المودة في القربى

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/11/2010 - 17:50

قال تعالى: ﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ﴾ الشورى/23

أخرَجَ ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية ﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ﴾ . قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال:علي وفاطمة وولداهما. (السيوطي).
ورواه أيضاً الزمخشري في كشافه، والهيثمي في مجمعه، والحاكم في مستدركه، وابن حجر في صواعقه، والطبري في ذخائر العُقبى وغيرهم.

ومن المعلوم بأنّ المودة أبلغ من الإتّباع والطاعة فالإنسان قد يتبع شخصاً ما ويطيعه وهو له كاره.
فالمودة إذاً لا تكون إلا للمعصـوم الواجب اتباعه وطاعته والأخذ عنه وسلوك سبيله لأنّ الله لا يأمر بمودّة من لا يمتلك هذه الخصائص الفريدة، ونلاحظ من خلال مضمون هذه الآية بأن مودة أهل البيت(ع) بمثابة أجرٍ للرسالة وما ذلك إلّا لأنهم خلفاء رسول الله(ص).

وهذه الآيات الخمسة كافية للدلالة على وجوب سلوك سبيل أئمة الهداية. ولا بأس من سرد بعض الأحاديث النبويّة المنصبّة بهذا الخصوص:

» أخرج أبو نعيم والحمويني عن ابن عباس قال: قال رسول الله(ص):
(من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوالي عليّاً، وليوالِ وليه، وليقتدِ بالأئمة من ولده من بعده فإنهم عترتي).
فهذا الحديث يدل على أنّ ولاية علي والأئمة من بعده ثَمَرَتُها الجنة.
وقد ورد هذا الحديث في حلية الأولياء لأبي نعيم، وكفاية الطالب، وتاريخ دمشق وفرائد السمطين وينابيع المودة وشرح نهج البلاغة.

» أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين: عن ابن عباس قال:قال رسول الله(ص): (إنّ أوصيائي وخلفائي وحجج الله على الخلق بعدي إثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي).
قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟
قال :علي بن أبي طالب.
قيل:فمن ولدك؟
قال:المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، والذي بعثني بالحق نبياً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحـد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، وتُشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.