الغيبة والإمام المهدي (ع)

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

أمّا قضية الغيبة فهي غيبة الإمام الثاني عشر القائم المنتظر عليه السلام وسببها خوفه من دولة الباطل والطغيان ولكنّه حيٌّ موجودٌ في الأمصار وغائبٌ عن الأبصار يظهر آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً وأمّا ظهوره فهي من الأسرار الخفيّة التي تفرّد الله بعلمها 1 .

وقد شنّع هذا الكاتب على القائلين بعقيدة المهدي وخروجه في آخر الزمان وأطلق عليهم أسماء عديدة وألقاب شديدة وأسرف في تقوّلاته وبالغ في اتهاماته لهذا نورد له هذه الأدلّة من الصحاح والكتب المُعتبرة عند أهل السنّة.

  سنن الترمذي

باب ما جاء في المهدي روى بسنده عن عاصم بن بهدلة عن ذر عن عبد الله قال: قال رسول الله ص وآله: ( لا تهب الدنيا حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي يواطئ إسمهُ إسمي ) .
(قال) : في باب عن علي عليه السلام وأبي سعيد وأم سلمة وأبي هريرة ورواه بطريق آخر أيضاً قال فيه: ( يلي رجلٌ من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي ) .
(قال) قال عاصم: وأخبرنا أبو صالح عن أبي هريرة قال: ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي ) انتهى.
ورواه أبلو داوود في صحيحه، وأبو نعيم في حليته، وأحمد بن حنبل في مسنده والخطيب البغدادي في تاريخه.

  سنن ابن ماجه في أبواب الجهاد

في باب ذكر الديلم، روى بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ص وآله:
( لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم لطوّله الله عز وجل حتى يملك رجلٌ من أهل بيتي يملك جبل الديلم والقسطنطينية ) .

  سنن أبي داوود

في كتاب المهدي روى بسنده عن أبي الطفيل عن علي ع عن النبي ص وآله قال:
( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً ) .

  مستدرك الصحيحين

روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ص وآله:
( لا تقوم الساعة حتى تُملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً ثم يخرج من أهل بيتي من يملؤها قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وعدواناً ) . قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

  سنن أبي داوود

روى بسنده عن أم سلمة قال: سمعت رسول الله ص وآله يقول: ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) .
ورواه ابن ماجه أيضاً في صحيحه في أبواب الفتن في باب خروج المهدي وقال: ( المهدي من ولد فاطمة ) .
ورواه الحاكم أيضاً في مُستدرك الصحيحين وقال هو حق (يعني المهدي ع) وهو من بني فاطمة، وبطريق آخر قال فيه: ( هو من ولد فاطمة ) .
وذكره الذهبي في ميزان الإعتدال، وقال: ( المهدي من ولد فاطمة ) .
وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير سورة محمّد وقال: أخرجه أبو داوود وابن ماجه واطبراني عن أم سلمة.

  كنز العمال

قال: عن علي ع أنه قال للنبي ص : ( أمِنّا أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل مِنّا يختم الله به كما فتح بنا ). (الحديث) قال: أخرجه نعيم بن حماد والطبراني، وابو نعيم، والخطيب.
وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه بنحو أبسط فقال: وعن علي بن أبي طالب ع أنّه قال: ( أمِنّا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال بل مِنّا يختم الله كما بنا فتح وبنا يُستنقذون من الشرك، وبِنا يؤلّف الله بين قلوبهم ) .
(الحديث) قال: رواه الطبراني في الأوسط.
وقال القرطبي: والأحاديث عن النبي ص في تنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة.
وذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني قائلاً: هو من أولاد الإمام الحسن العسكري ع ومولده ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم.
وقال عنه ابن صباغ المالكي: خلفُ أبو محمد الحسنُ من الولد ابنه الحجّة القائم المنتظر لدولة الحق وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان.
وقال صلاح الدين الصفدي: إنّ المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر من الأئمة، أوّلهم سيّدنا علي وآخرهم المهدي رضي الله عنهم ونفعنا الله بهم.
ويقول: محمد بن طلحة الشافعي في ذكره: أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الركي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن ابي طالب. المهدي الخَلَفُ الصالحُ المنتظر عليهم السلام ورحمة الله وبركاته.

وفي هذا كفاية لمن طلب الهداية.

  • 1 العلامة الشيخ عبد اللطيف إبراهيم في مسائل أجاب عنها للسيد أنس الشقفه.