2. أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 11:27

 

2. صاحب الإمامة العظمى والوَلاية الكُبرى مولانا أمير المؤمنين ونور العارفين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأفضل الوصيين والأئمة الراشدين علي بن أبي طالب ع.

مضى علي أمير المؤمنين وله ثلاث وخمسون سنة، في عام الأربعين من أول سِنِيّ الهجرة، وكان مَقامه بمَكّة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثًا وعشرين سنة، منها ثلاث عشر سنة في ظهور الرسالة وأقام معه بالمدينة عشر سنين، ثم قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقام بعده أيام أبي بكر سنتين وشهور، وأيام عمر تسع سنين وشهور، وأيام عثمان اثنتيّ عشر سنة، وأيّامه ع ست سنين، الجميع ثلاثون سنة.
ومضى بضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي في ليلة الجمعة لأحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان.

وكان اسمُهُ عليًّا، وفي القرآن مبينًا، وقوله في قصة إبراهيم ع ﴿ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ وقوله تعإلى إجابة لإبراهيم ع ﴿ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ وقوله ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ وله في القرآن ثلاثمائة اسم.

ورويت الأسانيد الصحيحة ووجدت ( الكلام للشيخ ) في قراءة عبدالله بن مسعود (ر) الذي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
من أراد أن يسمع القرآن غضًا طريًا كما أنزله الله تعالى فليسمعه من فم عبدالله بن مسعود، وبهذا كان يدعوه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبيه، ففي قراءته: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ وقوله تعالى ﴿ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ والمنذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والهادي علي ع.

وقوله تعالى: ﴿ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ﴾ والشاهد منه علي ع.

وقوله عز وجل: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴾ .

وقول أمير المؤمنين ع لعلي بن دراع الأسدي وقد دخل عليه وهو محتجب في جامع الكوفة فوقف بين يديه فقال: قد أرقتَ مدى ليلتك. فقال له: ما أعلمك يا أمير المؤمنين بأرقي؟ فقال ذكرتني والله في أرقك، فإن شئت ذكرتك وأخبرتك به، فقال علي بن دراع: أنعم عليَّ يا أمير المؤمنين بذلك، فقال له: ذكرتَ في ليلتك هذه قول الله عز وجل: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴾ فأرّقك وفكرك فيه وتالله يا علي ما اختلف الملأ الا بي، وما لله نبأ هو أعظم مني، ولي ثلاثمائة اسم، ولا يمكن التصريح بها لئلا يكبر على قوم لا يؤمنون بفضل الله عز وجل على رسوله وأمير المؤمنين والأئمة الراشدين.

اسمه:

في صحف شيث وإدريس ونوح وإبراهيم وبالسرياني: مبين، وباللسان العبراني الهيولى، والأمين، والثبات، والبيان، واليقين، والإيمان، وفي التوراة أليا، وفي الزبور: آريا، وبلغة الزنج: جينا، وبلسان الحبشة تبريك، وسمي يوم القليب - وقد سقط عثمان في البدء من دابته الهلالية فعلق أمير المؤمنين برجله وأخرجه فسمته - ميمونا، وبلسان الأرمن: أفرقيا، وباللسان العربي: حيدرة، وسماه أبوه أبو طالب - وهو صغير وكان يصرع أكابر إخوته - ظهيرا. 1

وكناه:

أبو الحسن والحسين وأبو شُبَّر وأبو شُبَيْر، وأبو تراب، وأبو النور، وأبو السِّبطين، وأبو الأئمة.

وألقابه:

أمير المؤمنين، وهو اللقب الأعظم الذي خصّه الله به وحده ولم يسم به أحد قبله ولا يسمى به أحد بعده الا كان مأفونًا في عقله ومأبونا في ذاته، وأمير النحل والنحل هم المؤمنون، والوصي، والامام، والخليفة وسيد الوصيين، والصديق الأعظم، والفاروق الأكبر، وقسيم الجنة والنار، وقاضي الدين، ومنجز الوعد، والمحنة الكبرى، وصاحب اللواء، والذائد عن الحوض، ومهلك الجان، والأنزع البطين، والأصلع الأمين، وكاشف الكرب، ويعسوب الدين، وباب حطة، وباب المقام، وحجة الخصام، ودابة الأرض، وصاحب القضايا، وفاصل القضاء، وسفينة النجاة، والمنهج الواضح، والمحجة البيضاء، وقصد السبيل، وجزارة قريش، ومفتي القرون، ومكر الكرات، ومديل الدولات، وراجع الرجعات، والقرم الحديد، الذي هو في الله أبداً جديد.

وأمّه:

فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، ولم يكن في زمانه هاشمي ابن هاشمية غيره وغير أخوته جعفر وطالب وعقيل، وابنيه الحسن والحسين وابنتيه زينب وأم كلثوم عليهم السلام، ومشهده في الذكوات البيض بالغريين غربي الكوفة.
ولد له من فاطمة عليها السلام الحسن والحسين ومحسن -مات صغيرًا- وزينب وأم كلثوم عليهم السلام.
وكان له من خولة الحنفية أبو هاشم محمد بن الحنفية.
وكان له عبد الله والعباس وجعفر وعثمان من أم البنين وهي جعدة ابنة خالد بن زيد الكلابية.
وكان له من أم عمر التغلبية عمر ورقية وهي من سبي خالد بن الوليد.
وكان له يحي من أسماء بنت عميس الخثعمية.
وكان له محمد الأصغر من أم ولد.
وكان له الحسن ورملة وأمهما أم شعيب المخزومية.
وكان له أبو بكر وعبيد الله وأمهما ليلى ابنة مسعود النهشلية.

والذي أعقب من ولد أمير المؤمنين: الحسن والحسين عليهما السلام ومحمد بن الحنفية والعباس وعمر.

قال (والقائل هو الشيخ الخصيبي):
ومضى أمير المؤمنين ع وخلف منهن إمامة ابنة زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليلى التميمية وأسماء ابنة عميس الخثعمية، وأم البنين الكلابية، وثمانية عشر ولدًا، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج أو تمتع بحرة ولا بأمة في حياة خديجة عليها السلام إلا بعد وفاتها، وكذلك أمير المؤمنين لم يتزوج ولا تمتع بحرة ولا أمةٍ في حياة فاطمة عليها السلام إلا بعد وفاتها. وكان اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

إنّا أهل بيت نبوة ورسالة وإمامة، وإنّه لا تقبلنا عند ولادتنا القوابل، وإنّ الإمام لا يتولّى ولادته ووفاته وتغميضه وتغسيله وتكفينه ودفنه والصلاة عليه إلا الإمام.

والذي تولّى وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي ع غمضه وغسله وكفنه وصلى عليه وتولى أمره أمير المؤمنين ع وولداه الحسن والحسين عليهما السلام توليا وفاة أمير المؤمنين ع وتغميضه وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ولم يحضره أحد غيرهما، ودفناه ليلاً، ولم يظهر على مشهده أحد الا بدلالة صفوان الجمال، وكان جمال الصادق ع. ثم دلت عليه الأئمة من موسى بن جعفر وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري ورواه شيعتهم وكان دلالة صفوان على مشهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه دلالة ظهرت للناس.

  • 1 راجع بحار الأنوار – المناقب – الدمعة الساكبة.