هناك تضارب كبير في أقوال العلماء بخصوص ولد الزنا، ولكنه ينتفي حين نرجع إلى أقوال المعصومين عليهم السلام..

أُضيف بتاريخ الأحد, 26/05/2013 - 12:37

المرسل: محمد وقار في 30\04\2013م

يا سيدي الشيخ الكريم،
جاء في كتاب المحاسن للبرقي "في رواية أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن كان أحد من أولاد الزنا نجا لنجا سائح بني إسرائيل، فقيل له: وما سائح بني إسرائيل؟ قال: كان عابدا، فقيل له: ان ولد الزنا لا يطيب أبدا ولا يقبل الله منه عملا، قال: فخرج يسيح بين الجبال ويقول: ما ذنبي؟" وفي رواية عبد الله بن عجلان، قال عبد الله بن عجلان: معنا رجل يعرف ما نعرف ويقال له ولد زنا فقال: ما تقول؟ فقلت: ان ذلك ليقال له، فقال: إن كان ذلك كذلك بنى له بيت في النار من صدر، يرد عنه وهج جهنم ويؤتى برزقه " وفي رواية ابن أبي يعفور، "قال أبو عبد الله (ع): ان ولدالزنا يستعمل، ان عمل خيرا جزى به، وان عمل شرا جزى به. " وفي رواية محمد بن سليمان الديلمي"عن الصادق (ع) قال: يقول ولد الزنا يا رب ما ذنبي فما كان لي في أمري صنع، قال: فيناديه مناد فيقول: أنت شر الثلاثة أذنب والداك فتبت عليهما وأنت رجس ولن يدخل الجنة إلا طاهر.(علل الشرائع)"
فأي منها أقرب إلى الحقيقة؟ أ ممكن لولد الزنا الدخول في الجنة إذا كان ماجوراً على الخير؟ أو هل له من سبيل إلى الجنة بعد مس عذاب شديد؟ وهل له النجاة كما جاء في الرواية الأولى؟ ما رأيكم في هذا الأمر؟
وشكراً جزيلاً 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصمين وأصحابه الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة والدين.

  هناك تضاربٌ كبير في أقوال العلماء بخصوص ولد الزنا، ولكنه ينتفي حين نرجع إلى أقوال المعصومين عليهم السلام.
  قال الإمام الصادق عليه السلام: خلق الله الجنة طاهرة مُطَهّرة لا يدخلها إلا من طابت ولادته.
  وقال الإمام الباقر عليه السلام: من طَهُرَت ولادته دخل الجنة.
وعليه فإنّ ولد الزنا لا يدخل الجنة، ولكن يُثاب على الأعمال الصالحة في دنياه لأنّ الله لا يُضَيّع أجر عاملٍ من ذكرٍ أو أنثى، والسبب حرمانه دخول الجنة فلأنه من الطينة الخبيثة لأنّ الله أجَلّ وأَعدل أن يُوجِدَ من طابَت إجابته من سفاح، وبهذا المعنى يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: من أحبّنا أهل البيت فليحمد الله على أولى النِعَم.
قلت: وما أولى النِعَم؟
قال: طيب الولادة ولا يحبّنا إلا من طابت ولادته.
  ويجلي هذا الحديث ويُعطيه بعده العقائدي قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي لا يُحبك ابن زانيةٍ ولا ابن حائضةٍ. أي من حَمَلَت به أُمُّه في هاتين الحالتين.

حسين محمد المظلوم
22\2\2013