الإمام جعفر الصادق (ع)

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

المُضحك في هذا الكاتب هو أنّه حينما بدأ بذكر فلاسفة العلويين ذكر من جملتهم حسب ترتيبه الإمام جعفر الصادق ع ونسب إليه كتباً لم يسمع بها الإمام نفسه فكيف بشيعته.

وهنا أقول:
إنْ كان هذا الرجل يجهل أو يتجاهل مقام الإمام الصادق (ع) ليجعله في مَصاف الفلاسفة فنذكّره قليلاً ببعض أقوال ساداته لعلّه يتنبّه (ولن يفعل) إلى أنّ الإمام الصادق هو أكبر وأعظم من أن يُقال له فيلسوف بل إنّ الفلاسفة والحُكماء والعباقرة والأدباء تنهل من مَعينه الذي لا ينضب.

  قال مالك بن أنس:

جعفر بن محمّد اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلاّ على إحدى ثلاث خصال، إمّا مُصلِّ، وإمّا صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأت عينٌ ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادةً وورعاً.

  وقال أبو حنيفة:

ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة إنّ الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيّء له من المسائل الشِداد فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالسٌ عن يمينه، فلما أبصرت به دخلتني منه الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلّمت عليه وأومأ إليَّ فجلست ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا هو أبو حنيفة.
قال جعفر: نعم، ثمّ أتبعها: قد أتانا. كأنّه كره ما يقول فيه قومٌ أنّه إذا رأى الرجل عرفه، ثم التفت المنصور إليّ فقال: يا أبا حنيفة ألقِ على أبي عبد الله من مسائلك.
فجعلت ألقي عليه فيُجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا فربّما تابعهم وربّما خالفنا جميعاً حتى أتيت على الأربعين مسالة، ثم قال أبو حنيفة: ألسنا روينا أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.

» وقال الحافظ أبو حاتم: " جعفر بن محمد ثقة لا يُسأل عن مثله " .
وقال أبو بحر الجاحظ: " جعفر بن محمد، الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه " .
ويُقال: إنّ أبا حنيفة من تلامذته وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب.

  وقال الوزير أبو الفتح الأربلي:

مناقب الصادق فاضلة، وصفاته في الشرف كاملة، جرى على سُنن آبائه الكرام وأخذ بهديه وهديهم عليه السلام ووقف نفسه الشريفة على العبادة وحبسها على الطاعة والزهادة، واشتغل بأوراده وتهجّده وصلاته وتعبّده لو طاوله الفلك لتزحزح عن مكانه.

» وقال الحسن بن علي الوشاء: "أدركت في المسجد - يعني الكوفة - تسعمائة شيخ كلٌ يقول حدّثني جعفر بن محمد".
  وقال أحمد بن حجر الهيثمي:

جعفر نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانيين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السجستاني.

  وقال جمال الدين الداوردي:

جعفر الصادق له عمود الشرف، ومناقبه متواترة بين الأنام، مشهورة بين الخاص والعام، وقصده المنصور الدوانيقي بالقتل مراراً فعصمه الله.

  والذي حاول قتله قال فيه - أي المنصور الدوانيقي - :

إنّ جعفراً كان ممّن قال الله فيه: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ . وكان ممّن اصطفاه الله وكان من السابقين في الخيرات، وأنّه ليس من أهل البيت إلا فيهم مُحدّث وأنّ جعفر بن محمد مُحدثنا اليوم.

» وقال عمر بن المقدام: "كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنّه من سلالة النبيين".

إلى ما هنالك من الأقوال التي لا تُحصى في فضل وفضائل الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
وكأنّ هذا الكاتب أراد أن يُقلل من شأن الإمام الصادق (ع) بوضعه في مَصاف الفلاسفة وعلى كل حال فهو لا يُلام لأسباب لا تخفَ على العقلاء.

  ثم استند على أقوال (ماسنيون) في بعض الأحاديث المُلفّقة مُعتبراً صواب رأيه، هذا أمرٌ نستغربه وهو أن يَعتمد كاتبٌ مسلمٌ على أقوال المستشرقين وكأنها آي الذكر الحكيم، وهو الذي يعلم بأنّ المستشرقين قومٌ امتلأ قلبهم حقداً على العروبة والإسلام ولم يقوموا بما قاموا به إلا لهدم بنيان هذا الدين وتقويضه، الذي قام على أساس سحق شركهم وإبادة كفرهم.
ولا أعمّم بقولي هذا فلا يخلو الأمر من وجود بعض المنصفين أمثال: ريشار سيمون صاحب كتاب "التاريخ النقدي لعقائد وعادات أمم الشرق".
وهادريان ريلاند صاحب متاب "الديانة المحمدية".
ويوهان ج رايسكه، ومن نحا نحوهم.

  ثم ختم هذا الكاتب حديثه المتناقض بكلمة هزلية يُخاطبنا بها وهي ( ألا يستحيون في عصر العلم ) .
ولا بدّ من الإجابة عنها بالقول:

  • الأوْلى بك أن تستحي أنت يا دكتور بتقديمك خدمة مجّانية لأعداء هذا الدين.
  • الأوْلى بك أن تستحي لنقلك أكاذيب الحاقدين والمستشرقين.
  • الأوْلى بك أن تستحي لوقوعك في تناقضات كثيرة إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على جهلك بواقع المسلمين.
  • الأوْلى بك أن تستحي لأنّك ما زلت تعيش في أوكار الجاهلية بنفسك وعقلك وقلبك.
  • الأوْلى بك أن تستحي لمحاولتك إيقاد نار الفتنة بين المسلمين...

أمّا نحن المسلمون العلويون فلماذا نستحي وما الموجب لذلك ما دمنا ندين لله بشهادة أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله... وأنّ حبّ علي عليه السلام إيمانٌ وبغضهُ نفاق.

لقد أسمعت لو ناديت حياً   ولكن لا حياة لمن تنادي