دخل على مجتماعتنا الإسلامية الكثير من العادات التي تتناقض مع جوهر الدين، ومن جملة هذه العادات السلبية عدم التزويج للفرق المذهبي أو الطائفي...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 30/08/2011 - 00:39

المرسل: ضياء \20\07\2011م

فضيلة الشيخ المحترم انا شاب سوري من اخوتكم في الطائفة السنية طلبت الزواج من احدى بنات طائفتكم ورفضني اهلها بحجة نبذ المجتمع العلوي لهم في حال قبولهم مع العلم اني اقريت لهم باطلاعي واحترامي لطائفتكم الكريمة وانني لا انوي ان اتدخل في معتقد الفتاة المذهبي وانني ساحترم هذا المعتقد ما حييت وانا شاب مكافح اعمل في مجال التصوير ودخلي مقبول كما انني احب عملي واهلي اعطوني بيت لاسكن به وهو جاهزا تقريبا مع العلم ان اهلها يعرفونني منذ سنوات وعلى حد قولهم انني شخص جيد لذلك اتمنى منكم النصح او المساعدة في هذا الامر ولفضيلتكم الشكر والعرفان في كل الحالات 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله.

الأخ الكريم السيد ضياء المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  لقد تناولت هذا الموضوع سابقاً بكل وضوح وشفافية، وهذه القضية من قضايا أحكام الأحوال الشخصية وينطبق عليها النصوص الشرعية، ولكن وللأسف الشديد فقد دخل على مجتماعتنا الإسلامية الكثير من العادات التي تتناقض مع جوهر الدين، ومن جملة هذه العادات السلبية عدم التزويج للفرق المذهبي أو الطائفي، وهذه الظاهرة الغريبة كَرّسها المُستعمر البغيض ورسخها الجهل، أمّا الذي أسّسها ففقهاء السوء في أزمنة غابرة، وما زلنا نعاني منها حتى يومنا هذا ولكن بنسبة أقل مما كان.

  هذه الظاهرة الغريبة غير محصورة في مجتمع واحد بل هي في سائر مجتمعاتنا على اختلاف طوائفهم وأنا على يقين بأننا نستطيع التخلص منها بالوعي الديني والأخلاقي.

  إن قول أهل الفتاة أنّ المجتمع العلوي سينبذهم في حال تزويجك فكلام مُبالغ فيه، نعم ربما يوجد البعض لا يستسيغ هذا الأمر لسببٍ أو لأخر، أمّا أن يُعمم على كل المجتمع العلوي فغير صحيح.

  أوضحت في أكثر من موضع بأنّ ما أثبته الأصل لا يُزيله الفرع، وما أقرّه الدين لا يَنسخه المذهب، وهذا بَيّنٌ لا يحتاج إلى دليلٍ، ولكن المشكلة في العادات التي كادت أن تنسخ الأصول.

  وأتمنى عليك كأخ متفهم أن لا يُؤثر هذا الأمر على قناعاتك فهذه السلبية الجزئية لا تُلغي إيجابيات كلية، وأما نصيحتي لك فالصبر والتروي ففي الصبر الظفر ومتابعة ما بدأته بكل هدوء وحكمة عسى أن تنال مُبتغاك.

ودمت بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسين محمد المظلوم
22\8\2011