الفرق بين (عجّل الله فرجه) و (عجّل الله فرجنا بظهوره) ومعناهما \ الخمس \ البداء ...

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 15/06/2011 - 15:05

المرسل: زين العابدين علي علي \06\06\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد و قدِّس اللهم أرواح عبادكَ المؤمنين الصالحين
فضيلة الشيخ حسين محمد المظلوم آدامَ اللهُ سلامتكم السلام عليكم و على من يواليكم و يصافيكم و يلوذ بناديكم و رحمة الله و بركاته
لدي عدِّة أسئلة لسيادتكم :
  • 1 ــ نلاحظُ عند الإخوة الشيعة عند ذكرهم للإمام محمد بن الحسن القائم عليه السلام قولهم ( عجَّلَ اللهُ فرجهُ ) و لكن نحن العلويون نقول ( عجَّلَ الله فرجنا بظهوره ) .
    ما الفرق بين هاتين العبارتين ؟ و ما معناهما ؟ و ما هي حجتنا و دليلنا على ما نقول ؟
  • 2 ــ ما هي عقيدة الخُمس ؟ أتمنى أن أعرف عنها كلَّ شيء ؟ و لماذا يُعَابُ على الإخوة الشيعة هذه العقيدة من قِبَلِ البعض ؟
  • 3 ــ ما هي عقيدة البداء ؟ أيضاً أتمنى أن أعرف كل شيء عنها ؟
دمتم بأمان الله .
زين العابدين علي علي
سوريا ــ جبلة 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الأخ الفاضل السيد زين العابدين علي علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  لا فرق بين العبارتين إذا وُضِعا في إطارهِما الصحيح، وكلاهما يَدلان على أنّ بظهور الإمام المهدي عليه السلام يحصل الفرج للمؤمنين، فالقول (عَجّل الله فرجه) أي الفرج الحاصل من ظهوره بعد العنت والبلاء الذي أصاب المؤمنين في عصر الغيبة، و (عَجّل الله فرجنا بظهوره) توضح الجملة الأولى، فالإمام المهدي ليس في غمّة حتى نطلب له الفرج، إنما نحن الذين نعاني الغمة وندعو الله أن يُزيلها بظهوره الموعود.
والدليل على ما نقول ما ورد في (الهداية الكبرى) الباب الرابع عشر الحديث الثاني حين ولادة الإمام المنتظر وشهادته لله بالوحدانية ولمحمد بالنبوة والرسالة وذكره الأئمة المعصومين حتى بلغ إلى نفسه ودعا لأوليائه على يده بالفرج وأكثر من حديث ورد في الهداية وغيرها تؤكد هذه الحقيقة.2

  أما سؤالك عن الخمس فهو من العبادات الشرعية الثابتة في منهاجنا المأخوذة من كتاب الله وسنة المعصوم، ورسالة الخمس التي رواها ابن شعبة الحراني في تحف العقول عن المولى الصادق تشرح هذه العبادة تفصيلياً، وأحاديث كثيرة ذُكرت في (الهداية الكبرى) تحدث عن ثقات ميامين كانوا يحملون الخمس لدفعها إلى الأئمة المعصومين عليهم السلام، وقد أجبت بعض الأخوات عن هذه المسألة بشيء من التفصيل ونشرت في موقعكم الكريم.

أما سؤال لما يُعاب على الأخوة الشيعة لقولهم بوجوب الخمس فيعود لأمرين: إما لجهلٍ بأحكام الكتاب، أو تعصّبٍ لا مُبرّر له، وهذه الإعابة محمول على غير موضوع والله اعلم.

  أما سؤالك عن القول في البداء فقد أجبت عن هذه المسألة المختلف عليها بين الفرق الإسلامية في سؤال سابق ولا بأس من بعد التفصيل الذي لا يخلو من فائدة.

يتوهم البعض أنّ البداء يأتي بمعنى الظهور بعد الخفاء فمثلاً يعزم فلان على أمر ثم يبدو له خلافه فيَعدُل عنه وهذا المعنى للبداء باطلٌ إجماعاً ولا يقرّه مُسلم بل هو من معتقدات اليهود، فالباري تعالى (عالما بها- الأشياء- قبل ابتدائها محيطا بحدودها وانتهائها. عارفا بقرائنها وأحنائها) لا تخفى عليه خافية في الأرض والسماء، مُحيطاً بالأشياء إحاطةً تامةً، ومن قال بخلاف ذلك فقد نسبَ الجهل إلى الباري والعياذ بالله.

فمثال البداء الذي نُقرّه والذي لا يتنافى مع الأصول الاعتقادية هو أن نظن بحدوث شيء في الكون لسببٍ من الأسباب ثم يَفعل الله تعالى ما يُبطل هذا الظن، فهذا الإبطال إنّما هو لما كنا نعلمه نحن وليس لما كان يَعلمه الله لأنّ الله تعالى يعلم نهايات الأمور وتفاصيل مُتغيراتها ونحن قاصرون عن ذلك.

فلو فرضنا أنّ رجلاً بلغ السبعين من عمره وقد أُصيبَ بمرضٍ عضالٍ أجمع الأطباء على أنه سيودي بحياته لعدم وجود علاجٍ لبرئِهِ ولتقدّم سن المريض، ولكنّ هذا الرجل يتقرّب إلى الله بصدقة، أو يحظى بدعوةٍ صالحةٍ فيبرأ من مرضه ويعيش بعد برءه عشر سنوات مُعافى لينتقل إلى رحمة الله بعد هذا العمر المديد، فماذا نقول في هذه القضية الحاصلة كثيراً.

في عِلمنا أنّ هذا الرجل سيموت في مرضه العضال في مثل سنه كما أجمع الأطباء، وحين أبطل الله هذا التصوّر الذي تصوّرناه أطلقنا على ما جرى اسم البداء مَجازاً، وهو في الحقيقة واقعٌ في علم الله المَكفوف عنّا، ففي علم الله أنّ هذا الرجل سيعيش ثمانين عاماً وفي السبعين سيُصاب بهذا المرض وسيُلهمه الله بأن يتصدّق ليعيش بعد مرضه عشرة سنين ونحن نجهل ذلك لكنه حاصلٌ في علم الباري بالأشياء، فالنسخ إذاً لما تصوّرناه وليس لما في علم الباري. وأعتقد أنّ هذا المَثل غايةٌ في الوضوح وهو ليس تصوراً غريباً بل أمر واقع في أكثر الأحيان وبصور مختلفة والله أعلم.

حسين محمد المظلوم
13\6\2011