إنفاق المال: أهدافه - شروطه - الطرق التي يُنفق فيها - الأمور التي تبطل ثواب الإنفاق...

أُضيف بتاريخ الأحد, 11/09/2011 - 19:08

المرسل: فاطمة \08\09\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين... الحمد لله كما هو أهله... وصلى الله على سيدنا محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرة العالم الجليل....
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من أوجه إنفاق المال سواء المفروض كالزكاة أو غيره
هل يمكن من حضرتكم أن تبينوا لنا ما هي الطرق التي يمكن صرف المال فيها؟
ما هي شروط صحة إنفاق المال؟
إذا تصرفت المرأة بمالها (كراتبها مثلاً) من دون إذن أو علم ولي أمرها (كالأب أو الأخ أو الزوج)
وصرفت ذلك المال حباً بالله وطمعا في الثواب في أعمال الخير ومساعدة المستحقين ممن اعتصم بحبل الله،
هل ينقض (عدم أخذ الإذن من ولي الأمر) الأثر المرجو من هذا الإنفاق؟
مع الشكر الجزيل لكم
دمتم بخير إنشاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وأله الطيبين الطاهرين.

  قال تعالى:
﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:261].
يجب أن يكون الإنفاق في سبيل الله جامع للشرائط فاقد للموانع لتكون نتيجته النماء والأجر والثواب.
ومن أبرز شروطه النية لأنه من العبادات الواجبة والفروض الركنية في الإسلام.
ويجب أن يكون المال ملكاً تاماً لصاحبه قادراً من التصرف فيه بصورة تامة.
ويجب أن يكون المال حلالاً صرفاً.
ويجب أن يكون مقدوراً عليه.

  فالفتاة التي تريد أن تنفق من راتبها فلا يشترط عليها أن تستشير أحداً لأن هذا المال هو ملك خاص لها.
أما مال الزوج أو الأب أو الأخ فلا يجوز إنفاقه إلا بإذن صاحبه.

  أما الطرق التي ينفق المال فيها، فقد أبانها تعالى في كتابه لقوله تعالى:
﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:215].

  ومن الأمور التي تُبطل ثواب الإنفاق:

  • المَنْ الذي يؤذي من أُنفق عليه لقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة:262]
  • وكذلك فإنّ الرياء يبطل ثواب الإنفاق لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً ﴾ [النساء:38]
  • وإنفاق الكاره باطلة لقوله تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة:54].

فالإنفاق يجب أن يكون في سبيل الله وطاعته، ومَصرَفُه في مستحقيه من أهل الولاية، ويجب أن لا يَتبعه مَنٌّ ولا يكون عن ريَاء.

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
10\9\2011