إطاعة الله والرسول وأولي الأمر

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/11/2010 - 17:50

قال تعالى : ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ النساء/59.

ومما ثبت لدينا بأنّ أولي الأمر في هذه الآية هم أهل البيت عليهم السلام والأدلة على ذلك كثيرة ومنها:

  • شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني.
  • تفسيرر الرازي.
  • ينابيع المودة.
  • فرائد السمطين.
  • تفسير النيسابوري بهامش الطبري.

ونلاحظ بوضوح بأنّ الله سبحانه وتعالى قرن طاعته بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعة أولي الأمر، وإنّ هذا التسلسل يَدُلّ على إمامتهم الشرعية بعد الرسول(ص) لأنّ الله لا يأمر بطاعة من لا يستحق الطاعة ولا يَأمر إلا بطاعة المعصوم كما تقدّم، وقد فسّر بعضهم بأنّ أولي الأمر هم الأمراء، وهذا غير صحيح لأنّ أكثر الأمراء خالفـوا الخالق وظلموا العباد وأكثروا في الأرض الفساد ومن كانت هذه صفاتهم فلا تجوز طاعتهم لأن في ذلك معصيةً لله لقول رسول الله ( إنّ من اليقين أن لا تُرضي أحداً بسخط الله ).

وفسّر بعضهم ﴿ أُولِي الْأَمْرِ﴾ بـالعلماء، وهذا غير صحيح أيضاً لأنّ العلماء اختلفوا في أمور كثيرة ولذلك لم تجز طاعتهم لأن الله أجلّ وأعظم من أن يأمر بطاعة المختلفين ولا يأمر إلا بطاعة المعصومين وهم أهل البيت عليهم السلام الذين لم يختلفوا قط.

وممّا يُؤَيّد ذلك قول الرسول(ص) في علي(ع) : ( من أطاع علياً فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ).

وبما أننا قدّمنا بأنّ الله لا يأمر إلا بطاعة المعصومين وقد أمر عباده بأن يكونوا معهم وأوضحنا بأنهم الأئمة الهُداة، فيجب أن نُقدّم الدليل الشافي الذي يُؤكّد لنا عصمتهم وهو قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ .
والدليل على أنّ هذه الآية نزلت في أهل البيت ما أخرجه مسلم في صحيحه قالت عائشة:
(خرج النبي (ص) غداة، وعليه مرط مرحل من شعرٍ أسودٍ، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ ).

وقال الرازي وهو من كبار علماء أهل السنة بعد أن ذكر هذه الرواية: واعلم أنّ هذه الرواية كالمُتفق على صحّتها بين أهل التفسير والحديث.

وروى الطبراني عن أبي الحمراء : ( رأيت رسول الله يأتي على باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول : ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً﴾ .
ومن جملة المصادر المعتمدة عند أهلها التي دلت على أن هذه الآية نزلت في أصحاب الكساء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع):

  • صحيح مسلم.
  • صحيح الترمزي.
  • مسند أحمد.
  • المستدرك على الصحيحين.
  • المعجم الصغير للطبراني.
  • شواهد التنزيل للحسكاني.
  • خصائص أمير المؤمنين للنسائي.
  • كفاية الطالب للكنجي.
  • أسباب النزول للواحدي.
  • المناقب للخوارزمي.
  • تفسير الطبري.
  • أحكام القرآن للجصاص.
  • مناقب علي لإبن المغازلي.
  • مصابيح السنة للبغوي.
  • مشكاة المصابيح للعمري.
  • تفسير الكشاف للزمخشري.
  • تفسير القرطبي.
  • تفسير إبن كثير.
  • الاصابة لإبن جحر.

وغيرها من المصادر المُعْتَبَرَة الدّالة على نزول هذه الآية في أهل البيت عليهم السلام، والتي لا تنطبق إلا عليهم دون سواهم من أمة محمد (ص)، والدالّة على عِصمَتهم من مُطلق الذنوب والمعاصي.

ولما تحققنا عصمتهم عَرَفْنا بأنّ طاعتهم واجبة، والأخذ عنهم أصْوَب وانتهاج سبيلهم أقرَب.