الاستغفار هو طلب المغفرة والصفح من الله سبحانه وتعالى عن ذنب ارتكبه المستغفر عمداً أو سهواً.. إن للاستغفار أصول لا بد من معرفتها وهي قولي وفعلي...

أُضيف بتاريخ الأثنين, 23/04/2012 - 03:12

المرسل: أبو جعفر الطرطوسي \09\04\2012م

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد أن أعرف كيفية الاستغفار قولا و فعلا و بالأخص فعلا
و شكرا لكم 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه المنتجبين.

  الأخ الكريم السيد أبو جعفر الطرطوسي المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  الاستغفار هو طلب المغفرة والصفح من الله سبحانه وتعالى عن ذنب ارتكبه المستغفر عمداً أو سهواً، قال تعالى: ﴿ وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود:90] والتوبة هي عدم العود إلى الفعل المُستغفر من ارتكابه، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ [النساء:17] وهذه التوبة تشترط الإصلاح، لقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [النحل:119].

  واعلم أيها الأخ إن للاستغفار أصولٌ لا بُد من معرفتها، وهي كما ذكرتُ قوليٌّ وفِعلِيٌّ، وقد أبانَ عن أصولِهِ وشروطِهِ مولانا أمر المؤمنين عليه السلام لِكُمَيل بن زياد، وذلك حين سأله عن حَدّ الاستغفار قائلاً: يا أمير المؤمنين العبد يصيب الذنب فيستغفر الله منه، فما حد الاستغفار؟
قال: يا ابن زياد التوبة.
قلتٌ: بس. قال: لا.
قلت: فكيف؟. قال: إنّ العبد إذا أصاب ذنباً يقول: أستغفر الله بالتحريك.
قلت: وما التحريك؟
قال: الشفتان واللسان، يُريد أن يُتبع ذلك بالحقيقة.
قلت: وما الحقيقة؟
قال: تصديقٌ في القلب وإضمارٌ أن لا يَعودَ إلى الذنب الذي استغفر منه.
قال كميل: فإذا فعلتُ ذلك فأنا من المستغفرين. قال: لا.
قال كميل: فكيف ذاك؟
قال: لأنك لم تبلغ إلى الأصل بعد.
قال كميل: فأصلُ الاستغفار ما هو؟
قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت منه، وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب، والاستغفار اسمٌ واقعٌ لمعانٍ سِت:

  • أولها: الندم على ما مضى.
  • والثاني: العزم على ترك العود أبداً.
  • والثالث: أن تؤدي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم.
  • والرابع: أن تؤدي حق الله في كل فرض.
  • والخامس: أن تذيب اللحم الذي نبت على السحت والحرام حتى يرجع الجلد إلى عظمه ثم تنشئ فيما بينهما لحما جديدا.
  • والسادس: أن تذيق البدن ألم الطاعات كما أذقته لذات المعاصي.

  فهذا معنى الاستغفار وحقيقته وأصله الذي يستحق فاعله المغفرة من الله والرضى والرضوان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الاستغفارُ يَحِتُّ الذنوب حتى الورق)، وقال صلوات الله عليه وآله: (من أُعطي الاستغفار لم يُحرَم المغفرة)، وأحاديث كثيرة وردت عن المعصومين تدل على هذه الحقيقة والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
20\4\2012