الغلو

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

قال هذا الكاتب مقلداً غيره:

وغلاة العلويين يقولون بألوهية علي بن أبي طالب، والمُعتدلون منهم يقولون أنهم شيعة إمامية، وعقيدتهم هي عقيدة هؤلاء وإن تغيّرت قليلاً، ولهذا أصدر علماؤهم سنة 1938 إعلاناً تبرؤوا فيه من كل ما يُخالف عقيدة الإسلام، إلا أنّهم مع ذلك يُخفون عقيدتهم الحقيقية ويتعلّلون بأنّ عدم التصريح بالعقيدة هو من كمالها، ويستعملون التقيّة ويُجيزونها، ويقولون بالتقمّص، فالأرواح كانت عند ربّها ثم أهبطها إلى الأرض فتقمّص كل منها جسداً، سرعان ما يبلى فتتركه الروح إلى غيره.
والعلويون ينسبون إليهم الصاحب بن عبّاد، وعثمان بن جنى النحوي، والسري الرفاء الشاعر، والحسن بن علي الحراني صاحب "تحفة العقول عن آل الرسول"
ونظام المواريث غير واجب عند العلويين.
والمرأة قد لا ترث إذا كان لها أخوة ذكور.
ويُحرّمون أكل الجمال والأرانب والغزلان.
ولا يأكلون أنثى الحيوان التي تحيض.
ولا يُجيزون زواج المتعة الذي يقرّه الشيعة الإمامية.

فأقول وبالله التوفيق:

إنّ هذا الكلام لا بدّ من الوقوف عليه ولو قليلاً لما يحوي من المُغالطات المتعددة والأراجيف الكاذبة.

في بداية كلامه قَسّم العلويين إلى قسمين ( غلاة ومعتدلين ) ثم جعل المُعتدلين غُلاة في باطنهم مُعتدلين في ظاهرهم، بحجّة التقية والتي تـُعتبر في مفهومه القاصر كتماناً للعقيدة تُجيز للعلوي بحسب زعمه (أن يكتم ما يعتقده) وما درى هذا الرجل بأنّ التقية جائزة في حالات محدودة أتينا على ذكرها مرّات عدّة وأثبتناها في كتابنا من كتب السنّة قبل الشيعة، ولا ذنب لنا إن كان هذا الكاتب لا يثق بأقوال ساداته الذين تحدّثوا عنها بصراحة تامّة.

  أما قضيّة الغلوّ فقد أتينا على ذكرها في مواضع عدّة وقد ألصقت بنا زوراً وبهتاناً لا لشيء إلا لتمسكنا بحبل الولاية وقد أوضح ذلك العلامة الأوحد الشيخ سليمان الأحمد (ق) حيث يقول:

إنّ الغلو المُصطلح عليه عند علماء الرجال والذي به يُجَرّح الراوي وتسقط عدالته هو تفضيل علي على عثمان لأنّ القائل بذلك يكون قد أزرى على إثني عشر ألفاً من الصحابة، أمّا تفضيله على الشيخين فهي الكفر الصراح والشرك البواح وحينئذٍ فما الفائدة من البراءة من الغلاة وتكفيرهم إلى آخر تلك النغمة.
إنّ داء التعصّب قد تمكّن وسرى في الدم والعروق والعَصَب والشعر والبشر والدم واللهم والعظام فلا تفيد تلك البراءة ولا يُصدّقون الشيعي مهما حلف وأقسم وآلى بكل الأقسام الشرعية.
نعم ورد في فضل علي وشيعته من الأحاديث ما لم تقدر السياسة على محوه فأوّلوه بأنّ شيعته من أحبّه ولم ينتقص غيره ممّن تقدّم عليه.
ولم نعلم في محبّيه مَنْ هو بهذه المثابة حتى أبو ذر أصدق الناس لهجة وعمّار بن ياسر الذي مُلئ إيماناً من فرقه إلى قدمه وكان جلدة بين العين والأنف كفر كفرته الصلعاء.

وبعد هذا البيان يتـّضح معنى الغلو عند ذوي الأذهان، والأسباب التي لأجلها يرمي البعض به.
فلا يوجد بين العلويين من يشهد لغير الله بالألوهية ولرسوله بالنبوة والعصمة.
ونقول أيضاً: لم يكن هذا الكاتب بحاجة إلى تقسيمهم قسمين بما أنّه أثبت الغلوّ على الجميع.

  وأمّا الإعلان الذي ذكره والصادر عن العلماء العلويين فهو خير دليل على صحّة إسلامهم عند المُنصفين الذين يؤمنون بقول الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ .
أمّا الحاقدون فلا يعبأون بألف إعلان وإعلان، ما دامت غايتهم تكفير أهل الولاية وذلك خدمة لأعداء الدين والوطن.

  وأمّا التقمّص الذي ذكره فقد أتينا على ذكره في مواضع عدّة، وليس هو من معتقدات العلويين.