمة لأنها تَجعل الحق باطلاً والباطل حقاً وقد نهى المعصومون عن ذلك، والتصوّف الذي يُراعي الأُصول والآداب الإسلامية فهو غيرُ مُحَرّمٍ وما هو إلا الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المُنكَرِ وسلوكُ السبيل المُستقيم بغضّ النظر عن المُصطلح الذي ساد في عُصورٍ مُتأخرة، أما الأمور التي ورد النصّ بحُرمَتها فهي الهرطقة الفارغة التي ليست من الإسلام في شيء.

  واستعمالُ الفلسفة في بعض كُتب العلويين عائدٌ إلى ذلك العصر قبيلَ الانحطاط فالعلماء يكتبونَ بلغات عُصورهم، فيُعَقّدون الألفاظ حين يَجب ذلك ويُبسطونها عند اللزوم.

  أما الجواب بالرأي في المسائل الاعتقادية والفقهية فهو من البِدَع الخطيرة، فلا يجوز لأيّ عالمٍ أو شيخٍ أن يُجيب برأيِهِ لأنّ العَمَل بالقياس والرأي مُخالفٌ لنهجِ المعصومين كما هو واضحٌ وجليٌ، وعلى العالِم أن يَرجع إلى المصادر المُوَثقة ويُجيب بالأثر القطعي.

حسين محمد المظلوم
14\8\2012