عصمة الأئمة (ع)

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

نورد في هذا الفصل طرفاً ممّا جاء في عصمة الأئمة (ع) كما وَعَدْنا سابقاً ليعلم هذا المُتَقوّل بغير علم أنّ هذه الحقائق ثابتة في الكتب المعتبرة والمعتمدة وليست من مبتدعات الشيعة أو العلويين.

وإنّ عصمة أهل البيت (ع) أبانها الله في الكتاب، وأوضحها الرسول (ص وآله) في الخطاب، وأثبتها العلماء والفقهاء في كتبهم المعتبرة.

ونبدأ بما قال سبحانه وتعالى في كتابه وهو قوله تعالى:
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ الأحزاب\33.
وأمّا أسباب النزول فقد أكّدت مصادر الحديث والتفسير على نزول هذه الآية في رسول الله ص وآله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وفاطمة الزهراء وولديها الحسن والحسين (ع).

»   فقد جاء في صحيح مسلم (باب فضائل أهل بيت النبي ص وآله حديث 2424) :
حدّثنا أبو بكر بن ابي شيبة وحمد بن عبد الله بن نمر – واللفظ لأبي بكر – قالا: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة. قالت: قالت عائشة:
خرج النبي ص غداةً وعليه مرط مرحل، من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ .

»   جاء أيضاً في صحيح الترمذي "كتاب تفسير القرآن" حديث 3205:
عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ص قال:
لما نزلت هذه الآية على النبي ص: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ في بيت أم سلمة، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً، وعلي خلف ظهره فجلّلهم بكساء ثم قال:
( اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراُ )
قالت أم سلمة: وانا معهم يا نبي الله؟ قال: أنتِ على مكانك وأنتِ على خير.

»   وقد أخرج الترمذي الحديث نفسه في كتاب المناقب – باب مناقب أهل البيت ع حديث رقم 3787.
وروى الترمذي أيضاً عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله ص كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ .

»   وروى هذا الخبر أيضاً أحمد بن حنبل في مسنده ومحمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري في مُستدركه، وابن جرير الطبري في تفسيره، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب، وغيرهم الكثير.
ومن المشهور عند علماء الجمهور أنّ هذه الآية تختص بأهل البيت فقط دون سواهم.
وأداة (إنّما) هي من أقوى أدوات الحصر.
وإرادة الله هنا: هي إرادة التسديد والتوفيق.
والرجس: هو مُطلق الذنوب والآثام والأدناس.
والتطهير: التزكية والتنزيه من كل ألوان المعاصي والذنوب والأقذار والأدناس.

وهذه الآية من أوضح الدلائل على عصمتهم، والعصمة اختصاص من الله حصراً، وليس لمخلوق أن يدّعيها أو يُطلقها على غيره، فليفهم هذا من يُجادل بغير علم.