المبالغة في عدد الفريق

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

أقول: إننا لو استثنينا من هذه الموسوعة الأحزاب والجماعات السياسية لبقيَ معنا حوالي (678 فِرقة)، فمن أين أتانا بهذا الكم الهائل من الفِرق الدينية التي لم نسمع بأكثرها إلا من خلاله، فيكون بهذا قد قطع رقماً قياسياً لم يسبقه إليه أحدٌ وتناقض كتابه مع الحديث النبوي الدال على عدد الفِرق.
وفوق كل هذا اعتبرَ أنّ عدد الفِرق لم يكتمل بعد، وإنما وجد بعضها وسيتمّ وجود الباقي قبل يوم القيامة لأنّ ما أخبر به الرسول ص وآله واقعٌ لا محالة.

لا شك في أنّ ما قاله السيد الرسول ص وآله واقعٌ لا محالة ونحن نؤمن بأنّه لا ينطق عن الهوى، وإنّ عدد الفِرَق لم يكتمل بعد، وسيكتمل قبل قيام الساعة، ولكنّ هذا العدد الذي أتى على ذكره مبالغٌ فيه وأكثرهُ غير موجود، أو لم يوجد أبداً، وأمّا الذين أوجدوه واختلقوه فهم أجراء السلاطين، أو من يُطلقون على أنفسهم (كُتـّاب الفِرَق والنحل).

ولو تأمّلنا فيما كتب هذا الكاتب لتبيّن لنا بأنّه ذكر عدّة فرق باسم واحد وعقائد متباينة لأصحاب محتلفين، ولهذه الأسباب توصّل إلى هذا العدد الكبير.

ومِن الفِرَق التي تشابهت أسماؤها واختلفت عقائدها:
الهاشمية وذكرهم ثلاث مرّات،   واليونسية مرتين،   واليحيوية مرتين،   واليزيدية مرتين،   والوهابية ثلاث مرات،   والواقفة ثلاث مرّات،   والواصلية مرتين،   والنجارية مرتين،   والناصرة مرتين،   والميمونة مرتين،   والموحدون ثلاث مرات،   والمهدية ثلاث مرات،   والملاحدة مرتين،   والمفوضة أربع مرات،   والمفضلية مرتين،   والمعمرية مرتين،   والمعاذية مرتين،   والمحمدية سبع مرات،   والإبراهيمية خمس مرات،   والأحمدية ثلاث مرات،   والإسحاقية خمس مرات،   والإسماعيلية ست مرات،   والجعفرية أربع مرات،   والجعدية مرتين،   والحارثية ثلاث مرات،   والحاصرية مرتين،   والحبية مرتين،   والحسينية خمس مرات،   والخلفية ثلاث مرات،   والراوندية مرتين،   والشبيبية مرتين،   والشريكية مرتين،   والصالحية أربع مرات،   والفاطمية مرتين،   والفطحية مرتين،   إلى ما هنالك من التعدد العجيب الذي لم يسبقه إليه أحد.

وهناك فرق أخرى ذكرها مرات عدّة بأسماء مختلفة وهي واحدة كـ: الذبابية والذمامية والمخطئة وأهل الزيغ، فهم فرقة واحدة، وهو يعلم ذلك فقد ذكر اعتقاداتهم المتشابهة في سياق حديثه وهم الفرقة الغرابية التي تحدث عنها المؤرخون، وكُتـّاب الفرق، وهم الذين قالوا بأنّ جبرائيل أخطأ بإنزال الوحي على محمد بدل من علي لكثرة التشابه بينهما... وإنـّي أجزم بعدم وجود هكذا فرقة لسخافة هذه الأعتقادات الشاذة والمضحكة كمثل من ادّعى وجودها لغاية في نفسه، وليحقق من خلال هذه الأساطير أغراضاً سياسية لخدمة سلطانه، الواجب عليه طاعته وفق أصول مذهبه، وإنّ مثل هذه الفوارق الغير موجودة إلا في كتب النحل والملل ما هي إلاّ من صنيع خيال الشهرستاني وغيره من كُتـّاب الفرق.

وأتى أيضاً الدكتور الحفني على ذكر أربع فرق أخرى هم: السردابية وأصحاب الأنتظار والمنتظرون والمتربصة، وكلهم فرقة واحدة ويبدو ذلك من خلال اعتقادهم التي أتى على ذكرها نقلاً ومن دون تحقيق، وقال عنهم بأنّهم من غلاة الشيعة الذين (قالوا) باختفاء الإمام في سرداب الغيبة وهم ينتظرون خروجه، فيحضرون لذلك فرساً مسرّجاً في كل جمعة بعد الصلاة... إلى ما هنالك من التقولات الباطلة والتي لا أساس لها من الصحّة.

ونسأله وهو دكتور في الفلسفة وعلم النفس ما المراد بكلمة (قالوا)؟؟ ومن هم الذين قتلوا بهذا القول؟ وهل سمعهم أم قرأ في كتبهم؟ أم هكذا نقل عشوائياً؟ وإذا كانوا كما يقول إنهم شيعة فها هي كتبهم وهي تربو على الآلاف فأين يوجد مثل هذا الكلام السخيف فيها؟ وفي الحقيقة ما هي إلاّ تخرّصات لفـّقها كُتـّاب مثل: إحسان إلهي ظهير، ومحب الدين الخطيب ومن سار على نهجهم من الذين يُحبّون أن يصطادوا في الماء العكر.

أمّا قضية الإمام المهدي عليه السلام والتي أنكرها كغيره واستهزأ من القائلين بها فقد أتينا على إثباتها وخصوصاً من الكتب المعتمد عند كبار علماء السنّة.