كونوا مع الصادقين

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/11/2010 - 17:50

قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ التوبة\119.

جاء في ينابيع المودة للقندوزي الشافعي الجزء التاسع والثلاثون في تفسير هذه الآية ما يلي:
أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي عن أبي صالح عن ابن عباس(رض) قال: ( الصادقون في هذه الآية محمد(ص) وأهل بيته ).
وأخرجه أيضاً أبو نعيم الحافظ والحمويني، أخرجاه بلفظه عــن ابن عباس.
وأخرجه أيضاً أبو نعيم وصاحب المناقب عن الباقر والرضا(ع) عنهما قالا: ( الصادقون الأئمة من أهل البيت ).
وأخرجه أيضاً أبو نعيم عن جعفر الصادق رضي الله عنه (ينابيع المودة).

» وأورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل الجزء الأول الحديث351، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ . قال: ( نزلت في علي بن أبي طالب خاصة ).

» وعنه أيضاً الحديث رقم352: ورواه بإسناد آخر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ قال: ( مع علي وأصحاب علي ).

» وعنه أيضاً الحديث رقم 357، قال: أخبرنا عقيل بسنده عن مالك بن أنس عن نافع بن عبد الله بن عمر في قوله تعالى : ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ قال: أمر الله أصحاب محمد بأجمعهم أن يخافوا الله، ثم قال لهم: ﴿ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ يعني محمداً وأهل بيته.
وعن السيوطي في الدر المنثور في تفسير هذه الآية قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، أنه قال: مع علي بن أبي طالب(ع).
وقال سبط بن الجوزي في تذكرنه: قال علماء السير: (معناه كونوا مع علي وأهل بيته). قال ابن عباس: (عليّ سيد الصادقين).

وقد دلت هذه الآية دلالة قطعية على عصمة أهل البيت عليهم السلام، إذ أنّ الله سبحانه لا يأمر إلا بمتابعة المعصوم لأنّ الأمر بمتابعة غيره قبيح والله منزّه عن ذلك، ولأنّ غير المعصوم مُعَرّض للوقوع في الشبهات ممّا يُؤدّي إلى وقوع التابع له معه، وحاشا لله أن يأمر باتباع من لا يعرف رشده معرفة كليّة مؤيدة بالعصمة الإلهية المانعة والحافظة من الوقوع في المحظورات الشرعية.

وكذلك فإن الآية تدل على وجوب اتباع نهجهم، والتمسك بحبلهم وذلك لا يكون إلا من خلال الكون معهم، لأن الكون مع الشيء يوجب الإقتداء به والرجوع إليه والأخذ عنه والطاعة له، وهذه بديهيات لا خلاف عليها عند أرباب العقول الثاقبة والأفكار الصائبة.

وإنّ اقتران الكون معهم بتقوى الله دليل على ولايتهم الكلية بعد ولاية الله ورسوله، وبأنّهم معادن التقوى وغايتها وكمالها.

وقد خاطب الله سبحانه المؤمنين في هذه الآية وأمرهم بالكون مع الصادقين أمراً، ولم يترك الأمر استحباباً بل وجوباً بقوله ﴿ وَكُونُوا﴾ وما كان عن أمرٍ فلا يجوز إغفاله بل يُعاقب تاركه.

فتقوى الله إن لم يتزامن معها الكون مع الصادقين، فلا يُعَدُّ هذا الكون كاملاً لأن الأمر واحد، ولا يجوز طاعة الله من جهة وعصيانه من جهة أخرى.

وختاماً أقول بأن من وصفهم الله تعالى بالصادقين فلا يجوز ولا بأي وجه من الوجوه تكذيبهم، والرد عليهم ومخالفتهم وتأخيرهم عن مقاماتهم وتقديم غيرهم.