ج9 : مادام القرآن يُقرأ، فهل من الواجب الاستماع لمن قرأ، كائنا من كان..!؟

أُضيف بتاريخ الأحد, 02/08/2015 - 04:13

السائل: Kikotsu light في 15\01\2014م

السلام عليكم شيخنا العزيز
لدي سؤال و بكل صراحة أنا محتار جداً , كنت أستمع لآيات من القرآن الكريم على جوالي عندما دخلي أبي و بدأ بتوبيخي لأني كنت أستمع إليها بصوت مقرئ يبدو عنه سلفي و قال أبي أنهم يرقصون على مثل هذه تلاوات و أنا لم أصدق في البداية و حتى الآن لا أعلم الحقيقة لكن أعلم أنني أتأثر جداً أثناء سماعي لتلك الآيات و أحياناً أبكي فليس من المعقول أن تؤثر بي سلباً لأنني أشعر بالسعادة عندما أستمع إلى تلك التسجيلات و أكمل أبي توبيخي و قال لي بألا أستمع إلا بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رغم أنه أيضاً سني
و لا أظن أن في قراءات من أستمع لهم (أحمد العجمي و هو عالأغلب سلفي) و (ياسر الدوسري هذا سني معتدل على الأغلب) أي نوع من التلحين الموسيقي
أنا حقاً بحاجة لرأي حاسم و قاطع في هذا الأمر لا أريد أن أكون مما يرتكبون أخطاء و يحسبون أنهم يحسنون صنعاً
سأضع رابطين أحدهما للقارئ أحمد العجمي و الآخر لياسر الدوسري أتمنى الإستماع و لو لجزء بسيط لمعرفة إن كان هناك ما يخالف قراءة القرآن الكريم
هذا المقطع بصوت القارئ أحمد العجمي :
https://www.youtube.com/watch?v=fsRln2lBxz8&app=desktop
هذا المقطع بصوت القارئ ياسر الدوسري :
https://www.youtube.com/watch?v=hWjPjCSI3Kw&app=desktop
أعتذر إن كان طلبي ثقيلاً و شكراً على كل شيء


بَيَانُ الإِجَابَةِ عَنِ السُّؤَالِ

 

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّاهِرِيْن.

أَمَّا بَعْدُ: فَالسَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

الاسْتِمَاعُ لِقِرَاءَةِ القُرْآنِ لا يُجِيْزُهُ مَذْهَبٌ وَلا يَمْنَعُهُ مَذْهَبٌ، وَمَادَامَتِ القُرْآنُ يُقْرَأُ، فَالوَاجِبُ الاسْتِمَاعُ لِمَنْ قَرَأَ، كَائِنًا مَنْ كَانَ.

قَالَ تَعَالَى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 204 [ سورة الأعراف ]

وَلَيْسَ فِي الآيَةِ تَحْدِيْدُ قَارِئٍ، وَإِنَّمَا أَمْرٌ بِالاسْتِمَاعِ وَالإِنْصَاتِ للقِرَاءَةِ بِلا تَقْيِيْدِ القَارِئِ بِصِفَةٍ وَلا بِمَذْهَبٍ وَلا بِمَدْرَسَةٍ فِقْهِيَّةٍ.

وَمِمَّا جَاءَ فِي ثَوَابِ الاسْتِمَاعِ للقُرْآنِ، مِمَّا رُوِيَ عَنِ الإِمَامِ الحُسَيْنِ : (( وَإِنِ اسْتَمَعَ القُرْآنَ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَةً...)) 1

وَمِنَ الوَاجِبِ تَعْظِيْمُ القُرْآنِ وَإِجْلالُهُ بِالإِمْسَاكِ عَنِ الكَلامِ إِذَا قُرِئَ، سَوَاءٌ أَقَرَأَهُ مُطِيْعٌ أَمْ عَاصٍ، وَحَتَّى لَو تَعَمَّدَ المَعْصِيَةَ بِقِرَاءَتِهِ، كَأَنْ يَقْرَأَهُ فِي وَقْتٍ لا تَجُوزُ قِرَاءَتُهُ فِيْهِ.

وَلَقَدْ أَمَرَ الإِمَامُ الصَّادِقُ بِالإِنْصَاتِ لِقِرَاءَةِ الإِمَامِ فِي الصَّلاةِ، فَلَو صَلَّيْتَ خَلْفَ إِمَامٍ يَتَّهِمُكَ بِالشِّرْكِ، لَوَجَبَ الإِنْصَاتُ لِقِرَاءَتِهِ، وَلَو أَمَمْتَ قَومًا فَقَرَأَ أَحَدُ المُصَلِّيْنَ شَيئًا مِنَ القُرْآنِ لِيُفْسِدَ الصَّلاةَ، لَوَجَبَ الإِنْصَاتُ إِجْلالاً لِكِتَابِ اللهِ .

(( .. عَنْ مُعَاوِية بن وهبٍ، عَن أَبِي عَبْد اللهِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَؤُمُّ القَومَ، وَأَنْتَ لا تَرْضَى بِهِ فِي صَلاةٍ يُجْهَرُ فِيْهَا بِالقِرَاءَةِ ؟
فَقَالَ : إِذَا سَمِعْتَ كِتَابَ اللهِ يُتْلَى فَأَنْصِتْ لَهُ.
قُلْتُ: فَإِنَّهُ يَشْهَدُ عَلَيَّ بِالشِّرْكِ ؟ قَالَ: إِنْ عَصَى اللهَ، فَأَطِعِ اللهَ...... إِنَّ عَلِيًّا كَانَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ، فَقَرَأَ ابنُ الكوّا وَهُوَ خَلْفَهُ.... فَأَنْصَتَ عَلِيٌّ تَعْظِيْمًا للقُرْآنِ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ، ثُمَّ عَادَ فِي قِرَاءَتِهِ، ثُمَّ أَعَادَ ابنُ الكَوّا الآيَةَ، فَأَنْصَتَ عَلِيٌّ أَيْضًا، ثُمَّ قَرَأَ، فَأَعَادَ ابنُ الكَوّا، فَأَنْصَتَ عَلِيٌّ ....إلخ)) 2

 فَإِذَا كَانَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَنْصَتَ للقُرْآنِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ تَعْظِيْمًا للقُرْآنِ، فَكَيْفَ تَكُونُ الحَالُ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ، وَإِذَا كَانَتِ الحَالُ عَلَى هَذَا فَكَيْفَ لا تَجُوزُ فِيْمَا أَنْتَ مُخَيَّرٌ فِيْهِ

وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [ سورة يوسف 76 ]

ثُمَّ الحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ. 

كَاتِبُهُ 
تَمَّام أَحْمَد
22\5\2015

 

  • 1الكافي للكليني 2\575. باب (276 ) ثواب قراءة القرآن.
  • 2تهذيب الأحكام. 3\37. حديث (127). باب (3) أحكام الجماعة.