15. حجة واهية

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الخامسة عشر

قال في نفس الفصل:

خامساً: عندما التقيت بالأخوة العلويين خاصة الشباب منهم خلال عشرة سنين وجدتهم مشتاقين إلى المطالعة والإطلاع لا سيما بمعرفة أهل البيت عليهم السلام، لذلك أخذت على عاتقي أن أشرح هذا البيان الرائع الذي اتفق عليه علماؤهم حتى يستغني عامة الناس عن مطالعة الكثير من الكتب الدينية التي نشرت في المنطقة بدون دراسة وإن كانت في حد ذاتها كتب مفيدة، ولكن إذا أراد أحد من الأخوة العلويين أن يطلع على التاريخ والعقيدة وسيرة الأئمة والأحكام الفقهية والدعاء والسير والسلوك والشعر على قدر معلومات عامة هذه المجموعة إن شاء الله ستكفيه ويستغني بها عن كثير من الكتب المتفرقة الأخرى.

إنّ ما أدلى به الكاتب حُجّة واهية للتطفل ليس إلاّ فشبابنا على معرفة صحيحة بأهل بيت النبّوة عليهم السلام وخصوصاً أنّ بيوتهم لا تخلوا من كتاب "الهداية الكُبرى"، وهو يُغني في هذا المجال عن أي كتابٍ أخر.

وهل يُعقل أنهم يُوالون من لا يعرفون حتى يأتي من يُعرَّفهم! لعمري إنّ هذا الكلام غايةٌ في الغرابة وفيه استهزاءٌ واضحٌ بهذا الشعب الصادق بولائه.

أما القول ( إن شرحه لهذا البيان  يغني عامة الناس عن مطالعة الكثير من الكتب الدينية ) فكلام مُبالغ، وهذا الشرح يُناقضه لأنه ذهب بـ البيان  بعيداً، وحرَّفه عن مضمونه، وبعض الكتب التي نُشرت في المنطقة التي وصفها أنها ( بدون دراسة ) أفضل منه بكثير.

  • إننا إذا أردنا الاطلاع على كتب التاريخ لنقرأ سيرتنا فلن نراها لأن التاريخ السلطوي طمس محاسننا، وسلبها ونسبها لآخرين، ولدينا ما يغنينا عنه من الآثار الموجودة في مكتباتنا.
  • وإذا أردنا أن نطلع على العقيدة فهذا نهج البلاغة لإمامها وإمام الفصاحة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
  • وإذا أردنا الاطلاع على سيرة الأئمة ففي الهداية الكبرى كفاية ما بعدها غاية.
  • وإذا أردنا الاطلاع على الأحكام الفقهية فكتب الحديث بين أيدينا نستطيع التمييز بين القطعي والمظنون.
  • وإذا أردنا الاطلاع على الدعاء فالصحيفتين العلوية والسجادية كافيتان في هذا المجال.
  • وإذا أردنا الاطلاع على السير والسلوك المستقيمين فيكفينا الاقتداء بالسلف الصالح من علمائنا الزهَّاد العبَّاد. وهذا يغنينا عن الشطحات البسطامية والأوهام الحلاجية والهرطقات الفارضية، وغيرها من التنميقات المنافية للشرع الشريف والمذهب الحنيف.
  • وإذا أردنا الاطلاع على الشِعر فيكفينا روائع الصاحب العباد، والسري الرفاء، ومحمود الورَّاق وحبيب بن أوس الطائي وغيرهم من السادة الميامين قديماً. والعلامة الشيخ سليمان الأحمد والشيخ عبد اللطيف إبراهيم، والشيخ محمود سليمان الخطيب والشيخ محمد حسن شعبان والشيخ خليل علي صالح والشيخ حيدر عبد الله رمضان وغيرهم من علمائنا وشيوخنا حديثاً.
وبعد هذا نقول:

لسنا فقراء حتى نتسكع على أبواب الآخرين.
ولسنا جُهلاء حتى نتقرب إلى الله على ذمة فلان وفلان.
بل نباشر القضايا إبتداءً ونُحَققها بقاءً، ونُعيد المتشابه إلى المُحكم، ونجلي المخفي ونُرَجّح بين الشبيهين، وكفانا بهذا بياناً.