الراوون والناقلون عنه

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 11:27

إنّ ما وصل الينا من كتب الشيخ أبي عبدالله الحسين بن حمدان (ق) كتاب (الهداية الكبرى) المطبوع مرتين في إيران ولبنان، وهو من الكتب المعتمدة عند الثقات.
وقد نقل عنه وأخذ منه صاحب (بحار الأنوار) والوسائل، والوافي، ونفس الرحمن ومختصر بصائر درجات الشيعة، والقمي في تفسيره.
وبعضهم علق عليه شرحاً رداً على من اتهمه بالغلو كالتلعكبري قديماً، والسيد محسن الأمين العاملي حديثا في موسوعته القيمة (أعيان الشيعة).
ونقل عنه أيضا العالم المحقق الشيخ محمد باقر عبد الكريم في كتابه النفيس (الدمعة الساكبة)، والعلامة المتكلم الشيخ زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي في كتابه (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم)، وصاحب (مدينة المعاجز) العلامة البحراني.
ونقل عنه العلامة السيد عبد الله شبر في كتابه (حق اليقين في معرفة أصول الدين) وذلك في حديثه عن إثبات الرجعة، واعتبره مع غيره من العُلماء الذين أتى على ذكرهم من الثقات العظام والعلماء الأعلام (كما نقل ذلك عن المجلسي).

ونقل عنه الشيخ المُتكلم أحمد بن زين الدين الاحسائي في كتاب (الرجعة: حديث المفضل بن عمر) وقال في تعليل نقله للحديث ما يلي:

وإنّما أذكره مع طوله وذكر كثير من معناه فيما ذكرت من الروايات لأنه مشتمل على شيء من علامات القائم المهدي ع وسيرته وصفته ومُدّة مُلكه فهو في الغالب مُجمل أكثر الروايات ومُفصلها فلكثرة فوائده ذكرته في كتاب الحسين بن حمدان الخصيبي وكتابه مذكور في كتب الرجال، ويشهد لصحته وجود معانيه وأكثر ألفاظه في الأحاديث المعتبرة بسنده عن المفضل بن عمر ).

وقال أيضاً :
(وفي كتاب العوالم روى الشيخ حسن بن سليمان في كتابه مختصر البصائر هذا الخبر: هكذا حدثني الأخ الصالح الرشيد محمد بن ابراهيم بن مجلس الميارابادي أنه وجد بخط أبيه الرجل الصالح ابراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره وأراني خطه وكتبته منه وصورته الحسين بن حمدان). وساق الحديث كما مَرّ. 1

وروى عنه العلامة ميرزا محمد تقي في كتابه (صحيفة الأبرار) أكثر من خمسة وعشرين خبراً وقال في الجزء الثاني من صحيفته /ص377/:

كتاب الهداية في تاريخ النبي والأئمة الاثنى عشر عليه وعليهم الصلاة والسلام ودلائلهم للحسين بن حمدان الجنبلاني... رأيته بخط الشيخ أبي جعفر وهذا الكِتاب من الكُتب المعروفة بين أهل الحديث، قال الشيخ في الفهرس له كتاب "أسماء النبي والأئمة عليهم السلام".
ونقل عن هذا الكتاب جماعة من الأجِلّة كالشيخ حسن بن سليمان الحِلّي تلميذ الشهيد الأوّل (ره) في منتخب البصائر وكتاب الرجعة وصاحب عيون المعجزات، وصاحب العوالم، وشيخ المتألهين الاحسائي في العصمة والرجعة والمجلسي (ره) في البحار غير أنه لم يُحقق مؤلف الكتاب فكل ما ينقل عنه يقول فيه وفي بعض مؤلفات أصحابنا (عن الحسين بن حمدان) والظاهر أنّه عَيْنُ كتاب ابن حمدان ولكنّه لما كانت أخبار الكتاب مُصَدّرة باسم المُصَنّف غالباً أُوْهِمَ له ذلك أنّ التأليف لغيره وابن حمدان من رجال السند.
وممن أكثر النقل عنه السيد العلامة التوبلي في كتابه (مدينة المعاجز ).
وبالجملة هذا الكِتَاب من الكُتب المُتقنة ليس فيه أمرٌ مُنكرٌ وأكثر أخباره موافقة لما رَوَته أصحابُنا الأجلة إما لفظاً وإما معنى. 2

وكذلك روى عن الشيخ (ق) صاحب مسند الامام علي ع العلامة السيد حسن القبانجي، وقد روى الكثيرون غير الذين ذكرتهم وأكتفي بهذا القدر.

ومن يتمعن بما جاء في (الهداية الكبرى) من الروايات الصحيحة والأخبار المليحة المسندة عن ثقات ميامين رووا عن الأئمة المعصومين عليهم السلام فسينفي عن الشيخ الجليل جميع ما اتُّهِمَ به من قِبَل بعض أصحاب المعاجم والتراجم من الذين نقلوا عن آخرين اشتكلت عليهم الأمور وقصروا عن فهمها فضعّفوا القوي وقوّوا الضعيف لأسبابٍ سنأتي على ذِكرها لاحقاً.

وإنّ هؤلاء العلماء الأجلاء الذين أتينا على ذكرهم موثوقون في علم الرّواية والحديث، ولمُجَرّد اعتمادهم على رواية الشيخ الخصيبي (ق) فإنه يُعتبر في منهاج علم الرجال من الثقات كما أوضح شيخنا العلامة الفقيه الشيخ سليمان الأحمد (ق).
وكذلك فإنّ نقلهم عن الثقة يزيد من وثاقتهم ويرفع من قدرهم وشأنهم.

وختاماً أقول:

أنّنا لو فقدنا (الهداية الكبرى) الموجودة بين أيدي الناس لجمعناها كلها من كُتب الرجال المُشتهرة والمُعتبرة، وهذا من أدَلّ دليل على مكانتها العلمية عند الفقهاء واعتمادهم عليها، ومكانة صاحبها الجليل عند العلماء المنصفين والفقهاء المجتهدين.

وألفت النظر إلى أنّ هذا الكِتَاب النفيس بعد طباعته وخصوصاً في لبنان قد دَخَلَ عليه (أو أُدْخِلَ إليه والله أعلم) تشويهٌ كبيرٌ في أكثر أحاديثِهِ، بالإضافةِ إلى سقوطِ عدّة أخبار، وتحريفِ جُملةِ أسماء لبعضِ الرُّواة، وهو بحاجةٍ الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى تحقيقٍ دقيقٍ يُعيدُهُ إلى حِلّته النَقيّة كما بَدَتْ.

  • 1 كتاب الرجعة للإحسائي.
  • 2 صحيفة الأبرار الجزء الثاني /377/.